أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - قوات سوريا الديمقراطية والازمة التركية في الازمة السورية















المزيد.....

قوات سوريا الديمقراطية والازمة التركية في الازمة السورية


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5539 - 2017 / 6 / 2 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتمكن أردوغان المُحبط والغاضب أحياناً , والغارق أحياناً أخرى بأحلام السلطنة والعظمة في تركيا وطموحات السيطرة على سوريا والمنطقة العربية , من التأقلم على ما يبدو مع تطور الاحداث التي شهدتها تركيا والمنطقة في السنوات الاخيرة .. من انهيار لحكم الاخوان في مصر وتراجع لدورهم في تونس وفشلهم عسكرياً في سوريا ... والازمات الداخلية في تركيا بما في ذلك الاحداث العسكرية الدامية مع أكراد تركيا .... والاهم من كل ذلك ما شهده الصراع الدائر في سوريا والعراق من مُتغيرات لا تصب في صالح أردوغان وأحلامه في التمدد الاقليمي , من حيث التدخل العسكري الروسي في الازمة السورية ..والظهور المُتنامي لقوات الحشد الشعبي في العراق الرافضة للتآمر الطائفي التركي تحت ذريعة "حماية السنة " وتركمان العراق ومحاربة داعش ... وأخيراً القلق التركي الشديد الذي عبر عنه أردوغان مُؤخراً من الدور الامريكي الداعم لوحدات الحماية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري التي تنامت في في حجمها وقوتها وتسليحها بما لا يروق لاردوغان ويزيد من غضب القيادة التركية وأزماتها في سوريا ...... فقد كان أردوغان في السنوات الاولى للازمة السورية مرتاحاً نوعاً ما الى الدور الذي لعبته ادارة أوباما في دعم المعارضة السورية وما يُعرف بالجيش الحر والجماعات المُسلحة الاخرى , وما يُعرف بمسرحية الحرب على الارهاب وتنظيم داعش … كما لم ينزعج كثيراً من الدور الروسي الذي اقتصر عندها على الدعم السياسي لسوريا في مجلس الامن وتزويدها بالأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي المُتطورة .
ولكن رياح التغيير بدأت تهب منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر 2015 بما لا تشتهي سفن أردوغان وسياسة الاجرام واللصوصية والدمار التي انتهجها بالاشتراك مع السعودية وقطر باستخدام الجماعات الاخوانية والتكفيرية المُتطرفة بمُسمياتها المختلفة ... فالقيادة التركية التي انتهجت منذ اندلاع الازمة السورية سياسة همجية ومغامرة ومدمرة, لم تُرقها هذه التبدلات .. وأخذت تتخبط في سلوكها وسياستها تجاه الازمة السورية بعد أن انهارت أحلامها في اسقاط النظام السوري بالاعتماد على الجماعات التكفيرية المُسلحة, في الوقت الذي لم يتوقع فيه أردوغان مدى الحزم والجدية البالغة للتدخل العسكري الروسي في مواجهة هذه الجماعات ,التي تحوي بين صفوفها عشرات الالوف من الجماعات الاسلامية المُتطرفة القادمة من خارج سوريا والمعادية بشدة لروسيا, كالمقاتلين السعوديين والشيشان والتركمان والافغان والطاجيك والاوزبك والتركستان (الايغور في غرب الصين )…. وغيرهم . وهذا أمر يعلم الروس جيداً ومن ورائهم الصين أنه يُشكل خطورة بالغة جداً على الامن القومي لروسيا والصين .… ومن هنا فالروس وبتأييد صيني حازم لن يترددوا في مُتابعة تدخلهم العسكري في سوريا حتى يتم القضاء التام على هذه الجماعات التكفيرية .... كما أن أردوغان لم يُدرك على ما يبدو أن الروس يعلمون جيداً أن الدور التركي في الازمة السورية لن ينتهي ضمن حدود سوريا, بل قد يتعداه الى أبعد من ذلك بكثير.. وتحديداً في إمكانية التواطؤ التركي مع الناتو وتحالف الغرب وتهديد أمنها القومي بشتى الوسائل بما في ذلك محاولة حصار روسيا عسكريا واللعب بباحتها الخلفية ولا سيما في مياه البحر الاسود وأوكرانيا وشبه جزيرة القرم .
