أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - مظاهر العنف في الشارع العراقي














المزيد.....

مظاهر العنف في الشارع العراقي


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 5563 - 2017 / 6 / 26 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخلو مجتمع من المجتمعات في العالم مهما كانت درجة ثقافته ورقيه وتحضره من حالات الشذوذ النفسي والأخلاقي، والأمراض الاجتماعية السائدة كانتهاك القانون والخروج عليه، والتطرف في الفكر والتصرف. ولا يقتصر العنف في مجتمعنا على شريحة دون أخرى ولا على طبقة من الناس أو فئة منهم، فالعنف موجود في قمة الهرم الاجتماعي المتمثل في العنف السياسي ، ولا يغيب العنف عن مرتبة من مراتب ابتداء من قمة هرمه نزولا إلى أدنى مراتبه فلكل طريقته ومذهبه في العنف، فالسياسيون مثلا يعمدون إلى التفرد بالسلطة والرأي وتجاهل أصوات المعترضين والمحتجين، إن كانوا على منابر الرأي السياسي في مجلس النواب أو من على منابر مواقع العبادة من الجوامع والكنائس، ولا يسلم من التجاهل والتهميش كذلك الهاتفون من على منابر الإعلام الحر المطالبون بحقوق شعبهم ، وما منابر الاحتجاجات الشعبية السلمية بأفضل من غيرها في مجال تهميشها وتجاهلها على كثرتها وشعبيتها العالية.
إن هذا التجاهل والإلغاء يمثل جانبا من جوانب العنف السياسي إذ يلغي ثقافة الاختلاف المولدة للرأي الآخر التي تعد رافدا من روافد تطور الأداء السياسي الناجح الموفق، لطرحها آراء ونصائح من شأنها التصحيح والتقويم والإصلاح. ومازال الإلغاء والإقصاء والتهميش أرضية خصبة لنشوء العنف السياسي" النتيجة الطبيعية". ومع أن الاحتجاجات المطلبية المتمثلة بالتظاهرات المطلبية الحضارية الأسبوعية في العراق لم تطالب بغير الإصلاح وتقويم أداء الحكومة في تقديم الخدمات الضرورية وتوفير متطلبات الحياة الكريمة، بسلمية وحضارية عالية إلا أنها لم تسلم في كثير من الأحيان من الاعتداءات الجسدية والقسوة المفرطة من قبيل تفريق المتظاهرين بالقوة باستعمال قنابل الدخان والماء الساخن والضرب بالهراوات الثقيلة والرصاص المطاطي والرصاص الحي في بعض الأحيان الذي نتجت عنه إصابات كثيرة أوقعت ضحايا من الشهداء والجرحى من المدنيين العزل، وخطف وتغييب الناشطين منهم.
إن البطالة والعوز الاجتماعي وحشود العاطلين عن العمل والمتسربين من المدارس كل هذه فئات مرشحة لممارسة العنف في حياتها كردة فعل طبيعية متوقعة للظروف الشاذة التي يعيشها هؤلاء، تلك الظروف التي جعلت منهم وسطا زرعيا مناسبا وأرضا خصبة لتفشي العنف انتقاما من المجتمع الذي بخل على هؤلاء الشباب بفرصة التعليم المضمون والوظيفة المناسبة اللائقة. فأصبحت ممارسة العنف من جانب هؤلاء ممكنة في البيت مع الوالدين والزوجة والأخوة والأبناء بسبب الحالة النفسية المتأزمة دوما. ولم تسلم من العنف كذلك المدارس التي تضم بين جوانبها الأطفال والمراهقين والشباب من الذين يعدون الأرض الخصبة الأولى للتطرف لعدم نضجهم وعفوية وعاطفية تصرفاتهم، ولم نذكر تعنيف النساء والأطفال وغيرها من التجاوزات المتوقعة في ظل ظروف استثنائية يعيشها العراقيون على اختلاف مواردهم ومشاربهم، ومعاناتهم شظف العيش والتطرف الطائفي والتشدد الفكري العقدي عند الكثيرين منهم، ولن يتخلص العراقيون من العنف ما لم يتخلصوا من المسببات القائمة في المجتمع والضغوط التي تجثم على صدورهم، كالطائفية السياسية والفساد المالي والإداري الذي أوجد جيوش العاطلين عن العمل وكل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل الأسباب المباشرة لظاهرة العنف تلك .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصر السلاح بيد الدولة ركيزة استتباب الأمن
- تسعير المواد الغذائية الأساسية حفظ لماء وجه الفقير
- علماء الدين صمام الأمان في نبذ الفرقة
- زكاة الفطر حق النازحين في أموالنا
- المشتركات بين الأديان وبين المذاهب
- تعليم الجيل الجديد أصول المحبة والتسامح
- بث المحبة والتسامح بين أطياف الشعب
- حرية التعبير حق كفله الدستور .. فلا تصادرونه
- إدامة زخم الانتصارات ضد داعش مهمة وطنية
- إبعاد العراق عن سياسة المحاور
- الأمن مهمة الحكومة الأرأس
- تفعيل دور العراق في المحيط الإقليمي
- موقفنا من توجيهات المرجعية الدينية الأخيرة
- الرأي والرأي الآخر
- المصالحة والسلم الأهلي
- روسيا والبحث عن المجد الضائع
- استقلال القرار السياسي والهوية الوطنية للدولة
- اختلاف الميول وتقاطع المصالح
- المناهج الدينية التعليمية وأثرها في النشء الجديد
- العشائر العراقية و سطوة القانون


المزيد.....




- -صفقة مع الشيطان-.. نائب أمريكية تهاجم قانون ترامب -الضخم وا ...
- أثاث ينمو من الأرض على مدى 10 سنوات.. والنتيجة تحف فنية نادر ...
- الجيش السعودي يثير تفاعلا بتدشين أول سرية منظومة -ثاد- الأمر ...
- نشاط جديد في موقع -فوردو- الإيراني.. والصور تظهر ردم حفر خلف ...
- إجراء إسرائيلي يهدد مستقبل عشرات الطلبة الفلسطينيين بالضفة
- أسلوب استقبال محمد بن سلمان للرئيس الاندونيسي ولقطة مع وزير ...
- الإبلاغ عن أكثر من 1850 حالة إخفاء قسري في بنغلاديش
- عدة مصابين في إطلاق نار بمركز تجاري في ولاية جورجيا الأميركي ...
- 17 شهيدا بغزة في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم
- وزراء من حزب ليكود يطالبون نتانياهو بالإسراع في ضم الضفة الغ ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - مظاهر العنف في الشارع العراقي