مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 21:34
المحور:
الادب والفن
لم يكن يعرف؛
يعبر رجلٌ في تمام السابعة من مساء الميدان مساحة البراح المستدير..
تحفظ ذاكرة الكاميرا المثبتة بعض تفاصيل المشهد،
يصعبُ على كاميرا ترى الناس أصغر من حائط مئذنة المسجد أن تبقى على ملامح العابرين،
ولكن...
الأمهات اللائي يتحضرن للسفر، متشحات بالثوب الأبيض نحو الرحمة، يبقين بعض دعاء مدخر في ناصية القلب، لأجل العابرين مساء الميدان..
"يا رب الحكمة والرحمة، احفظ روح الولد"،
ولأن الحظ ضئيل جدًا في تلك اللحظة،
ولأن تفاصيل الوجه مشغولة بالصورة حين يفاجأها في ميدان مكتظ،
ولأن الوعد بأن الأم مقبولٌ دعوتها..
تقترب الكاميرا في زوومٍ نحو الوجه؛ فترسم ضحكة...
صوت الميدان الآن أكثر صخبًا، أكثر ازدحامًا أمام الزووم..
الميدان كائن شرس للغاية، يرفض أن ترصد كاميرا المسجد صورة وجهٍ منفردٍ..
فحين سمح للمساء أن يزور عشبًا في قلبه، خلع عليه تأويلًا واحدًا محتملًا للمشهد..
في تمام السابعة، يعبر رحلٌ ميدانًا...
تأتي سيارةٌ مسرعةٌ، تنقله في لحظة ما بين الواقع والمأمول،
تتركه غريقًا في بركة دم، إذ انتحرت امرأة ألقت بنفسها من الأدوار العيا، كان يتحضر لمقابلتها بعد دقائق..
ببساطة، طاشت دعوة أم.
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