أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - قانون لتجريم التحريض في الصحافة














المزيد.....

قانون لتجريم التحريض في الصحافة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يقوم رئيس الوزراء برفع دعوى قضائية ضد كاتب او موقع الكتروني، فهذا يعني ان الحكومة بكاملها "مفتحة" عيونها على الصحافة وتتابع ما يكتب فيها بدقة... كما حدث في الدعوى التي رفعها الرئيس السابق نوري المالكي على احد المواقع الالكترونية عندما كان في المنصب.

واذا كانت "الحكومة" مفتحة ومصحصحة الى هذا الحد، فلماذا تمر الاساءات للشعب بدون ان يشتكي المسؤول او يرفع دعوى قضائية ضد المواقع والكتاب المسيئين، والذين ويحرضون المكونات الطائفية والعرقية ضد بعضها البعض؟

اي ان الاساءة التي تمت لشخص المالكي انذاك في ذات الموقع، وفي ذات اليوم، كانت هنالك مقالة تحريضية ضد مكون من مكونات الشعب العراقي، ولكنها لم تمر من امام انظار الرئيس ولا جهازه الاعلامي الذي يتابع ذلك الموقع.

فهل هذا يعني غير ان المسؤول في اعلى منصب في البلاد يهتم بمصلحته الشخصية اكثر مما يهتم بمصلحة وسمعة البلد، في حين يجب ان يكون الشخص الذي يشغل منصب كهذا "رجل دولة" ومن اولى صفات رجل الدولة هو التعهد على تغليب مصلحة البلد على حياته الشخصية.

سابقا، اي منذ سقوط النظام السابق الى اليوم، كانت نتيجة ذلك الاهمال هو تعبئة غير مسبوقة للشارع العراقي وتصعيد لا يصدق لحالة الاستقطاب الطائفي، وتكريس ثقافة التخندق الديني والقومي للحد الذي اوصل العراق لحروب بين هذه المكونات راح ضحيتها وما يزال مئات الالاف من الابرياء، سواء في التفجيرات المنظمة التي تشهدها بغداد والمدن القريبة منها، او بالحروب وخصوصا في المنطقة الغربية من العراق.

واليوم، وبعد تفجير مدينة الصدر "الثورة" الاخير بدات بعض المواقع الرخيصة من الصحافة الالكترونية والتي لا يكلف نشرها سوى بضعة دولارات شهريا، بدأت بتصعيد لهجة غير مسبوقة في حديثها، تنذر بعاصفة خانقة من صراع داخل الطائفة هذه المرة، ولا احد يدري ماذا ستكون العواقب اذا استمر رجال السلطة باهمال الدور المهم للاعلام بالتاثير على تفكير المواطن البسيط.

اخذت بعض المواقع هذه تلقي كرة النار بين الاحزاب الحاكمة نفسها، بشكل يوعد باراقة الدماء، وكانها عملية تحضير لجولة جديدة من الحروب في داخل البيت الطائفي الواحد عن طريق اتهام الاحزاب الحاكمة لبعضها البعض بمسؤولية التفجيرات في المناطق الشيعية....

ما يحدث اليوم هو فرض عقوبات غير مكتوبة على الصحافة الرصينة تصل احيانا الى اغتيال الصحفيين، بينما تمنح الاقلام التي تنشر ثقافة الاحقاد والكراهية والتوتر الطائفي حرية التلفيق والشحن تحت ذريعة المادة الثالثة من الدستور، والتي تنص على ضمان "حرية الصحافة والطباعة والاعلان والاعلام والنشر". في الوقت الذي لا يوجد قانون واضح وصريح لحماية هذا الحق التجاوزات غير المسؤولة.

العراق بحاجة الى قانون لتجريم القاء التهم بدون ذكر المصدر، خصوصا عندما تصاغ بلغة تحريضية، وتمس الوضع الامني والعسكري. فقانون مثل هذا يعتبر مكملا لاجراءات محاربة الارهاب، لان بامكان بضعة دولارات شهريا ان تنشر الكراهية بين المكونات العراقية وتؤسس لحرب جديدة لم نسمع بها من قبل. وفي غير هذا تعتبر الحكومة العراقية شريكة بالجريمة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمالة الاسيوية في بلدان الخليج
- اجتياج البرلمان.. انتكاسة اخرى
- ماذا حدث في طوزخورماتو؟
- هل تحل مشكلة العراق باستبدال سليم الجبوري؟
- لم يبقى الا اعتصام السادة الوزراء
- اصلاحات.. ام ترقيع وزاري
- التكنوقراطية.. نفق مظلم جديد
- الصدر .. وسؤال المليون دولار
- عن اي تكنوقراط يتحدثون؟
- جائزة نوبل للتملق
- ترنح اسهم الدين في البورصة السياسية
- العبادي... اصلاحات ام التفاف حول مطاليب المتظاهرين
- العنصرية بين الشعبين.. التركي والاسرائيلي
- تركيا وخياط الفتق من دون خيوط
- عام المالكي الكئيب
- الغرقى العراقيون في التايتانيك
- الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش
- مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...
- الجعفري في تركيا... اسمع كلامك اصدقك...
- الشرق الاوسط... داعشي وان لم ينتمي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - قانون لتجريم التحريض في الصحافة