أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي الحلاق - الجيش العراقي بين الحل والتغييب ح1















المزيد.....

الجيش العراقي بين الحل والتغييب ح1


محمد علي الحلاق

الحوار المتمدن-العدد: 5556 - 2017 / 6 / 19 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتأكد يوما بعد يوم بل لحظة بعد أخرى حقيقة اهداف الاحتلال الانكلوـاميركي الامبريالي البربري للعراق .لقد كان من اولى تلك الاهداف وأرأسها هو حل الجيش العراقي لاسباب متعددة .
انا هنا لست بصدد كتابة دراسة عن هذا الموضوع واتي ابتدأت بها وهي تحت عنوان (الجيش العراقي بين احتلا لين ) لكن سوء حالتي الصحية حال دون اكمالها، لاكني سأورد هنا اهم تلك الاسباب وهي :
1ـيعرف الجميع ان أية دولة في العالم لا تستطيع من انجاز استقلالها الكامل ، ولن تتمكن من تحقيق سيادتها الوطنية التامة على كامل أرضها وسمائها ومياهها ، من دون أن تمتلك جيش وطني قوي ذو عقيدة عسكرية وطنية راسخة ّ،
يحمي حدودها ويصون أرضها من أية محاولة من الدول الاخرى سواءا كانت مجاورة أو عبر ألمحيطات،لاستباحة تلك الحدود او تدنيس تربتها .
فكان ثاني قرار أتخذته سلطة الاحتلال من قبل ممثلها الارهابي (بول بريمر) في آيار 2003 هو حل الجيش العراقي،لم يكن ذلك قرارا خطأ كما حاولت وسائل الاعلام الامبريالية وبعض العملاء من مرتزقة العملية السياسية ان يضللوا الجماهير العراقيية ، لقد أتخذ نلك القرارعن قصد وتصميم وكما يقال في القانون ( مع سبق الاصرار والترصد)،
ليسهل بعد ذلك تنفيذ الصفحة التالية وهي استباحة حدود الوطن من قبل عصابات الارهابيين او من قبل دول الجوار .
2ـ منذ قيام الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين ، صار الجيش العراقي وعلى الرغم من خيانة قيادته التي كانت متمثلة بالعائلة المالكة وبالرغم من ضعف التسليح والتجهيز والتدريب الذي كان يعاني منه ، الآ أنه صار هو العدو الاول الذي يخشاه ذلك العدو الاستيطاني ـالعنصري ،وترتعد فرائص قادته حين يذكر اسمه وذلك للبسالة والغيرة التي قاتل فيها جنوده وضباطه في المعارك التي خاضوها في حرب فلسطين عام 1948 وبالخصوص في جنين وكفر قاسم .
ولذا جاء قرار الحل لطمأنة ذلك الكيان وتحقيق حلمه الوردي لتغييب الجيش العراقي عن ساحة الصراع معه،بعد اخراج الجيشين المصري والاردني من الصراع بعد اتفاقيات السلام الخيانية مع ذلك الكيان المصطنع .
3ـلم يكن قرار الحل المشار اليه اعلاه بالقرار الجديد الذي يقدم عليه الاستعماريون البرابرة ،فقد سبق للاستعماريين الانكليزوبعد احتلالهم الثاني للعراق عام 1941 على أثر سيطرة الجيش بقيادة (العقداء الاربعة)على السلطة وطرد عملاءالانكليز وهروب الوصي على العرش،قرارا بحل الجيش العراقي (حاولت قوى الاحتلال والوصي على العرش،حل الجيش العراقي واستبداله بقوة من الشرطة . الذي اقترحه رئيس البعثة البريطانية الجنرال رنتن.)(الجيش والسلطة في العراق الملكي ـالدكتور عقيل الناصري ص 232).
عودة قصيرة لشيخنا التأريخ : بعد تكبد جيش الامبراطورية البريطانية التي كانت لاتغرب الشمس عن اراضيها ،والذي كان اقوى جيش استعماري عندها والذي لم يكن يعرف الهزيمة،بعد تكبد ذلك الجيش المتغطرس خسائر بشرية جسيمة وتكاليف مالية باهضة جراء المقاومة الباسلة للشعب العراقي لقوات الاحتلال والتي بلغت ذروتها في ثورة العشرين الوطنية الكبرى ،حيث اذاقه فيها الفلاحين الثائرين الموت الزؤام ومذلة الهزيمة في معارك الرارنجية والعارضيات والنجف . على الرغم من اختلال ميزان القوى بشكل لايقاس لصالح الجيش الاستعماري.
لم يكن الانكليز يريدون لاتشكيل دولة عراقية ولا تأسيس جيش عراقي فقاموا ومن اجل تأديب العشائرالمتمردة والسيطرة على المدن الثائرة في عام 1916 بتشكيل جهاز شرطوي سمي ب(قوات الشبانة ) التي انيطت قيادتهاالى شيوخ العشائر الموالين،عقب فشل ذلك الجهاز المرتزق وعقب تلك الخسائر والتكاليف الباهضة لتي اشرنا اليها آنفا أضطرت بريطانيا الى الموافقة على تأسيس الجيش العراقي باجتماع القاهرة بآيار 1921واذي ترأسه (ونستون تشرشل)وزير المستعمرات وقتها.
