أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مروة التجاني - تلاعب الإعلام














المزيد.....

تلاعب الإعلام


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 20:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ القرن الماضي وقضايا الإعلام تشكل محوراً هاماً في كتابات عدد من المفكرين والباحثين لأن الإعلام بشكل عام اصبح سمة اساسية لا غنى عنها في القرن الواحد والعشرين، واوضح المفكرين جوانب مختلفة في قضية تلاعب الإعلام وآليات توجيه الرائ العام، من هذا الإرث الذي بقى لنا منهم وقليل من الملاحظات سنحاول في المقال التالي توضيح هذه القضية وسرد نماذج وامثلة لتقريب المفهوم العام.

لنبدأ من السؤال الذي طرحه بورديو عن الإعلام المرئي أو التلفزيون ، هل يمكن أن نفكر بسرعة؟..تحتمل الإجابة احتمالين نعم ولا.. سنبدأ مع الـ(نعم) حين يتم طرح قضية على التلفاز يتم ذلك من خلال الصورة وايضاً الحديث الذي يفسر القضية المطروحة ونظراً لسرعة الزمن وكثرة وجود المحليين المتسابقين للإدلاء برأيهم فأن العقل سريعاً ما يذهب لتصديق اليقين والمعروف عن اليقين إنه اخطر من الكذب، فمثل الذي يذهب للسوق لقضاء ما يلزمه على عجل يأخذ المتلقي عن القضية الملامح العامة وما يقال بسرعة ويدخها إلى عقله ليتفرغ بعدها لهموم أخرى دون أن يجهد نفسه بإعادة التفير فيما قيل أو يذهب للتوسع في القضية، أما القائلين بـ(لا) فيدركون أن تناول حدث عظيم لنقل مثلاً التفجيرات في فرنسا لا يمكن الوصول إلى تحليل كبير وعميق في القضية بمجرد متابعتها لمدة أيام على شاشة التلفزيون، لأن عملية التفكير معقدة تتم على مهل وبحث وتقصي، كما أن المحللين الذين يتناولون القضايا في الإعلام المرئي ويظهرون على الشاشات بعد دقائق قليلة من الحدث (نعم يجب اخذ جوانب من حديثهم بعين الاعتبار) لم يملكوا الوقت الكافي للتقصي حول الموضوع وغالباً وهنا يجوز لنا تشبيههم بالبائع الذي يعطي الزبون ما يلزمه دون أن يجهد نفسه بالسؤال ما دام يدفع المال، هنا يعطي المحلل للمشاهد حديث عاطفي في معظمه وعام يكفيه ليناقش به الآخرين ويشبع فضوله عبر مقولات مملؤة باليقين..
سنسمح لأنفسنا بالذهاب إلى مدى بعيد ..ونحلل كيف يخاطب التلفزيون العقول، يجوز لنا أن نشبه من يطرحون قضايا للنقاش في الاعلام المرئي بالخطيب أو امام المسجد فجميعهم يملكون سلطة على العقول من أعلى، وغالباً ما يكون المحلل أو المفكر في موضع لا يسمح لك بمناقشته فهو يطرح وجهه نظره في أي قضية على عجل وهذا ما تسمح له به سلطته فلا يتبقى امام المشاهد وقت للنقاس او طرح الأسئلة وسماع الإجابات، أكثر من ذلك عادةً ما يستغرق النقاش حول قضية كبرى عدة ايام أي أن الباب امام المشاهد للأخذ والعطاء يجب أن يبقى مفتوحاً كذلك وهو الأمر البعيد المنال.

التلفزيون يعطي القاباً وشهادات مجانية لعدد من من الأفراد ربما اكبر من الواقع على شاكلة محلل سياسي أو مفكر وحتى دكتور ليناقش في قضايا كبرى، يلزمنا حتى نلم بها أن نسأل الرجل العادي والمتخصص بعد ذلك كلاً في جانبه، التلفاز يمنح اضافة إلى ذلك سلطة شرعية لهؤلاء المحليين ليوجهوا الرائ العام انطلاقاً من توجهاتهم الفكرية والعقائدية فيخلق بذلك حشداً من العقول تهتف بذات الرائ (سنعود لمناقشة قضية الهتاف وحشد العقول في موضوع منفصل اذا مد في الآجال) وتهتف العقول دون أن تدرك ابعاد القضية التي تهتف لأجلها، وانت جالس وحيداً في منزلك يجعل التلفاز عقلك يذهب مع الجموع فينزع عنك ملكة التفكير والرائ المنفرد القائم على البحث والتقصي، إنه يريحك بأن يهب لك الآراء السائدة وتحليل سريع تأخذه كما تتناول مشترياتك اليومية.



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجن .. الاختبار العظيم
- ما بعد موت الإله


المزيد.....




- بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم ...
- مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ ...
- الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا ...
- مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي ...
- نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول ...
- بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص ...
- أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
- فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟ ...
- فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
- بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مروة التجاني - تلاعب الإعلام