هذا من جهة .. أما من جهة أخرى فإن وحدات الحماية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية في نشاطاتها العسكرية والقتالية منذ اندلاع الازمة السورية ضد الجماعات التكفيرية في الشمال السوري , شكلت قلقاً عظيماً لأردوغان والقيادة التركية, ليس فقط لكونها تُشكل تهديداً للامن القومي التركي , بل أيضاً لكونها تُشكل عائقاً كبيراً في في وجه الجهود التي تبذلها القيادة التركية لتحقيق أهدافها الاجرامية وتمددها العسكري في سوريا في وقت تصُر فيه الولايات المُتحدة على مُشاركة قوات سوريا الديمقراطية في تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش بالرغم من الرفض التركي الشديد لهذه المُشاركة, الذي ترافق من حين الى آخر مع القصف الجوي والمدفعي والاعتداء على المواقع العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية... فيما لاتزال فيه هذه القوات تُنسق وتتعاون عسكرياً مع التحالف الغربي بقيادة الولايات المُتحدة ... وهو تعاون بدأ على نحوٍ محدود خلال المعارك الطويلة والضارية التي خاضها ألاكراد السوريون في عين العرب (كوباني) في مواجهة تنظيم داعش عام 2014 .. وتزايد فيما بعد ليتحول الى شبه تحالف عسكري (قد يكون مرحلياً) على قاعدة المصلحة المُشتركة بين الطرفين .. في ظل العداء التركي الشديد لاكراد سوريا وطموح الولايات المُتحدة وتحالف الغرب لتقسم سوريا الى كينات عرقية وطائفية ... فقوات سوريا الديمقراطية التي تُعتبر فصيل وطني سوري معارض تتشكل في أغلبيتها من أكراد سوريا ويُشارك فيها أقلية من العرب والآشوريين والكلد ن والتركمان .. وغيرهم تحت قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي .. وهو حزب سياسي يساري يُمثل بشكلٍ أو بآخر الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي التركي ... وتسعى قوات سوريا الديمقراطية بشكلٍ رئيسي من خلال التنسيق والتعاون مع قوات التحالف الغربي الحصول على الدعم اللوجستي والميداني والغطاء الجوي لتحاف الغرب في مواجهة العدوين التركي والداعشي ... والاهم من ذلك ضمان الحصول على الاسلحة من مدفعية ومدرعات وحاملات جنود وراجمات صواريخ ومضادات دفاع جوي ...الخ وغيرها من المعدات العسكرية التي يًصعب الحصول عليها عبر محيط أقليمي معادي في غالبيته لهذه القوات ... ولا سيما من جهة تركيا وأقليم كردستان العراق الذي يتميز بعلاقات تحالف متينة مع أردوغان والقيادة التركية .... مع العلم أن وحدات الحماية الكردية التي تُشكل البنية الاساسية لهذه القوات كانت تنسق عسكرياً مع الجيش السوري خلال السنوات الاربعة الاولى من الازمة السورية في قتالها لمختلف الجماعات التكفيرية المُسلحة التي تستهدف التجمعات السورية الكردية في الشمال ... وقوات سوريا الديمقراطية لم تنخرط على أية حال في أي صدام عسكري مع الجيش السوري خلال السنوات السابقة , باستثناء مواجهات عسكرية محدودة جرت في آب أغسطس عام 2016 في مدينة الحسكة السورية سرعان ما تم تداركها بوساطة روسية .. فيما تُحافظ هذه القوات بنفس الوقت على تواصل وتنسيق وتعاون مع الجانب الروسي ... وهذا يظهر بوضوح من خلال التنسيق العالي بين هذه القوات والجانب الروسي الذي يتواجد عسكرياً في معسكر كفر جنة في منطقة عفرين الكردية في الشمال السوري المُتاخم لادلب .... بينما نجد من جهة أخرى أن الولايات المُتحدة التي ساهمت بتسليح قوات سوريا الديمقراطية كانت تقوم بنفس الوقت بتسليح جماعات مُتطرفة من المعارضة السورية معادية بشدة لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات الحماية الكردية التي خاضت منذ السنوات الاولى للازمة السورية معارك شرسة وضارية في مواجهة الجماعات التكفيرية, ولا سيما في مناطق حلب وأريافها الشمالية والشرقية .
