أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - الأحزاب الدينية وثوبها المبقع














المزيد.....

الأحزاب الدينية وثوبها المبقع


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استغرب العراقيون وهم يراقبون بدهشة مصحوبة بالتساؤل والاستغراب رؤية الأحزاب العراقية التي انبثقت من العدم وهي ترفع شعارات دينية طائفية بدت للوهلة الأولى وكأنها تلبس لباسا وطنيا صرفا، فكان المجتمع العراقي حينها مشوشا لا يعلم حقيقة هذه الأحزاب الطارئة ولا يعرف عنها وعن شخوصها ورؤسائها إلا أخبارا متفرقة هنا وهناك لا ترقى إلى درجة المعرفة اليقينية، وهذا الجهل بتلك الأحزاب ومن مبدأ منح الفرصة لمن يدعي أمرا كي يثبته، منح العراقيون تلك الأحزاب الفرصة كي يبينوا لهم صدق نواياهم ودقة شعاراتهم ومدى الالتزام بمبادئها المنشورة في أدبياتهم أن وجدت؟!
وحينما جرت الانتخابات الأولى وامتنعت عن المشاركة فيها مكونات لا بأس بها من مكونات الشعب العراقي تحت ذريعة الاحتلال وحرمة الاشتراك معه في حكومة أو أي نوع من التعاون المادي والمعنوي، تحت ظروف كهذه استغلت باقي المكونات الفراغ الجزئي في الساحة السياسية فتم اقتسام المناصب العليا في السلطة على أساس التمثيل الواقعي الموجود على الساحة السياسية في حينه، ولم يكن انعدام التوازن الذي حدث وقتها ذنب المكونات التي تقاسمت الكعكة بل ذنب المدلل الذي انتحى بعيدا رافضا الاشتراك في تلك العملية تحت ذريعة الحرام والحلال والولاء للوطن ورفض الاحتلال والمحتلين، تلك النرجسية والنظرة السطحية الساذجة للأمور وتلك المراهقة السياسية من جميع الأطراف أسهمت في توسيع الهوة والفجوة بين المكونات والتشكيلات السياسية نفسها، وانسحبت بالتالي على المكونات الشعبية نفسها عن طريق التثقيف الطائفي السياسي من جميع الأطراف في الشارع العراقي. ولم تظهر في تلك الفترة أحزاب سياسية تعتمد المنطق السياسي العلمي والعملي بحيث تشبع فضول الشارع العراقي التائق إلى حرية الفكر والتعبير والمعرفة والاطلاع على أصول النظم السياسية والإدارية في المنطقة والعالم بحيث توسع أفقيا مساحة الوعي الجماهيري العراقي لتأخذ بيده إلى الاختيار الصحيح الواعي المطلع على التجربة الديمقراطية ولو نظريا. ولم تخل الساحة السياسية العراقية كليا من أحزاب ديمقراطية مدنية لكنها كانت خاملة فقيرة الموارد إذا ما قيست بباقي الأحزاب المرتبطة بالداعم الخارجي الممول ولا نقول العميلة فالكلمة جارحة مؤلمة، فالتيار المدني الديمقراطي قديم النشأة في العراق ويتمتع بتأريخ طويل من التحرر الفكري والتنور والفكر الديمقراطي التحرري، لكنه كان يفتقر إلى التنظيم السياسي بحزب أو غيره لأنه كان محصورا ومتمركزا في قلوب وعقول المثقفين العراقيين الطامحين إلى الدولة المدنية. ولا يقل عنه في ذلك الحزب الشيوعي العراقي ذو التأريخ الأعرض بين الأحزاب السياسية العراقية قاطبة، لكنه كان وما زال يشكو الفاقة المادية لانعدام التمويل المادي إلا من اشتراكات أعضائه وأصدقائه التي لا ترقى إلى مستوى توسيع قاعدة التأثير الجماهيري عن طريق وسائل الإعلام الحديثة كالفضائيات وما شابه ذلك. كل هذا مضافا إليه بساطة وضعف الوعي في القاعدة الجماهيرية الأعرض في المجتمع العراقي، تلك القاعدة ضعيفة الوعي والإدراك السياسي التي يسهل التحكم في عواطفها الطاغية على العقل في الأعم الأغلب، مكنت هذه العوامل الكثيرة الأحزاب الدينية الطائفية من زمام الشارع العراقي لينتشر التوتر والاصطفاف الطائفي في الشارع العراقي ليصل حد الاحتراب أحيانا بسبب تلك الأحزاب الدينية الطائفية، ويفرز هذا الدور المشبوه للأحزاب الدينية خيارا وحيدا للشعب العراقي برفضها وإلغائها وحظرها تماما كما تم حظر البعث الفاشي من قبل لأن هذه الأحزاب قد أثبتت أنها لا تقل فاشية وإجراما عن حزب البعث المحظور. لذلك كله ولمصلحة الأجيال القادمة من العراقيين ولكي لا يوضعون في الخانة التي وضعنا فيها، صار واجبا ولازما على الدستور العراقي أن يضمن في بنوده مادة تحريم إجازة أحزاب دينية في المجتمع العراقي



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجريم التمييز الطائفي
- السبيل الأمثل لإنهاء التمييز والتوتر الطائفي
- جذور التوتر الطائفي في العراق وأبعاده
- تقاطع الأيديولوجيات وأثره على الواقع السياسي العراقي
- استغلال العراقيين كورقة ضغط سياسية
- العرب والكرد وإشكالية المواطنة
- وزارة الثقافة ودورها المفترض
- دور الرياضي في دعم قيام الدولة المدنية
- دور الفنان في المطالبة بالإصلاحات والدولة المدنية
- دور المنظومة الدينية في نشر ثقافة الدولة المدنية
- ممثلو الشعب والدولة المدنية
- القوات الأمنية والتعامل الحضاري
- المرأة العراقية ودورها في الدولة المدنية
- تنمية روح المواطنة
- فصل الدين عن الدولة
- هل أن الدولة المدنية خيار مناسب للعراق ؟
- إشراك المكونات العراقية في عراق المستقبل
- النزاهة والدور المرتجى
- ثقافة قبول الآخر والدولة المدنية
- حماية الحريات الشخصية في الدستور العراقي


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - الأحزاب الدينية وثوبها المبقع