أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروة التجاني - سؤال الزواج .. والحب















المزيد.....

سؤال الزواج .. والحب


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5498 - 2017 / 4 / 21 - 00:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



حين يقرر شخصين الإرتباط يبحثان عن إجابات للأسئلة المتعارف عليها المتعلقة بالوضع المادي ونسب الشخص وتفاصيل حياته الأسرية وغيرها من التساؤلات المتعارف عليها، وهي أسئلة مشروعة وضرورية لا ننتقص من شأنها، لكن آن آوان أن يتجاوز التوافق بين الطرفين مراحل متقدمة اكثر مما هو متعارف عليه، ولا نقصد بالتوافق هنا أن يتفق رائ الطرفان حول مشروب مفضل، لون، نوع الأغاني، قضاء اوقات الفراغ، بل المقصود هنا التوافق الفكري والعقلي. المقصود هنا مخاطبة الحب الثائر الذي يعلن الثورة على نفسه ويتجاوز ذاته ويصل إلى تخوم الشغف والرغبة ثم هو يعود ويبدأ برحلة البحث والمغامرة من جديد في ذات الآخر المحب. نخاطب هنا أصحاب العقول الحرة عندما تقرر الإرتباط وتجد نفسها غارقة في الحب، ما الأسئلة المفترض أن تطرحها وعن أي إجابات تبحث في الآخر المحبوب. هي ثلاث أسئلة مختلفة ، يطرح كلاً منها قضية ويرسم درباً للعقل نحو الحرية. ما أسعده ذاك الحب الذي يجيب عليها، يا لحظ كلاً من الرجل والمرأة اللذين يتزوجان في المعرفة ويتذوقان لذتها.

أول سؤال عن (الفتنة الكبرى) بين الأمام علي أبن أبي طالب ومعاوية أبن أبي سفيان. جميل أن يرد الرجل أو المرأة ( وسنتحدث هنا بصيغة الرجل) عن بدايات عاطفية ولربما ينشد : إذا خيرت بين اثنتين أن أغني مترفاً عند يزيد أو أصلي جائعاً خلف الحسين فسأصلي جائعاً خلف الحسين، كلام جميل ملئ بالعاطفة، لكن يجب مناقشة الرجل عن إختياره وكيف يرى مجريات الفتنة منذ بداياتها الأولى في السقيفة وما دار فيها من نزاع، متتبعاً بعد ذلك توالي الأحداث إلى عصرنا الحاضر، مفسراً الصراعات الدينية والطائفية. سؤال ليس سهل إطلاقاً لأنه يوضح أولاً كيف يرى الأنسان دينه، هويته، إنتمائه، وكيف ينظر بالتالي إلى الآخر المختلف عنه في الدين، الهوية، الإنتماء. فالدين ليس عبادات نؤديها وطقوس نمارسها بشكل روتيني يومي كان أو سنوي، بل هو وعى ويشكل جزء كبير من هوية الشخص، أما لماذا إخترنا هذا السؤال في الدين دون سواه، فمرد ذلك إضافة إلى الأسباب التي ذكرناها، فأنه سؤال متعلق بغايات الدين نفسه ومقاصده ومن يجيب عليه يظهر فهماً للتاريخ الإسلامي والشق السياسي أيضاً.. إنه عارف بأمر السياسة والدين. ومن الفتنة الكبرى خرجت التيارات الدينية المختلفة منذ المرجئة والمعتزلة والخوارج وغيرهم وصولاً إلى عصرنا الحاضر، وسنرى ونحن نتتبع أحداث الفتنة الكبرى كيف تم تأويل الدين والقرآن بين فئة وأخرى حسب مقتضيات العصر والحاجة. درس الفتنة الكبرى يعلمنا الأ ننحاز لجانب ما بتعصب دون أن نضع أنفسنا في مكان الآخر، يهم للمسلم أو الملحد على السواء أن يلم بتفاصيل الفتنة، سيسهل على من يدركها ويعى درسها أن يدرس الأديان الأخرى ويتتبعها بعد ذلك أن هو أراد. من سيناقش وهو مرتاح ويجب على سؤال لماذا وكيف سيسهل عليه بعد ذلك أن يتفهم التاريخ نفسه واحداثه وبأي منهج سيعالج قضايا التاريخ وليس شرطاً أن يكون المقصود هو التاريخ البعيد فقط بل وتلك الأحداث التي مرت عليها 10 سنوات وخلاف ذلك.

