أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - الحَكِيّ بسركم يا جماعة














المزيد.....

الحَكِيّ بسركم يا جماعة


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 14:22
المحور: الادب والفن
    


ابتسم مرتين قبل أن يقع على ظهره من الضحك في المرة الثالثة، المرة الأولى عندما كان جالساً على شُرْفة الشقة التي اِكْتَرَاها مع زميليه حسون ومصطفى القادمين من قرى سهل الغاب، يقع البيت في مركز المدينة الجديد بالقرب من الجامعة، كان على موعدٍ مع قدوم المُؤَجِّر أبو محمد ليستلم إيجَار البيتِ الشهري، لم يكن لديه إلا محاضرة واحدة في الصباح، الوقت الآن عصراً، دقائق ويأتي أصدقاؤه، سيكونون حتماً متعبين بعد نهارٍ شاق بحضور المحاضرات، لقد اشتاق لسخرية صديقه حسون الذي لم يغب طويلاً عنه، سيأكلون سويةً طبيخ البرغل مع العدس وقطع الفجل والبصل الأخضر ثم يشربون شرابهم المفضل (المتّة).
ابتسم ابتسامته الأولى آن رمق السنونو يحط على سلك الكهرباء الواصل بين عمودين خشبيين في الشارع، كان قد اِتَّخَذَ قراراً لتوه البدء بقراءة رواية هجرة السنونو، انهمك بالقراءة، شدّه الأسلوب الرشيق للكاتب المعروف. ابتسم الابتسامة الثانية عندما قرأ عن زيارة بطل الرواية لخمارة آغوب، حين ضحك آغوب وقال: شريبي العرق ضريبي نسوان.
منذ أيام وهو يُخطِّط مع صديقه حسون الساخر مقلباً يوقعون فيه المُؤَجِّر.
اِلتقى المستأجرون الثلاثة آخيراً، حضَّروا عشاءهم وجلسوا إلى الطاولة، رَنَّ جرس البيت، ضحكوا جميعاً وكأنَّهم على موعد معه، وكأنَّه كعادته قد شَمَّ رائحة المجدرة الشهية، عزموه إلى الطاولة، لَبَّى دعوتهم على الفور، أكلوا جميعاً، تَحَدَّثواعن يومهم، حمدوا الله أنَّ الأسبوع قد انتهى، أنهوا الطعام، نَظَّفوا الطاولة ، تناولوا كراسيهم وذهبوا جميعاً مع صاحب البيت أبو محمد إلى الشُرْفة العريضة، جَهَّزَ حسون أبريق المتّة وصحن الموالح والمكسرات، صَبّوا الكؤوس، مضت أقل من خمس دقائق حين أستأذنهم أبو محمد بالذهاب إلى المرحاض.
ضحك حسون قائلاً: تَفضَّلْ، تَفضَّلْ عمي أبو محمد، وأضاف مازحاً: يا سيد الرجال، يا مُذوِّب قلوب النساء.
ما إن عاد من المرحاض حتى بدأا كلاهما حسون ونظير بالعزف على نغمٍ واحدٍ.
قال نظير الطالب في كلية الطب البشري والذي يعتبر كلامه غالباً في الأجواء البسيطة مُنْزلاً: لقد قرأت لكم اليوم خبراً علمياً نزل حديثاً في أرقى المجلات الطبية العالمية ولا أقصد بذلك مجلة طبيبك الجنسية الإسلامية …
قاطعه حسون: قل لنا يا دكتور ماذا قرأت؟
بدا العم أبو محمد في غاية الإِنصات وهو يشرب متّته، قال بفضول: تَفضَّلْ، نَوِّرنا يا دكتور.
قال نظير: زادك الله يا عم نوراً على نور وسهّل لك الأمور، لقد قرأت يا سيدي أنَّ الفحولة الجنسية عند الرجال تتناسب طرداً مع عدد مرات الذهاب للتبوُّل، وأسهب الشرح ساخراً حول أهمية انْتِباج المثانة وتفريغها كل فترة زمنية قصيرة وختم حديثه بالقول: وهكذا يا شباب كلما زادت عدد مرات التبوُّل كلما عنى الأمر أنَّ هذا المُتبوِّل بطل في عمليات الجنس، إيه المجد لهم هؤلاء القبضايات.
ما إن حاول مصطفى التَدَخُّل لإنقاذ الرجل المسكين من الوقوع في الشبكة حتى داس حسون على قدمه كأنَّه يحذِّره ويرجوه السكوت وإعطاء فرصة التَّكَلُّم للعم أبو محمد، أخذ المُؤَجِّر آخر ثُمالَة كَأسِ المتّة مُصدراً قرقعة تَعَوَّدَ عليها سكان تلك المدينة، باعد ما بين فخذيه، لَفَّ شملته حول رقبته، شدَّ منكبيه إلى الوراء، تَنَهَّدَ تنهيدة محارب قديم…
قال حسون: والله يا عمي أبو محمد يبدو أنَّ نتائج الدراسة المخبرية تنطبق عليك مئة بالمئة، أليس كذلك؟
شعر أبو محمد بالاعتزاز، قال بفخرِ رجلٍ ساحليّ دخل في بداية عقده السابع: والله يا جماعة الخير الحَكِيّ بسركم، مع متّة أو بلا متّة أتبوَّل كل عشر دقائق على الأكثر، ما رأيكم يا شباب؟ أدامكم الله.
ما إن أنهى أبو محمد عبارته حتى لَعلَعت ضحكة حسون: طبعاً ياعمي، شريبي المتّة ضريبي نسوان.
لَحْظَتَئِذٍ سقط نظير للمرة الثالثة في هذا اليوم على أرض الشُرْفة مغشياً عليه من الضحك.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاصولياء يابسة
- حوار ودّي
- مِنَ الرَّفْشِ إلى العَرْشِ
- الهارب حسّان
- اعتقال الفصول الأربعة
- الرَّفْش ولا العَرْش
- الشاورما تجعلك أجمل!
- قَالُواْ حَرِّقُوه
- بيض أومليت
- جمعة الكهرباء
- شخصيات يهودية مهمة -1-
- تأثير الفراشة
- حصة رسم وأشغال
- برج بابل
- الهارب المُضاعَف
- خربطة
- همينغوي جبل الجليد
- برج حبيبي برام
- الهارِبُ الْيَهُودِيُّ
- السيد جُرْذ


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - الحَكِيّ بسركم يا جماعة