ومع ازدياد قلق أردوغان والقيادة التركية من التطورات العسكرية الجارية في سوريا وتنامي الدور الذي تلعبه قوات سوريا الديمقراطية التي بدأت تُنسق عسكريا حتى مع الجانب الروسي في ريف عفرين شمال محافظة أدلب التي تُعتبر المعقل الرئيسي للجماعات المُسلحة الموالية لتركيا ... ومع التقدم والانجازات العسكرية للجيش السوري في ريف حماة الشمالي المتاخم لمحافظة ادلب من الجنوب.. بدأت تركيا بعد الاخفاقات العديدة لعملية درع الفرات في أواخر صيف 2016 , تُحضر من جديد لعملية عسكرية واسعة لدخول محافظة أدلب من الحدود التركية بمرافقة وحدات مُسلحة تم تدعيمها من بقايا الجيش السوري الحر وتدريبها في معسكرات تركية تحت ما يُسمي بالجيش الوطني .... ومن الواضح أن ما تريده تركيا من وراء هذه العملية العسكرية المُرتقبة الدفاع عن معاقل الجماعات المسلحة الموالية لها في ادلب في مواجهة الجيش السوري وحلفائه من الجنوب والجماعات الكردية المُسلحة في عفرين من الشمال ... كما تسعى هذه العملية الواسعة الى التوحيد القسري لهذه الجماعات المُسلحة ودمجها بالكامل (بما في ذلك جبهة النصرة) ضمن ما يُسمى بالجيش الوطني السوري .... فهل يا تُرى سيتمكن أردوغان من تحقيق أهدافه من خلال هذه العملية العسكرية المُرتقبة , بعد كل هذه الاحباطات والاخفاقات والازمات التي التي واجهت ولم تزل تواجه تركيا منذ التورط المُتهور والاجرامي لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الاخواني في الازمة السورية ...؟؟؟؟
من المُستبعد أن تنجح الجهود التركية في هذه العملية ولا سيما في الدمج القسري لمختلف الجماعات المُسلحة في بوتقة ما أسمته تركيا " بالجيش الوطني " .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات عبد الفتاح السيسي والمجزرة البشعة بحق الاقباط في محا ...
- زيارة ترامب والاستعراض العدواني للقوة في سوريا
- ماكرون رئيساً لفرنسا .... ليس مفاجئاً
- الانتخابات البرلمانية في الجزائر ..... دلالاتها
- ترامب واستراتيجية تحالف الغرب في المشرق العربي والشرق الاوسط ...
- الانتخابات الفرنسية ... بين العولمة الحديثة واليمين القومي ا ...
- الثالوث الامبريالي وهستيريا الاعتداءات العسكرية على سوريا
- الازمة السورية ..... الغرب يُصعد سياسياً ويحشد ويُهاجم عسكري ...
- سوريا .. بين التصعيد العسكري والانتشار الامريكي
- الكيان الصهيوني في مأزق خطير
- أحلام أردوغان تصطدم بالواقع الميداني في الشمال السوري
- العالم العربي ونظرية المؤامرة
- المراوغة التركية بين أستانة ومعركة الباب
- الضعف والخلل ينخر في البنية السياسية والعسكرية للنظام الرأسم ...
- الى أين تتجه أوروبا عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية
- ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب
- ماذا وراء الغارات الامريكية الاخيرة على مواقع المُسلحين في ا ...
- الازدواجية في سياسة الغرب من الارهاب التكفيري وتبدلات السياس ...
- مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام ...
- أردوغان وخلفيات معركة الباب


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - قوات سوريا الديمقراطية والازمة التركية في الازمة السورية