أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - مرايا -قصة قصيرة-














المزيد.....

مرايا -قصة قصيرة-


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 04:24
المحور: الادب والفن
    


مرايا

مرآة أولى:
من أقصى ناحية اليسار جلست تتفحصني، شعري من أثر البلل يُرجف فريصتها أسفل ثمرة الكمثرى التي تبكي رغبة. مثلي؛ ألهبها كفي حين ضغطنا الشامة في رأس مثلثنا. برمودي يُدلهُ الداخلين فيه.
- كل شراع دلفه؛ عاد نادمًا.
- أسراري كثيرة، وأشرعتي.
- ليست كل الأشرعة واحدًا، لكنها لا تخجل حين أجعلها واحدًا.
تبتسم لي، ولا أخجل منها، أحكي لها كلما ابتسمت، وتعرف كيف تدلني إلى الأرض غير البور في حجرتي، وحتى علمتني الحياة والزرع، عرفت طعم الحصاد، وما بين جذر وجذر علمتني اشتياقي ورغباتي، ثم سترتْهَا عليّ، وحفظت ملامح سري.
- آآآآآه!!!
- إممممم!!!

مرآة ثانية:
آهٍ حين استقبلني ريح تلك الممددة أمامي!! لا تخجلُ مني؛ تخطينا حد البراءة معًا، لا أدري من منا توكأت على عصا جرأة الأخرى، فقط كنا سويًا، وكما عبرنا الحدود، دلفنا إلى براح أسرارنا الليلية، ولم نعد نميز من منا بين السطور تختفي، ربما أنا، ربما هي، لم يعد يشغلها الآن.
جذبتني الرائحة كجذبة الخيط الدقيق بين ألم الاغتصاب ونشوى الممارسة، ومن هنا يعرف عن هذا الألم وتلك النشوة؟؟ وكيف أسكرتني في تلك المساحة ما بين الوجع واللذة؟؟ طفلة تعلو بها أرجوحة العيد في الساحات الشعبية، فيغلبها الزفير الصاعد من أخمصيها، وتكاد أنها تفزع، مقسمة بين هواء مضطرب يصمم أن يرفع عن ساقيها ويلج ما بين فخذيها البريئين، ياللهواء اللعوب! بين نشوة الطيران وتكشّف قطعة ملابس داخلية تتزاحم فيها وردات خضراء وصفراء وحمراء صغيرة، وبين خجل الاكتشاف لما تستر من لذة كُنا نغيب ونصرخ فرحًا ودلالًا.
هكذا جاءت الرائحة أصورةً من عسل نحل أصفر رائق يكاد يشف ولو لم يمسسه ماء، فسكنت اليرّاعات والزنابير على طرف الورد المزنبق على باب خليتها العسلية، ثم أرخت على قلبي من وحي حديث غير منطوق؛ فعرفت كيف لألف نحلة أن تسكن خلية العسل، وتلسع ذاك السعيد الشقي حين يلج ثم يُضطر إلى خروج حسير يقطر من رحيق روحه، إذ كيف ارتخي وخرج؟! من علَّم نحل خليتها أن يصاحب الزنابير واليراعات على سلامِ باب خلية عسلها، فيرضى الجميع؟!
- لتغزوني الرائحة.
- طيّري النحل من خليتك أيتها الممددة هنا أمامي، علميني فن بوح المرايا لأصحابها.
- سيطير النحل، ستلهو اليراعات والزنابير تلك؛ لينعكس النور على شفافية باب الخلية، فيكون نور على نور.
- آآآآآه يا للسع!!
- هُزِي إلى بجذعك؛ فتسّاقط فوق سرير رغبتك رطب المحبة، فأنى يكون لنا مثل.

مرآة ثالثة:
- يا صاحبة الورد في مرآتي، ولات مناص مني ومنكِ، هذا فوجُك يقتحم.
- مرحبًا بالفوج، مرحبًا بالفوج.
ليرق الكلام، ولتذبِّي عنّا كل الخواطر والذكريات، لننعم الآن، فغدًا يا ليتنا لا نكون نسيًا منسيًا، فنعم الدار هنا.

مرآة أخيرة:
في المرآة ثمة امرأة، وفي السرير ثمة من يشبهها، وحيدة.

مختار سعد شحاته.
Bo mima
روائي وباحث أدبي.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة عيد ميلاد... إلى Man Mikha (عبد الرحمن مختار)
- صورة أبي
- كراهية
- أنا المنسي
- رباعيات نبي مرفود
- في قعر الفنجان
- جذر تكعيبي
- كيف بوابين... نص أدبي.
- كلب ضال
- قصة لم تنتهِ
- أنا مستقيل.. في وداع -أبو خروف-
- طبق العشاء الأخير.
- الزعيم والكينج، وفاصل من سقوط جديد
- سمّ خياط قلبي
- قلبٌ في زيت القلي
- خدش الحياء المتوهم
- في مرة خلقني الله يوم الأربعاء
- أجمل من إله.
- ورقة خفيفة.
- السابعة من مساء الميدان


المزيد.....




- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...
- محمد المعزوز يوقع روايته -أول النسيان- في أصيلة
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...
- الوجه المظلم لـ-كريستوفر كولومبوس- و-عالمه الجديد-
- قناطر: لا آباء للثقافة العراقية!


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - مرايا -قصة قصيرة-