أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الثالوث الامبريالي وهستيريا الاعتداءات العسكرية على سوريا














المزيد.....

الثالوث الامبريالي وهستيريا الاعتداءات العسكرية على سوريا


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5488 - 2017 / 4 / 11 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن المنظومة الامبريالية بقيادتها الامريكية والبريطانية والفرنسية وترسانتها الصهيونية بدأت تفقد السيطرة العقلانية على ليس فقط على تصريحاتها المليئة بالاكاذيب والخداع والتضليل وقلب الحقائق , بل أيضاً على سلوكها الهستيري والعدواني , في ظل التراجع المُتواصل لمواقعها في موازين القوى السياسية والعسكرية على الصعيد الشرق أوسطي والعالمي ولاسيما في الميدان السوري ..... وهنا يُمكننا القول أن الكذب والتضليل والوقاحة المفرطة في تصريحات قادة المُثلث الامبريالي الغربي لم تعد تنطلي على هامش لايُستهان به من الرأي العام الاوروبي والامريكي الذي يُعارض بشدة السياسات العدوانية والهمجية لمنظومة الغرب بقيادة الولايات المُتحدة تجاه الدول والشعوب المُستضعفة وتهديد الامن والاستقرار والسلام العالمي , سواء كان ذلك بشكلٍ مُباشر أو بالاعتماد على عملاء الغرب من الانظمة الرجعية والجماعات التكفيرية المُتطرفة والتي يُؤمن لها قادة الغرب ليس فقط الحماية المُبطنة , بل أيضاً استمرار الدعم الشامل والتسليح والتمويل السخي من قبل آل سعود وغيرهم من الحثالة الحاكمة في مشيخات النفط الخليجية ..... فتصريحات قادة الغرب العقلانية والمعتدلة التي يطلقونها بين فينة وأخرى و لاسيما فيما يتعلق بأكاذيب حماية الديمقراطية والتشديد على محاربة الارهاب ,أو عدم السعي لاسقاط النظام السوري تبدو للبعض في العالم العربي مُقنعة ومُشجعة ... ولكنهم في هذا الاطار لا يدركون أن الغرب لن ولا يُمكن أن يُغير من طبيعته الامبريالية المُتمثلة في الهيمنة القسرية والعدوانية والاجرامية لنهب ثروات واقتصاديات شعوب العالم وتحويل منظومة العالم الثالث الى سوق استغلالي ليس فقط للمنتجات الاستهلاكية الغربية , بل أيضاً الى سوق لمختلف أنواع الاسلحة التي تدُر أرباحاً خيالية, والتي يتم استخدامها في الحروب والصراعات التي يُسببها تآمر قادة الغرب وعملائهم لتمزيق النسيج العرقي والقبلي والمذهبي لشعوب العالم الثالث ولاسيما في المشرق العربي والشرق الاوسط ..... وبالتالي فهذه التصريحات التي يُطلقها قادة الغرب بين فترة وأخرى والتي شهدنا نموذجاً منها في تصريحات ترامب ليست سوى جزء من الاستراتيجية الدائمة في الكذب والتضليل والخداع والنفاق التي يتبهعا هؤلاء القادة من خلال أجهزة الاعلام , ولا سيما في الولايات المُتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا .. وهذه الاستراتيجية الموجهة لتضليل الرأي العام العالمي وعلى وجه التحديد الرأي العام الامريكي والاوروبي .. لا تهدف فقط الى التنصل من شبهات دعم الارهاب التكفيري والانظمة التي تُموله , بل أيضاً لاثارة مخاوف شعوب الغرب من خطر ما تُسميه بالارهاب الاسلامي , بما يجبرها على التنازل عن الكثير من حرياتها وحقوقها الديمقراطية وسكوتها على الممارسات العنصرية للاجهزة الامنية في الغرب تجاه الاقليات العربية والافريقية والاسلامية , ويُبرر بالمقابل أمام شعوبها كافة أشكال الهيمنة والتدخل العسكري ولا سيما في العالم العربي والشرق الاوسط .
وهنا فمن الواضح بما لا يقبل أي مجال للشك أن مجموعة الغرب والكيان الصهيوني والنظام الاخواني في تركيا وعملائهم الخليجيين وأدواتهم التكفيرية الهمجية (كمجموعة مُتكاملة) , هم وراء استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون , وهم أيضاً وراء استخدامه في السنوات السابقة في الغوطة والمناطق الاخرى .. وهم أيضاً وراء كل ماتقوم به الجماعات التكفيرية والاخوانية من جرائم ومذابح مروعة بحق المدنيين من مختلف المذاهب والاديان والاقليات القومية بما في ذلك هدم وتفجير المعابد والكنائس والمعالم التاريخية والاثرية في مصر وسوريا والعراق, وما حدث من تفجيرات إجرامية لكنائس الاقباط في طنطا والاسكندرية التي وقعت مؤخراً وذهب ضحيتها العشرات من الابرياء ..... والمثير للاشمئزاز في هذا الاطار أن السفاح والقاتل والمجرم يتباكى ويُدين هذه الاعمال ... وهونفسه من يكيل الاتهام وبكل وقاحة وغباء للنظام السوري في الهجوم الكيماوي على المدنيين والاطفال في خان شيخون .. ويتوعد باسلوب هستيري لا يستطيع تنفيذه (مُتجاهلاً الحضور الروسي والصيني والايراني) ليس فقط بتوجيه المزيد من الضربات العسكرية في سوريا , بل أيضاً بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على سوريا وروسيا وقيادات سورية وروسية .
ولكن هذه التصرفات الرعناء والهستيرية لقادة الغرب إن دلت على شيئ فإنما تدل على مدي الخوف والشراسة التي يُظهرها قادة الغرب ومن ورائهم الطغمة الطبقية الحاكمة.. من اختلال لموازين القوى على الصعيد الاقليمي والعالمي في غير صالحهم , ومن تراجع متواصل لنفوذهم وتهديد لمصالحهم الاستراتيجية في الهيمنة على المنطقة ونهب ثرواتها واقتصادياتها وإفقارها بلا رحمة .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة السورية ..... الغرب يُصعد سياسياً ويحشد ويُهاجم عسكري ...
- سوريا .. بين التصعيد العسكري والانتشار الامريكي
- الكيان الصهيوني في مأزق خطير
- أحلام أردوغان تصطدم بالواقع الميداني في الشمال السوري
- العالم العربي ونظرية المؤامرة
- المراوغة التركية بين أستانة ومعركة الباب
- الضعف والخلل ينخر في البنية السياسية والعسكرية للنظام الرأسم ...
- الى أين تتجه أوروبا عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية
- ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب
- ماذا وراء الغارات الامريكية الاخيرة على مواقع المُسلحين في ا ...
- الازدواجية في سياسة الغرب من الارهاب التكفيري وتبدلات السياس ...
- مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام ...
- أردوغان وخلفيات معركة الباب
- سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية
- الردع الروسي والصيني في مجلس الامن مع تسارع تحرير شرق حلب
- اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ...
- السيناريوهات المُحتملة لأداء الادارة الامريكية المقبلة في ظل ...
- الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر
- هل سيُؤثر فوز ترامب على مسار الازمة السورية .. ؟؟؟؟
- الانتخابات الرئاسية الامريكية ... وظاهرة صعود اليمين الفاشي ...


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الثالوث الامبريالي وهستيريا الاعتداءات العسكرية على سوريا