السؤال الثاني يتعلق بـ(ميكانيكا الكم) أو علم الكوانتم. الهدف من مناقشة الكوانتم بين المحبين هو التعرف على عقلية الآخر العلمية، البحث عن العقل العلمي الناقد. يعرف كل شخص له معلومات محيطة بهذا العلم بإنه إنسان ضئيل في الكون، وأن هذا العالم يحوى غرائب وعجائب تفوق تصور الإنسان.. من يدرك هذا العلم لا يدركه وحده فقط بل لابد أن يمر أولاً بالمبادئ العامة في الفيزياء، يتمتع من يعرف هذا العلم بعقل مفتوح وواسع ويعرف كيف يقدر قيمة الجسد البشري ويعرف إننا كبشر إنحدرنا من الرئيسيات ومنها تطور الإنسان في مراحل ممتدة وطويلة من عمر الكون. الكوانتم ليس علم المعرفة العامة التي يملكها أي شخص موجود، إنه علم البحث، المعرفة الخالصة، الباب الذي فتح قبلاً وبعداً أبواب علوم أخرى. سيجلس المحبين ذات مساء وهم يطالعون السماء ويتغازلون تحت ضوء النجوم والقمر، لكنهم لن ينظرون إليها كشئ جمالي بحت بل أن عقولهم عارفة إنهم بقايا هذه النجوم الميتة، سيحتسون الشاي الحار وهم يتسامرون في الصباح وسيقرؤن مقالاً عن ماكس بلانك .. هذا المحب سيناقشك في العلوم المختلفة ولن ينظر لها بغرائبية، عادة ما ينتظر الناس من العلم انتاجه الملموس في حياتهم والذي يترجم اليوم على شكل تقنية، لكنكم إيها العاشقان ستجدان لذة العلم الخالصة، الفرح المنتظر، الإنتصار الحقيقي. محظوظ يا رجل أن وجدت زوجة تناقشك في العلم وعندما تخرج للشارع ستجد أن أخرى تحكى لزوجها تفاصيل مسلسل تركي، ستضحك، وأنت تقيس المسافات والزمن لتصل لحبيبتك.

الثالث يبحث في ماهية السينما. ما السينما؟. هي أرشيف الجنس البشري .. ذاكرته وحكايته الشفهية، هل يجيب الحبيب على هذا السؤال؟، ما السينما؟، ليس المقصود هنا أي أفلام بل تلك العميقة .. القاسية .. هل يحكي الحبيب عن فلم مثير مثل ( المريض الإنجليزي). المتعمق في السينما يفهم إنها فن وماهية التراجيديا والكوميديا، ليست حركات لا هدف لها يؤديها الممثل بل روايات وقصص تحكى، ألم لا ينسى. تحوى السينما صور وألوان تمهد للعقل أن يفهم ماهية الفن نفسه، لا يتذوق الأفلام ذاك الذي لا يتذوق الرسم والتشكيل والموسيقى، إذا كان الحبيب يفهم في فروع الفن المختلفة سيفهم ما هي أفضل الأفلام .. سينفعل معها .. ستغير حياته .. هكذا يستعرض البشر بالسينما تاريخهم .. وهكذا تتعالى السينما على الواقع وتبحث عن تفاصيل منسية لترويها.. لا يفهم السينما من لم يفهم ما الفلسفة؟، وعند السؤال سيحكي الحبيب عن أفلام فلسفية عميقة تهز القلب، وتتغلغل في الأوردة، إنها الأداة لتغيير طرق التفكير .. إنها النوافذ التي نطل منها على الحياة .. وأن كانت المقدسات والأديان تروى عن طريق القصص وفي رواياتها تنزل الآيات، فأن السينما تروي تاريخ الإنسان وفيها تنفتح نافذة المعرفة على مصراعيها.. إنها الفن السابع والأخير الذي أمتص في داخله جميع الفنون الأخرى.. أيجيب الحبيب على أسئلة الزواج .. والحب.

- النص إهداء إلى روح كل كاتب وجودي هدانا إلى سبيل القلق.



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر يوم في السجن
- تلاعب الإعلام
- السجن .. الاختبار العظيم
- ما بعد موت الإله


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروة التجاني - سؤال الزواج .. والحب