أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - جذور التوتر الطائفي في العراق وأبعاده














المزيد.....

جذور التوتر الطائفي في العراق وأبعاده


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الويلات الكبيرة والمآسي المتعددة التي حدثت في العراق إبان الفترة المظلمة الأخيرة التي شهدت تدمير البنية التحتية الحضرية والاستقرار المجتمعي للعراق وتدمير اللحمة الوطنية والسلم الأهلي والمجتمعي، بعد كل هذه المصائب و النوائب صار لزاما علينا دراسة ومناقشة وتحليل الأسباب الفعلية والواقعية لهذا الانهيار المؤسف والمحزن في المجتمع، فبعد مئات السنين من الهيمنة التركية على العراق والعداء الطائفي السياسي بين تركيا وإيران على اعتبار أنهما إمبراطوريتان كبيرتان تتصارعان على المصالح، وبما أن العراق كان التحفة السنية والهدف الأكبر الذي كان الطرفان التركي والإيراني يتقاتلون من اجل السيطرة عليه لأعوام طويلة وبسبب احتلال الصفويين للعراق و اعتدائهم على المراقد السنية المقدسة في بغداد وقتل أعداد كبيرة من علمائهم. وقد انتهى ذلك الصراع بخسارة الإمبراطورية الصفوية حربها في معركة جالديران المفصلية في عام 1514 للميلاد، التي استقر بعدها الأمر للعثمانيين حيث تحقق لهم فتح العراق وسوريا ومصر والحجاز في القرن السادس عشر ما وضع أكثر المدن الإسلامية قدسية، واهم طرق الحج ومراكز الخلافة القديمة تحت الحكم العثماني، مما دعم الدولة وجعلها تعلن امتلاكها القيادة العليا على العالم الإسلامي .
لقد مثل الحكم العثماني في العراق انتصارا للسنة. بالرغم من استمرار امتلاك الشيعة في جنوب العراق الشيء الكثير من النفوذ المحلي والاعتباري، حتى أنهم كانوا يميلون إلى شيعة إيران ويستاؤون من الارتباط بالإدارة العثمانية السنية المهيمنة. إن السيطرة على طرق التجارة التي تمر من خلال البحر الأحمر والى أعالي نهري دجلة والفرات إلى الأناضول وسوريا والبحر المتوسط كان عنصرا مهما في جهود السلطان لتامين التجارة بين الشرق والغرب لكي تستمر بالتدفق ضمن أراضيه بالرغم من الطريق البحري الجديد الذي فتح حديثا حول أفريقيا.
ولكن ربما ما هو أكثر أهمية أن العراق كان يمثل منطقة امتصاص للصدمة، ودرعا يحمي الإمبراطورية العثمانية، الأناضول وسوريا ضد الانتهاكات الإيرانية أو القبائل العربية والكردية المتحاربة. إن هذه الاعتبارات والمخاوف العثمانية فرضت على ارض الواقع في العراق قيودا واضحة على المكون الشيعي تمثل في فرض بعض القيود على المواطن الشيعي من قبيل التعيين في الدوائر الرسمية المدنية أو العسكرية في مؤسسات الدولة العثمانية، وقد خلف هذا التهميش الذي لم يكن مختصا بالمكون الشيعي فحسب بل يطول كل المكونات العراقية عربية أو كردية سنية كانت أو شيعية، وقد ولد هذا التاريخ الطويل الكثير من التراكمات التي غذتها القوى الاستعمارية والامبريالية النافذة في المنطقة العربية في تلك الفترة الممتدة منذ بداية القرن التاسع عشر حين بدأت التجارة البحرية بين الهند وأوربا ونشاط عمل شركة الهند الشرقية البحري مرورا ببداية طريق الحرير على سواحل الخليج العربي، وبدء البريطانيين في التنقيب عن الآثار والنفط في منطقة الشرق الأوسط وسعي المملكة المتحدة إلى الاستعمار في الشرق الأوسط للسيطرة على هذه العقدة المهمة في طريق تجارتهم ، وسبق هذا السعي الإعداد المؤدلج لسياسة فرق تسد التي ابتدأتها بريطانيا بعد دراسة معمقة للتكوين الديموغرافي للمنطقة واعتمادها خطة إنشاء الكيان الإسفين في المجتمع العربي والإسلامي المتمثل في الحركة الوهابية التي انطلقت من نجد تحت الرعاية البريطانية وتوجيه الحركة الصهيونية العالمية من وراء الكواليس لزرع التطرف في المجتمع العربي والإسلامي فكانت بداية نشاط تلك الحركة المتطرفة غزوهم مدينتي النجف وكربلاء واعتدائهم على المراقد الشيعية المقدسة على مستوى الإسلام عامة. ولكن الاحتلال البريطاني للعراق في بداية القرن العشرين بعد انطفاء جذوة الدولة العثمانية ولد في نفوس العراقيين مرارة تمثلت في تورطهم في احتلال آخر بعد أن عانوا الأمرين من الاحتلال العثماني الذي جثم على صدر العراق أربعة قرون طويلة ، فكان ما اعتقدوه خلاصا احتلالا آخر أبشع من سابقه، ما ولد عند العراقيين وعيا شعبيا وطنيا وحد مكونات الشعب العراقي لأول مرة ضد عدوهم الأمر الذي أشعل شرارة ثورة العشرين التي أظهرت معنى الشعور الوطني العالي واللحمة الوطنية الحقيقية من دون اعتبار لنزعة طائفية أو قومية أو دينية ، فكان الجميع جنود تلك الثورة من سنة وشيعة وعرب وأكراد ومسيحيين مجسدين أبهى وأجمل مظاهر الوحدة الوطنية.



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاطع الأيديولوجيات وأثره على الواقع السياسي العراقي
- استغلال العراقيين كورقة ضغط سياسية
- العرب والكرد وإشكالية المواطنة
- وزارة الثقافة ودورها المفترض
- دور الرياضي في دعم قيام الدولة المدنية
- دور الفنان في المطالبة بالإصلاحات والدولة المدنية
- دور المنظومة الدينية في نشر ثقافة الدولة المدنية
- ممثلو الشعب والدولة المدنية
- القوات الأمنية والتعامل الحضاري
- المرأة العراقية ودورها في الدولة المدنية
- تنمية روح المواطنة
- فصل الدين عن الدولة
- هل أن الدولة المدنية خيار مناسب للعراق ؟
- إشراك المكونات العراقية في عراق المستقبل
- النزاهة والدور المرتجى
- ثقافة قبول الآخر والدولة المدنية
- حماية الحريات الشخصية في الدستور العراقي
- الشفافية مصطلح أم أداة للبناء
- مطالب المتظاهرين وترتيب أولوياتها
- المثقف ودوره المفترض في الدولة المدنية


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - جذور التوتر الطائفي في العراق وأبعاده