أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين القطبي - خلوها تعفن














المزيد.....

خلوها تعفن


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5506 - 2017 / 4 / 29 - 18:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في اواخر اذار نحجت الحملة المصرية، الشعبية، ضد شراء السمك، في الحد من ارتفاع اسعارها، اذ كانت قد تضاعفت بمعدل 5 مرات. ويبدو ان العوائل قد تفاعلت مع الحملة فاضطر التجار الى تخفيض الاسعار من جديد.

في العراق اليوم، اواخر نيسان، تنتشر حملة مشابهة، لكنها ليست حول الاسماك، فيبدو ان فقراء العراق لا يفضلون السمك بالاساس، وانما حول المنتوج الاكثر شعبية، والذي ارتبط اسمه مع الباذنجان، كافضل اصدقاء للعائلة العراقية، وهو الطماطة.

وقد لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا في انجاح الحملة المصرية "خلوها تعفن" ضد ارتفاع اسعار السمك، ويبدو ان العراقيين تعلموا اسرار استخدام الحملات، على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط لنشر الفضائح، وانما للضغط من اجل موازنة الاسعار، كما يستخدمها الاخوة المصريون.

ولو نجحت حملة "خلوها تعفن" في اعادة اسعار الطماطة، الى مستواها الطبيعي، في العراق، فهذا يعتبر مؤشر على قدرة الشعوب، والطبقات الفقيرة بشكل ادق، على فرض كلمتها كدفاع ذاتي عن مصالحها.

الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي هي البديل كما يبدو للتظاهر في الشوارع، ورفع اللافتات، ففيها يتجنب المتظاهرون عصي رجال الشرطة، او حفظ ملفات الناشطين في المراكز الامنية، وهي بمثابة اختراق لقدرة الاجهزة القمعية واصابتها بالعجز.

واذا كانت الاسماك في مصر، تتعفن بمجرد تركها على بسطات الباعة، واذا كانت الطماطة العراقية لا تحتمل الاجواء الحارة، فان المقاطعة هي ليست مقتصرة فقط على البضائع السريعة التلف، فان البضائع الاخرى، القابلة للحفظ في المخازن لفترات اطول، هي الاخرى تسبب في حالة الاحتفاظ بها وعدم تصريفها بالوقت المناسب باضرار مادية ليست هينة، على التجار والمضاربين بالاسعار، الذين تعتمد ارباحهم على مدى قدرتهم في تصريف البضائع المخزونة، وسرعة تحويلها لسيوله مالية قابلة للحياة مرة اخرى.

وفوق هذا فان حملات المقاطعة لا تتوقف عند البضائع، ومنتجات السوق، وانما تتعدى ذلك الى المنتجات السياسية، كاحياء مناسبات معينة، دينية او وطنية، او افشالها، كفرض تجاهل تام على اجهزة اعلامية معينة، كان تكون حكومية، او توسيع تاثيرها، كالاشتراك بالانتخابات او مقاطعتها.. الخ

سلاح "خلوها تعفن" في المجتمعات التي تحكمها الفوضى، كعراق الاحزاب الاسلامية، ومصر مابعد مبارك، والتي لا تلتفت الحكومات فيها لتنظيم الاسعار، او دعم السلع الضرورية للفقراء، يمكن ان يلعب دور الرقيب الاقتصادي، الذي تهمله الحكومات الفوضوية. وهذا ليس كل شيء.

الاخطر على الانظمة هو استخداماته السياسية، فرفع هذا الشعار الضريف، والسليط، ايام الانتخابات لمقاطعة عملية التصويت وترك البرلمانيين الفاسدين بلا غطاء جماهيري، مثلا، يمكن ان يفشل واحدة من اسوء الممارسات التي تعودنا ان نسمع عنها عنوانها المبهم "العملية السياسية"، وتوقف هجرة الانتهازيقراطية الى مبنى البرلمان.

الابرز في مواقع التواصل الاجتماعي ان الناشط يمكن له ان يخفي اسمه خلف رمز مجهول تماما مثل "ابو المشاكل"، "امير المسرات"، "جار القمر".. الخ، وفوق ذلك بالامكان خداع اجهزة الرقابة المتخصصة بتتبع الناشطين عن طريق برامج التضليل مثل سايبرغوست او غيرها.

ترى، بعد نجاح "خلوها تعفن" في توفير السمك، للفقراء، ولو نجح عندنا في توفير الطماطة، كيف سيكون وضع المرشحين المقبلين في مخازن الانتخابات القادمة؟؟؟





#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرح الدبلوماسي... اردوغان يأسف
- عمار الحكيم يفتح المزاد مبكرا
- الغرب يحتاج تركيا اليوم على قائمة الاعداء...
- عراق واحد ام عراقان... في ذكرى تهجير الكرد من واسط
- ازمة العلم في كركوك... 10 سنوات من حسن النية
- الكرد الفيلية وكذبة نيسان
- قانون لتجريم التحريض في الصحافة
- العمالة الاسيوية في بلدان الخليج
- اجتياج البرلمان.. انتكاسة اخرى
- ماذا حدث في طوزخورماتو؟
- هل تحل مشكلة العراق باستبدال سليم الجبوري؟
- لم يبقى الا اعتصام السادة الوزراء
- اصلاحات.. ام ترقيع وزاري
- التكنوقراطية.. نفق مظلم جديد
- الصدر .. وسؤال المليون دولار
- عن اي تكنوقراط يتحدثون؟
- جائزة نوبل للتملق
- ترنح اسهم الدين في البورصة السياسية
- العبادي... اصلاحات ام التفاف حول مطاليب المتظاهرين
- العنصرية بين الشعبين.. التركي والاسرائيلي


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين القطبي - خلوها تعفن