كان الجيش الذي جرى تشكيله ،كجيش اليوم جيشا من المتطوعين،اوكلت له نفس المهام اتي كان يقوم بها جيش الاحتلال البريطاني اي قمع الانتفاضات والثورات التي كان يقوم بها الشعب العر اقي وليس حماية استقلال الوطن وصيانة حدوده وأرضه من اعتداءات الدول الاخرى ولم يطبق قانون الخدمة الالزامية الآ في عام 1935 وذلك بعد نضال مرير من قبل القوى الوطنية ـ المدينية وبعض ألضباط الشريفيين الذين يحملون شيئا من الحس الوطني مثل (ياسين الهاشمي).
هنا لابد ان نشيرالى مسألة في غاية الاهمية،وهي أن هناك أوجه تشابه كثيرة بين مشروع الاحتلال البريطاني للعراق بين عامي 1914 ـ 1918 ،وبين مشروع الاحتلال اللآنكلو ـ أميركي الاخير في عام 2003 .
مما يشير وبشكل شبه أكيد بأن مشروع الاحتلال البربري الاخير ، كان من هندسة وتصميم العقول الاستعمارية الانكليزية المريضة التي تلاقحت مع العقول الشريرة للمحافظين الجدد والذي تجلى كذلك بوجود اعداد كثيرة من المستشارين البريطانيين فيما سمي بسلطة الائتلاف وغالبيتهم كانوا من السفراء السابقين في المنطقة العربية ومن ذوي الخبرة الكبيرة بشؤون العراق ، وهو مايعيدنا الى قول شاعرنا الوطني الكبير الراحل معروف الرصافي ، الذي قال في احد أبيات قصيدته الشهيرة ( أنا بالحكومة والسياسة أعرف ): ان للأنكليز في بلادي مطامع لا تنتهي حتى نتبلشف
وأوجه ألتشابه هذه هي :
1ـحقدهم ألاسود ألبغيض على الشعب العراقي وعلى العراق (أرضا وتأريخ )،والذي تمثل بالروح الاستعمارية العدائية ـالمتغطرسة والمتعجرفة التي تعاملوا بها مع ألعراقيين ،وأتباع سياسة فرق ـ تسد للسيطرة عليه .
2ـاتباع سياسة الحكم المباشر في بداية الاحتلال ،حيث اتبع الاستعماريين الانكليزهذه السياسة والتي (كانت تدعو للحكم البريطاني المباشر المتسم بالصرامة،وتعارض بشدة فكرة الادارة البريطانية غير المباشرة لحكم العراق )(المصدر السابق ص 69) .واتي اتبعها الحاكم البريطاني في العراق ( ويلسون ) الذي كان يمثل ماسميت ب (المدرسة الهندية) التي تتبع حكومة الهند البريطانية والتي تدعمها وزارة المستعمرات ، وهي ذات السياسة التي انتهجتها ادارة الاحتلال الاخير للعراق عبر ممثلها (بول بريمر).
3ـ ألنوايا ألشريرة لكلا الاحتلاليين تجاه العراق والتي تجلت باعتماد مشروع تقسيم وتفتيت العراق من قبل كلا الاحتلالين ،حيث تبنى الاستعمار البريطاني مشروعا يتضمن : أـالحاق ولاية البصرة بحكومة الهند البريطانية مباشرة ،أي فصلها عن العراق ،وذات المشروع اعيد انتاجه مجددا بعد الاحتلال الاخير مباشرةعندما صارت البصرة من حصة بريطانيا حين طرح (باقر ياسين)القيادي البعثي السابق مشروع (اقليم الجنوب) وبعد فشله ظهر مشروع (اقليم البصرة ) والذي تبناه انائب سابق لا يزال مطروحا لحد الان والذي يتبناه حاليا نائب حالي ،وما يحصل اليوم من تدهور أمني ليس ببعيد عن هذه النوايا لتنفيذ هذا المشروع القديم ـالجديد.
بـ :تغيير ديموغرافية الوسط والجنوب وذلك بما سمي بعملية(التهنيد) واتي كانت تقضي بجلب ثلاثة ملايين هندي واسكانهم في تلكما المنطقتين . وبعد الاحتلال الاخير طرح مشروع(اقليم الوسط واجنوب)من قبل قوة سياسية شيعية؟.
جـ:تشكيل ولاية بغداد السنية وتكون تحت الادارة المباشرة للحاكم البريطاني .واليوم يطرح مشروع (الاقليم السني)
دـ:وضع ولايةالموصل ضمن مناطق النفوذ الفرنسي .وقد تشكل بعد الاحتلال الاخير (اقليم كردستان)وهو القسم الرئيس الذي كانت تشكله تلك الولاية ،اما الباقي وهو (محافظة نينوى)فلقد عرضها سياسيوها الحاليين للبيع ؟الى تركيا ،ثم قاموا باللاتفاق والتعاون مع حكام بغدادوالاخرين؟بتسليمها الى ارهبيوا (داعش) لكي تعود قوات الاحتلال من جديد ،ومن ثم جرى تدمير الجانب الايمن التراثي منها.
ثم ان مشروع (جو بايدن) نائب الرئيس الاميركي السابق لماّ يزل مطروحا ،وهو لايختلف كثيرا عن المشروع البريطاني القديم وكما بيناه آنفا.فكلا المشروعيين يهدفان الى غاية واحدة وهي تقسيم وتفتيت العراق.
4ـ:انتهاج نفس السياسة فيما يخص الجيش العراقي ، ولقد اوضحنا السياسة البريطانية بهذا الشأن وسنبين السياسة الاميركية بعد الاحتلال الاخير بالحلقة 2 .



