أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد صموئيل فارس - مادام مولايا يحيا فأبي لم يمت !!














المزيد.....

مادام مولايا يحيا فأبي لم يمت !!


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 5474 - 2017 / 3 / 28 - 09:40
المحور: سيرة ذاتية
    


اذا اردت ان تفهم الحاضر وتدرك سيكولجية أناس بعينهم فعليك بقراءة تاريخهم واحدا من اعيان القبط وهو المعلم غالي وابنه باسيليوس في معية الوالي محمد علي وقصته مع الوالي وابنه إبراهيم باشا فيها الكثير من العبر وتحكي لك مأساة الحاضر وانتهازيية بعض القبط الذين نعيش في وسطهم الان

كان المعلم غالى كاتباً لدى محمد على باشا والى مصر وكان فى مقام وزير مالية وكان شديد الذكاء فقسم مصر إلى مديريات وأقسام، والأطيان إلى أحواض ، ولذلك يُنسَب للمعلم غالي تأسيس مصلحة المساحة. كما طور الدواوين الحكومية وابتكر طرق محاسبية تحقق للدولة وفرة فى حصيلة الضرائب
كما كان له دوره في تشجيع صناعة الأسلحة محليًا. ومن أعماله الجليلة أيضًا اقتراحه على محمد علي حفر قناة بين بحر الروم وبحر العرب (فكرة قناة السويس التى ربطت فيما بعد بين البحر الابيض و البحر الاحمر ) ولكنها لم تنفذ.
ونتيجة لنجاحه الكبير قابله محمد علي بالرضا وأثنى عليه ثمَّ اتخذه كاتمًا لأسراره وخصّه بمباشرة الأعمال الحسابية التي ابتكرها، فكانت يده فوق يد الجميع حتى حكام الأقاليم فى مصر.
وقد ذهب يومًا إلي قصر محمد على ومعه ابنه باسيليوس وكان حينها صبيًا فأراد محمد علي مداعبة الصبيّ فأخذ منه قلنسوته (طاقيته) من على رأسه وقال له : إذ بعتها فمن يشتريها ؟ وبكم تقدّر ؟
فأجاب الصبيّ : أنا المشتري. أدفع ألف كيس ثمنا لها.
فسأله محمد على متعجباً : أتقدّر قلنسوتك بكل هذا المبلغ ؟
فأجابه على الفور: إن القلنسوة التي يكون محمد علي باشا دلالها (بائعها) تقدّر بأكثر من ذلك.
فسرّ محمد على من ذكاء الصبى باسيليوس وقال: «إن الولد سرّ أبيه». وأمر بأن يكون تعليم باسيليوس علي نفقته .
إنتهت حياة المعلم غالى فى مايو 1846 فى "زفتى" على يد إبراهيم باشا إبن محمد على باشا ، لرغبة إبراهيم (الذى كان قائد الجيش المصرى ) في تحصيل ضرائب على النخيل، بينما رفض المعلم غالي ذلك رفقًا بالمصريين لعدم إرهاقهم بضرائب جديدة .
ولكن إبراهيم باشا أصر على فرض الضرائب، فطلب المعلم غالي أن يعرض الأمر على محمد علي، وكان فى هذه الفترة يوجد صراع بين الإبن وابيه على السلطة فأعمى الغضب إبراهيم الذى احس ان غالى يتحداه ، فأخرج مسدسه واطلق الرصاص على غالى كاتم اسرار ابيه فقتله فى ساعتها وكان ذلك ضربة لأبيه .
ولم يجرؤ احد على دفنه فظلت جثته ملقاة فى القصر بزفتى لمدة يومان حتى استأذن رزق أغا حاكم الشرقية في دفنها، فأقيمت الصلاة عليه بكنيسة أبي سيفين بزفتى ثم دفن بجوارها.
بعد ذلك استدعى محمد على باسيليوس ابن المعلم غالي لتطييب خاطره بعد ما فعله ابنه ابراهيم وقال لباسليوس : "هل أنت حزين لموت أبيك؟"
فأجابه باسيليوس: "لم يمت أبي مادام مولاي الأمير حيًا".
فأُعجب به محمد علي وأسند إليه وظيفة رئيس المحاسبة في الحكومة المصرية وأنعم عليه برتبة "بك"، وهو أول من مُنِح هذه الرتبة من الأقباط.
اما ابراهيم باشا فقد خلع ابيه من الحكم بعد قتله لغالى بعامين ، وعين حاكماً لمصر فى مارس 1848 بفرمان من الباب العالي ، وكان أبوه في ذلك الوقت لا يزال حيًا لكنه مريض.
ولم يستمر ابراهيم فى حكم مصر الذى سعى اليه أكثر من سبعة أشهر ونصف فقد مات فى نوفمبر 1848 قبل أبيه محمد على الذى خلعه بحجة ضعف صحته !!



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوله والاقباط عشق من طرف واحد !
- تفجير البطرسيه بين الرابح والخاسر ؟!
- النظام اليوليوي في مهب الريح ؟!
- نواب للسلطه لاللشعب ؟!
- لماذا لن يخرج قانون لبناء الكنائس ؟!
- الاقباط تحت حكم السيسي
- بيت الذميه المصري دوافع التأسيس وكارثية النتائج ؟!!
- هجمات سبتمبر وبيع الجُزر ؟!
- مؤشر الديمقراطيه كسر الخوف في جمعة الارض هي العرض
- فضح المستور في تسريبات وثائق بنما ؟!
- بروكسل مركز العمليات الارهابيه في اوروبا ؟!
- الرجل الذي ارشد عن مكان بن لادن مقابل 25 مليون -$-
- مصر علي خطي المافيا والميلشيات ؟!
- من الالف الي الياء داخل دولة الامناء ؟!
- الصحافه في عهد السيسي 2
- الصحافه في عهد السيسي !!
- الجماعه التي تتبخر ؟!
- لغز الصناديق الخاصه في مصر ؟!
- الحكم علي مبارك صراع داخلي بين ورثة يوليو 52 !
- ما جناه الاوروبيين من استقبال اللاجئين ؟!


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد صموئيل فارس - مادام مولايا يحيا فأبي لم يمت !!