أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - اختلاف الميول وتقاطع المصالح














المزيد.....

اختلاف الميول وتقاطع المصالح


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أكثر ما تفرزه الحروب والأزمات من مواقف ترتب على صاحبها التزامات و ردود أفعال تفرضها المرحلة من حيث شدتها وشدة تأثيرها ومدته، وخير مثال على ذلك ما يحدث في العراق اليوم من تخبط واختلاط في الرؤية بسبب الموقف الصعب الذي وضع فيه العراق بعد احتلال الموصل في العاشر من حزيران من عام ألفين وأربعة عشر، على يد عصابات داعش الإرهابية ومن تحالف معها من قوى الشر التي تريد بالعراق سوءا، فكانت تحالفات العراق خالية من الإستراتيجية الواضحة المبدئية المبنية على مبادئ استقلال القرار والتكافؤ السياسي، فمنح النفوذ المطلق لحلفاء تتقاطع مصالحهم ومبادئهم السياسية مثل أمريكا وإيران جعل من العراق ساحة لتصفية الحساب، فاختيار العراق طائعا لثنائيات النزاع الأزلي ليكونوا حلفاء له في حربه الشريفة على الإرهاب أمر لم يكن للعراق فيه الخيار بعد انهيار الحكومة العراقية وانهيار الجيش مختل العقيدة العسكرية أمام الضربات الإرهابية القاسية لاسيما بعد القرارات الإدارية الفاشلة الخاطئة التي أفرغت الجيش العراقي من القيادات ذات الكفاءة المهنية العالية تلك القيادات التي لا تدين بولائها لأشخاص بل تدين بالولاء المطلق للوطن والشعب والمؤسسة العسكرية، وأمام هذا الوضع الصعب والاستثنائي كانت الحكومة العراقية مضطرة للاستنجاد بكل من بإمكانه المساعدة في الحفاظ على أمن الحكومة الشخصي أولا وكيانها المتهاوي أمام الوضع المتأزم فكانت المبادرة الإيرانية في مد الحكومة بالخبرات العسكرية المتمرسة، تلك المبادرة التي رحبت بها الحكومة العراقية مضطرة نتيجة وضعها المأزوم، ولم تكن تلك المبادرة تطوعا إنسانيا نبيلا بقدر كونها نقلة إستراتيجية استباقي من جانب إيران لكي تبعد ساحة المعركة والحرب بعيدا عن حدودها الغربية التي أصبحت مهددة وعلى حين غرة، حين فشا نفوذ داعش في بعض مدن محافظة ديالى القريبة من الحدود العراقية الإيرانية، فتوفرت بفعل الأوغاد الدواعش الفرصة الذهبية بل الماسية لإيران لكي تدخل بثقلها الدبلوماسي والعسكري والتجاري الاقتصادي في العراق وبترحيب كبير من الحكومة العراقية وطيف واسع من الشعب العراقي، فكان تجهيز فئة عريضة واسعة من الحشد الشعبي الشيعي المقاتل بالسلاح والعتاد الإيراني والمستشارين والمدربين والخبراء ، خدمة إيران الكبرى التي لا يمكن مجازاتها عليها في نظر الكثيرين، ناسين أو متناسين أن تلك المثابة العسكرية العراقية التي حصلت عليها إيران تمثل عمقا استراتيجيا لها في حربها في سوريا التي لا يخفى على متتبع تورطها الكامل فيها. لكن هذا كله لم يرق لأمريكا التي لها في العراق والمنطقة وجهة نظر أخرى مغايرة كليا لوجهة النظر الإيرانية، الأمر الذي اقتضى من أمريكا التدخل المباشر الفوري في الحرب على الإرهاب وإنشاء حلف دولي كبير لمحاربة داعش، ولم يكن ذلك التحالف العالمي الكبير الجديد من أجل سواد عين العراقيين ولا من أجل حماية وتحرير الأرض العراقية، بل كان الغرض الحقيقي من خلفه هو احتواء وكبح النفوذ الإيراني المتسارع في العراق لغرض السيطرة على السوق العراقية النفطية والاستيرادية واحتفاظها بسلطة الإشراف على توزيع كعكة الاستيراد العراقي بين الشركات العالمية التي تخضع في تمويل مشاريعها لسلطة المصارف المالية الاقتصادية الأمريكية، فالشركات العالمية المستثمرة في العراق في مجال إنتاج وتصدير النفط الذي يمثل المورد الرئيس للبلد ، فلما حدثت بعض حوادث الابتزاز والترهيب لبعض الشركات المستثمرة في مجال النفط في الجنوب افتعلت أمريكا بواسطة صنيعتها المدللة داعش الإرهابية افتعلت بتوجيه من عراب داعش الأول أمريكا مسألة قتل الصحفيين الأمريكيين في سوريا من قبل داعش لكي تدخل وبكل ثقلها وثقل من تحالف معها من دول العالم ويبقى هذا التنازع الدولي في العراق يستنزف خيرات البلد وطاقاته لحساب المنتفعين من المتخاصمين بكل أطرافهم، أمريكا وإيران وداعش ، والخاسر الأول والأخير هو العراقي، الطرف الأضعف في هذه المعادلة المركبة .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناهج الدينية التعليمية وأثرها في النشء الجديد
- العشائر العراقية و سطوة القانون
- الأحزاب الدينية وثوبها المبقع
- تجريم التمييز الطائفي
- السبيل الأمثل لإنهاء التمييز والتوتر الطائفي
- جذور التوتر الطائفي في العراق وأبعاده
- تقاطع الأيديولوجيات وأثره على الواقع السياسي العراقي
- استغلال العراقيين كورقة ضغط سياسية
- العرب والكرد وإشكالية المواطنة
- وزارة الثقافة ودورها المفترض
- دور الرياضي في دعم قيام الدولة المدنية
- دور الفنان في المطالبة بالإصلاحات والدولة المدنية
- دور المنظومة الدينية في نشر ثقافة الدولة المدنية
- ممثلو الشعب والدولة المدنية
- القوات الأمنية والتعامل الحضاري
- المرأة العراقية ودورها في الدولة المدنية
- تنمية روح المواطنة
- فصل الدين عن الدولة
- هل أن الدولة المدنية خيار مناسب للعراق ؟
- إشراك المكونات العراقية في عراق المستقبل


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - اختلاف الميول وتقاطع المصالح