أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - من أعلى القمم














المزيد.....

من أعلى القمم


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 04:48
المحور: الادب والفن
    



يا ربيع الحياة .. أيها الوقت المبجل!
يا حديقة الصيف !
يا فرح الترقب القلق والانتظار
إني اترصد الأصحاب على دوام التأهب
لم التأخر ، أيها الأصدقاء ؟ تعالوا ، فالوقت حان .


أما بدا لكم أن ركام الثلج الرمادي ،
تزين اليوم بالورود ؟
أنتم من يبحث الليل عنهم ، والرياح والسحب
لاتتسلق السماء في صخب إلا لكي
من أعالي السماء تتقصى مجيئكم .



على القمم ، لأجلكم ، مد سماط مائدتي :
من إذن يعيش إلى النجوم أقرب
إلى أعماق الهوة المرعبة ؟
مملكتي .. وهل كانت مملكة شاسعة أكثر ؟
وعسلي .. من عرف مذاقه أبداً ؟


ها أنكم وصلتم ، أيها الأصحاب ، ولكن ؟
لست أنا من عنه تبحثون
منذهلون أنتم ؟ آه ! أولى بإستيائكم أن ينفجر
ما عدت أنا ؟ يدي ، وخطوتي ، وتقاطيع وجهي تغيرت
أصحابي ، ألست في نظركم ما أكون ؟


ربما كنت غيري ؟ ربما كنت عن ذاتي غريباً
ربما كنت من ذاتي هارباً ؟
مصارعاً من شدة انتصاره على ذاته مرهقاً ،
من شدة ما وتر بأسه ضد ذاته ؟
منتصراً جرحه انتصاره وعطله ؟
فتشت حيث الرياح بأكثر حدة تعصف ؟
تعلمت العيش حيث لا أحد يقيم
في الصحاري ، وعلى التخوم إقامة الدب القطبي ؟
نسيت ما حفظته عن الأنسان والإله ، نسيت التجديف والصلوات ؟
ما عدت غير طيف متشرد على قباب الجليد .


أصحابي القدامى ، ها هي نظراتكم الذابلة
مملوءة حباً ومملوءة هلعاً !
وداعاً ! فلا تغضبوا ! .. ما عاد لكم مكان
هنا : بين الصخر والجليد وشبيه ظبي الجبل
جعلت من ذاتي صياداً عنيفاً ! انظروا :
قوسي موتور يكاد ينقطع .
الذي سطر هذا الخط ، بالفعل هو الأقوى .
ولكن ، آه ! إن السهم خطير كما لا يمكن لسهم آخر أن يكون
ابتعدوا تسلموا ..


تعودون أدراجكم ؟ آه قلبي ، حسبي هذا !
حازماً ظل رجاؤك .
لأصحاب جدد أترك الأبواب مشرعة :
أترك الأصحاب القدامى ، أترك الذكرى !
إذا كنت شاباً ذات يوم فأنت اليوم أفضل .


بخصوص ما يوحدنا ، رباط ذات الرجاء ،
كيف نظل نقرأ
ما اندثر من علامات سطرها الحب ؟
كأنه سفر قديم طلسم تخشى اليد أن تلمسه
لا شئ غير الحمرة والرماد .



ما عادوا أصحاباً .. فكيف نسميهم ؟
أشباح أصحاب
مرات يطرقون زجاج النافذة ، ومرات يطرقون القلب وينظرون إليَّ قائلين ( ألم نكن أصحابك ؟ )
أيتها الكلمة الذابلة ، يا عطر الوردة المتبخر !


يا اندفاع شبابي ، أيتها الحمية ، أيها الخطأ !
هؤلاء هم الذين كنت أبحث عنهم ،
الذين ظننتهم أندادي ، ومثلي تغيروا ،
أن يكونوا كبروا فذاك ما عني قد أبعدهم : وحده يجدني ثابتاً من يتقن التغير .


يا ربيع الحياة ، يا شباباً جديداً ،
يا حديقة الصيف !
يا فرح الترقب القلق والانتظار !
إني أترصد الأصحاب على دوام التأهب
ويا أصحابي الجدد ، تعالوا ، إن الوقت حان .



هو ذا النشيد قد انتهى ، وفي فمي ماتت صرخة الرغبة العذبة :
الساحر ، الصاحب ، باكراً أقبل
صاحب أوج الظهيرة .. لاتسألوا من يكون
إنه يرحل في الظهيرة ، إثنين يجد الواحد نفسه .



الآن نحتفل ، واثقين من فوزنا ،
بحفل الحفلات :
زرادشت وصل ، الصاحب ، نزيل النزلاء كلهم !
العالم يضحك ، الحجاب الفظيع تمزق
هي ذي أعراس الضياء والليل ...



- ديوان نيتشة / أناشيد العقول الحرة



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادخل يا دوشامب
- مذاق العدم
- كفاح المثلية الجنسية .. نصدقك يا وايلد
- خطاب الورود
- الأنسان - الجمهور
- إلى السجن مرة أخرى
- القراءة والكتابة
- في الواحدة صباحاً
- لتعد إلى الحياة يا باستر كيتون
- قبر
- الخروج من السجن
- الميت المبتهج
- كفاح المثلية الجنسية. شكراً .. الآن تورنغ
- تأويل النكتة
- هذا السجان سيقتلني
- سؤال الزواج .. والحب
- آخر يوم في السجن
- تلاعب الإعلام
- السجن .. الاختبار العظيم
- ما بعد موت الإله


المزيد.....




- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - من أعلى القمم