أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - القصيدة المتوحشة - الفصل 23 من الرواية














المزيد.....

القصيدة المتوحشة - الفصل 23 من الرواية


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


-23-
يا حبيبي..!
الليل وسمَاه ونجومُه وقمرُه..
قمرُه وسَهَرُه..
وانتَ وأنا..
يا حبيبي أنا..
يا حياتي أنا..
كُلّنا.. كُلِّنا في الحُبِّ سَوَى.
...
..
.
المرأة لا تحتاج وردة..
بل تحتاج أن توقظ الوردة فيها.
-(قصي نسور)
أنا يا قصي.. يا صديقي.. كنت وردة ذابلة. أجهضتني الظروفُ منذُ الشَّهقة الأولى إلى أن أتى فارسُ حلمي.. خالد.. فأيقظ الوردة.
ملأ عطري الكونَ بأسره.
" كلّ إنسان يُصبحُ شاعرًا إذا لامسَ الحُبُّ قلبه ".
آه أفلاطون..
ليتك كنت تدري قبل أن تكتب هذي الجملة العشقيّة..كيف لامسَ الحُبُّ قلبي فبدأت أتدفق شعرًا.
وبدأت قصيدتي تتوهجُ!
وآمنتُ أنّني حينَ عشقتُ خالد أحبّني كلّ البشر حتّى أعدائي.
كان خالد تلك الشّمسُ التي تُوقظُ الأسماك الصغيرة..الصغيرة.. في بحري.
غمرني بحنيّة قلبه.. بدفئه..باحتياجه لي. أخبرني أنّه عانى من فراغ عاطفي مقيت منذ انتقلتْ والدته وأنّ الإكتئاب نخر كيانه. فجئتُ أنا لأملأ حياته حبّا..شغفًا..عشقًا.. وجنونا خلاّقا كما كان يطيبُ له أن يقول.
أنا امرأة عصيّة على التكرار.
أبحثُ دومًا عن تجديد شخصيتي وسلوكي كي لا أكون كالذُبابِ مُمِلَّة..
أتجدّد.. كي يظل حبيبي في تَوْقٍ لي.
فأنا كلُّ الإناث وعليه ألاّ يبحث عن أجزاء منّي.. فيهن.
-أنا اكتمال الأنثى.
قلتُ له ذات صفاء.
فأجاب: ولهذا أعشقك ..مجنونتي.
كنتُ أنظر إلى وجهه فيضحك ويقول لي :
= مجنوننتي الجميلة..ما بكِ؟
أتأمله بإعجاب فيسألني:
= لمَ تحدّقين بي.
أقولُ كأنّني أصلّي صلاة الفجر خاشعة:
- أتعرف..خالد.. مَن أرى حين أحدّق في وجهك؟
فيسألني ببراءة طفل يعشق أمّه:
= قولي .. مَن؟!
- السّيد المسيح عليه السّلام.
أنتَ طفٌل رغم كونك رجل بالغ.. تصغرني بالعمر بضع سنوات.
عيناك.. مرايا لحزنٍ وحكايا.
شعرك الطّويل.. يؤرجحني شرقًا.. شوقا.
جنوبًا..جنونا.
أموت فيك بالزاف..خالد.
كان يضمّني إليه. يضع رأسي المتعب على صدره الحنون لأستمدّ منه الدفء. كلّ مرّة أومأ إليّ أن آتيهِ.. كنتُ أذكر قول السيّد المسيح عليه السّلام:
" تعالوا إليّ أيّها المتعبين والثقيلي الأحمال. أنا أريحكم".
معه.. كنت اشعر أنّني في أمان فهو ملجأي الآمن..هو فارس أحلامي.. هو نصفي المضيء.. به وحده أكتمل كإكتمال الكُحلِ في عينيّ حسناء ساعة الظهيرة.. كإكتمالِ القمر في السّماء.
كنتُ أقول له:
- ضمّني إليك.. كما يضمّ شاعرٌ عجزَ بيتٍ إلى صدره.
فيقهقه.. ويرددّ:
- مجنونتي الجميلة!
مجنونةُ الأملِ أنتِ.
ويُكمل:
= أحبّك موت ..ريتاي. أحبّك وأبغيك الآن وكلّ آن.
كانَ يتحدّث معي باللهجة العربيّة الفصحى كي أفهمه. وكنتُ أصرّ أن يتحدّث إليّ بلهجته المغربيّة كي أعتاد عليها.
ذات لحظة نقاء.. سألته:
- ألا يُؤرقُكَ كوني أكبُرُكَ ببضعِ سنوات؟
أجاب:
= طليقتي كانت تصغرني بعدّة سنوات ولم نستطع أن نتواصل.
العمر ليس معيارا للعلاقات العاطفيّة.
أنتِ وأنا توأم الرّوح.. والفكر.. والعاطفة.
اكتملنا.. في انصهار كلينا في بوتقة الحبّ فصرنا كيانا كونيّا واحدا.
كان يقهقه ..
ثمّ.. يهمسُ في أذني بدلال:
= تعالي إليّ ..صغيرتي.
تعالي لنكتمل.
...
..
.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة المتوحشة - الفصل 24 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 22 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 21 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل ال 20 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل ال19 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 18 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 17 من الرواية
- ليلة الرّعب
- القصيدة المتوحشة - الفصل 16 من رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 15 من رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 14 من رواية
- يا أسوار عكا
- القصيدة المتوحشة-الفصل 13 من رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصلان 11, 12 في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل العاشر من رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل التاسع في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل الثامن في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل السّابع في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل السادس في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل الخامس في رواية


المزيد.....




- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - القصيدة المتوحشة - الفصل 23 من الرواية