أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - العشائر العراقية و سطوة القانون














المزيد.....

العشائر العراقية و سطوة القانون


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معلوم أن المجتمع العراقي ينحدر بأغلبيته من أصول عشائرية ، عربية كانت أو كردية أو تركمانية ، فالغالبية العظمى من المجتمع العراقي ينحدرون من أصول ريفية فلاحية عشائرية، وليس هذا الواقع بجديد على المجتمع العراقي فهو كذلك منذ قرون عديدة لكن ما حدث لاحقا ومنذ تسعينيات القرن الفائت وأثناء انهيار حكومة صدام الوشيك في غضون الانتفاضة الشعبانية اضطر الطاغية حينها إلى التقرب من شيوخ العشائر العراقية لضمان ولائها واسترضائهم واستمالتهم بالأموال والهدايا في سابقة لم يعتدها العراق الحديث من قبل حتى في أصعب ظروفه إبان الحرب العراقية الإيرانية، وما ذاك ألا لشعور صدام وحكومته بالضعف الشديد إثر انهيار الجيش العراقي تحت ضربات دول التحالف الغربي في الكويت وفي طريق الانسحاب منها، الأمر الذي دفع بصدام وحكومته إلى أن يعلي شأن العشائر العراقية لغرض ضمان اصطفافها إلى جانبه. ولم يكن ذلك لولا الضعف الشديد الذي انتاب العراق حينها. وهو أمر طبيعي في كل مجتمع تفقد حكومته السيطرة عليه فيعلو حينها قدح التجمعات البشرية المختلفة من العشائر والتجمعات السكانية بسبب ضعف سلطة الدولة حينها يبرز دور العشيرة في حماية منتسبيها من أي تهديد خارجي وتأمين حقوقه في حال وجود خلاف بينه وبين خصم آخر من عشيرة أخرى من خلال الفصل العشائري وفق الأعراف والقوانين العشائرية العراقية السائدة. وقد تكرر هذا المشهد مجددا بعيد التغيير الذي حصل في عام2003 بعد الانفلات والفراغ الأمني والسياسي لكنه هذه المرة كان ايجابيا تماما حيث أصبحت العشائر العراقية صمام أمان فعلي للمجتمع العراقي حين تمكنت من لجم المفسدين وفيها وتحجيم نشاطهم غير المشروع، ربما حدث ذلك بسبب عدم وجود الميليشيات الحزبية والطائفية أو عدم ظهورها على الساحة بعد، لكن وبعد استفحال أمر الميليشيات الدخيلة في المجتمع العراقي التي كانت تمول بالمال وتغذى بالأفكار التكفيرية والتقسيمية من الخارج وردة الفعل الطبيعية ضدها من المكونات المغايرة التي وجدت من يغذيها بالمال والشحن الطائفي المقابل من الأحزاب الطائفية في الداخل والأطراف الدولية الخارجية ذات المصلحة في أضعاف العراق بل وتقسيمه لتحييده عن حلبة الصراع والتوازن الإقليمي في المنطقة، فكانت التوترات الطائفية والشحن الطائفي الذي كان يتطور أحيانا إلى مناوشات ومعارك متفرقة هنا وهناك في المدن متعددة المكونات الطائفية ، وشهدت تلك الفترة الممتدة منذ عام 2005 حتى عام 2008 تغييبا واضحا ومقصودا لدور العشائر المفترض من أجل إعطاء الحرب الأهلية الفرصة لتأخذ مداها المخطط له، وقد تصرفت العشائر العراقية ولأول مرة في تاريخها بسلبية واضحة أظهرت عدم أهليته لتكون حاملة للمسؤولية والدور القيادي، وقد فشلت تماما في امتصاص واحتواء تلك الهجمة الشرسة للميليشيات بل اضطرت أحيانا لتشارك مباشرة في تلك الأزمة وتداعياتها في دور سلبي واضح، وامتد هذا الدور السلبي للعشائر العراقية إلى الوقت الراهن إذ أسهمت العشائر العراقية في تأليب الوضع القلق بتضخيم و دعم الممارسات العشائرية المتخلفة اجتماعيا مثل الفصلية، التي عادت إلى الظهور على الساحة العشائرية وبقوة كما حدث في البصرة قبل شهور حين حكم مجلس صلح عشائري بأخذ خمسين امرأة عراقية بصفة سبية صلح عشائري في سابقة خطرة تدل على الانحدار الفكري المدني المتحضر. وبعد كل هذا وذاك أصبحت الحاجة ماسة إلى أن تكون الدولة المدنية هي البديل العملي والصحيح لهذا التخبط الحكومي الذي لم تعد معه الحكومة قادرة على ضبط الشارع امنيا وخدميا واجتماعيا، وقد صار من الضروري بمكان أن يحسم أمر الدولة المدنية في العراق لتضمن للعراقي حقوقه في الحماية والأمان من دون الحاجة إلى العشيرة التي تسحبنا إلى عصور الظلام الحضاري .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الدينية وثوبها المبقع
- تجريم التمييز الطائفي
- السبيل الأمثل لإنهاء التمييز والتوتر الطائفي
- جذور التوتر الطائفي في العراق وأبعاده
- تقاطع الأيديولوجيات وأثره على الواقع السياسي العراقي
- استغلال العراقيين كورقة ضغط سياسية
- العرب والكرد وإشكالية المواطنة
- وزارة الثقافة ودورها المفترض
- دور الرياضي في دعم قيام الدولة المدنية
- دور الفنان في المطالبة بالإصلاحات والدولة المدنية
- دور المنظومة الدينية في نشر ثقافة الدولة المدنية
- ممثلو الشعب والدولة المدنية
- القوات الأمنية والتعامل الحضاري
- المرأة العراقية ودورها في الدولة المدنية
- تنمية روح المواطنة
- فصل الدين عن الدولة
- هل أن الدولة المدنية خيار مناسب للعراق ؟
- إشراك المكونات العراقية في عراق المستقبل
- النزاهة والدور المرتجى
- ثقافة قبول الآخر والدولة المدنية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - العشائر العراقية و سطوة القانون