#محمد_علي_الحلاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخري كريم يحاور عزيز محمد ميتا الحلقة 3
- فخري كريم يحاور عزيز محمد ميتا الحلقة 2
- هل فعلا يتغير الأعداء مع تغير الصباح والمساء !؟ الحلقة 3
- هل فعلا يتغير الأعداء مع تغير الصباح والمساء !؟ الحلقة 2
- هل فعلا يتغير الأعداء مع تغير الصباح والمساء !؟ الحلقة 1
- في الذكرى الثالثة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي (مه ...
- عيد الحرية في زمن التبعية
- نور الدين محمود يعود ((شيعياً))
- ان على هذه الارض – شعب يستحق الحياة
- اقتحام البرلمان – بين عفوية الجماهير وشلل القيادة ، وعودة (( ...
- ما سبب !؟ صلف العملاء الخونة والسراق القتلة !؟، واستهتارهم ب ...
- ما سبب !؟ صلف العملاء الخونة والسراق القتلة !؟، واستهتارهم ب ...
- راهن العراق ومستقبله وفق أفكار مثقفوا الاحتلال -غالب الشابند ...
- تظاهرات (الجمعة ) العراقية بين الوهم والإيهام (ج5.. والأخير)
- تظاهرات الجمعة بين الوهم والايهام (ج4)
- تظاهرات (الجمعة) العراقية بين الوهم والإيهام (ج3)
- تظاهرات (الجمعة) العراقية بين الوهم والإيهام (ج2)
- تظاهرات (الجمعة ) العراقية بين الوهم والايهام (ج1)
- من وحي ذكرى الانقلاب الدموي – الفاشي في 8 شباط 1963 -القائد ...
- من وحي ذكرى الانقلاب الدموي – الفاشي في 8 شباط 1963 -القائد ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي الحلاق - الجيش العراقي بين الحل والتغييب ح1