أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - القصيدة المتوحشة - الفصل 21 من الرواية














المزيد.....

القصيدة المتوحشة - الفصل 21 من الرواية


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


-21-
سافرت خولة وتركتني ..لكنني لم أعد أشعر بالوحدة. فخالد عوّضني عن كلّ ما في هذا الكون فقد كان لي المطر والمظلة..العين وكحلها..البحر وغموضه..الورد وعطره..الشجر وثمره.
بعد أيام..وصلتني رسالة من خولتي تحكي فيها عن قصة عشقها ل..فارس.
فضضتُ الرسالة ورحتُ أقرأها قرب الصّخرة التي اعتدنا اللجوء إليها كلّما ضاقتْ بنا الدّنيا.
...
..
.
ريتاي..أفتقدك جدا حبيبتي. لكي لا تجرّبي وجع غيابي.. ها أنا أكتب لك قصتي مع فارس بحذافيرها. أنت يا توأم الرّوح يحقّ لكِ أن تعرفي تفاصيل الحكاية..لأنكِ أناي.
قصتي مع فارس بدأت صدفة. عندما انتهيتُ من كتابة ديواني الأوّل،
أرسلت منه نسخ بي دي إف لعدة أصدقاء ليوافوني برأيهم.
الغريب انني أرسلت نسخة أيضا ل فارس بإعتباره أخ لي، لم أره منذ 35 سنة بحكم إغترابه وتشرُده في أكثر من دولة ولم أكن أعلم عنه إلاَّ القليل.
لم يكن فارس يملك هوية أو أيّ وثيقة فلسطينيّة
كنّا في جيل الطفولة نلعب معا. كل ما يتذكَّرُهُ عنِّي هو شَعْري الأحمر وضفيرتي.. والنَّمش في وجهي وكلامي السَّريع واللكنة الغريبة عندما أنطق حرف الرَّاء.
كل ما يتذكره عني طفولة مرحة ، وطفلة تتلعثم بالكلام وهو يطلب مني أن أعيد جملة بعينها ليبتسم. هذه كل ذكرياته عني في طور الطفولة.
كنتُ أراهُ قبطانا، يلبس الجينز الأبيض، يختالُ في الحيّ كالطاووس ..وكم تمنيت لو أتحدث إليه لكن الظروف حالت دون ذلك خاصة عندما كبرنا وصرنا في سنِّ النُّضوج ، بحكم عادات مجتمعنا المحافظ.
سُجِن فارس في أحد السّجون الاسرائيليّة..كالغالبية السّاحقة من شباب فلسطين... وحُكم مدة من الزمن ثم خرج من السّجن بصفقة التبادل مع احمد جبرين 20-5-1985 وتم تسفيرُهُ وسجنه بالأردن لذات التُّهمة ، وهي التسلل عبر الحدود.
بدأ مشوارمعاناة مريرة.
في هذه الاثناء كنتُ أنا مشغولة بدراستي وتفوُّقي وجامعتي
وحلمي بامريكا تارة و بكوبا تارة أخرى. بل تملّكني حلم السَّفر والاغتراب لأحقق ذاتي.
كلانا ضاع في أزمة الحياة ، وجاء ديواني الأوّل ليجمعنا من جديد بكل أفكاره وعفويته وصدق الرّواية فيه ، كأنه تاريخ وحاضر مشترك بيننا.
أرسلتُ له نسخة من ديواني لأحصل على تقييمه قبل طباعة الديوان. كان في البلاد ..عاد وأقام في بيته ، وكنتُ لا أعلم إن كان في فلسطين أو في الخارج. فقد كنت منشغلة بتفاصيل الحياة وأعباء العمل.
أرسل لي قراءة مختصرة للديوان. قراءة جميلة ،مُعَبِّرَة،
شرّحت ذاتي ،وقلمي ، وكل شيء من أسلوبي وخيالاتي.
خلال اقل من 12 ساعة أرسل لي عبر الحاسوب قراءة ثانية لكن كانت هذه المرّة أجمل وأوفى وأشمل.
هكذا بدأنا النقاشات الأدبية، من خلال صفحة التواصل الإجتماعي ،الفيس بوك،إلى أن أرسلتُ له دعوة لحضور توقيع كتابي.
في البداية كان مترددا جدا: ماذا سيقول الناس ؟ مَن هذا ؟ ومِن أينَ أتى ، ومَن هو ؟
وباقي التساؤلات في مجتمع مُحَافِظ لا يرحم.
شجعته قائلة : انت تحضر لقاء ادبيا يخصُّني أنا وبناءً على دعوتي ولا أحد يحقُّ له إختيار مَنْ يحضُر ومَن لا يحضر، في النهاية أنت ضيفي .. لا شيء آخر.
استضفته هو وأخوه وأخوتي وإخواتي. كان الجميع في قاعة التَّوقيع ، وكانت أوّل مرّة ألتقي بها بفارس وجهًا لوجهٍ بعد كلِّ تلكَ المُّدَة مِنَ الغياب. حتى إخوتي كانت بالنسبة لهم أوّل مرَّة يتعرَّفون فيها إلى فارس بعدما أمضى 35 سنة غياب عن الوطن.

كاد فارس يطغى بحضوره على جميع الموجودين في الصالة وكنتُ كمن وجدت ضالتي فيه:
الجمال.. الاناقة.. الترتيب.. التهذيب. متابعة كلمة أتفَّوه بها ، كل همسة ، كل جرَّة قلم ، كل إهداء . كان العين النَّاقدة بحنانٍ وبجدارة. عدتُ أبحث عن القبطان في داخلي ، منذ كنت طفلة تسترقُ بإعجابٍ النظر إليه.
أهديته علبة شوكولاتة: " ديري ميلك تشوكوليت" بمناسبة ديواني الأوّل فأبقاها ذكرَى تدوم لحين لقاء آخر. طبعا هذا ما إعترفَ بِهِ لاحقا!
...
..
.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة المتوحشة - الفصل ال 20 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل ال19 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 18 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 17 من الرواية
- ليلة الرّعب
- القصيدة المتوحشة - الفصل 16 من رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 15 من رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 14 من رواية
- يا أسوار عكا
- القصيدة المتوحشة-الفصل 13 من رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصلان 11, 12 في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل العاشر من رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل التاسع في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل الثامن في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل السّابع في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل السادس في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل الخامس في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل الرابع في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل الثالث في رواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل الثاني من رواية


المزيد.....




- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - القصيدة المتوحشة - الفصل 21 من الرواية