مؤسسة يدوية بالإسكندرية لفن صناعة الكتاب

مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4904 - 2015 / 8 / 22 - 02:21
المحور: الادب والفن
    

لا تتوقف مدينة الإسكندرية عن الانتصار لكونها عاصمة مصر الثقافية بامتياز، فالمدينة التي صدرت إلى العالم منذ فجر التاريخ وحتى الآن سلاسل بشرية من المبدعين السكندريين فنًا وأدبًا وعلمًا، تستمر في عطاءها حتى لحظتنا، ولا تتوقف عن إدهاشنا بتفاصيل عبقريتها وعبقرية مبدعيها، والتي تقدم تجاربهم بكل فخر إلى عموم العالم.

عن يدوية ومؤسسها:
يُعد الفنان والقاص "ماهر شريف" أحد هؤلاء الذين أفرزتهم مدينة الثغر، وتطرحه من خلال مبادرته التي أسسها لإنتاج وصناعة فنون الكتاب في عام 1996، لإنتاج كراسات تكتب يدويًا وتحمل نصوصًا لمبدعين حقيقيين، وعبر رحلة تقترب من عقدها الآخر، ما بين الأمل والإحباط، تستمر مبادرة "يدوية" في تقديم أصوات أدبية ومواهب حقيقة، وتطور من نفسها فتضيف إلي عملها كل ما يتعلق بصناعة الكتاب والورق، مهتمة بالتراث الورقي في شكل الصور الفوتغرافية، والمستندات القديمة، والرسائل والمخطوطات... وغيرها، وجاهدة تسعي لدعم كل فعاليات تتعلق بالنشاط الثقافي، ومعالجة إشكالية النشر المغاير. كما شارك مجدي الشيخ وأماني سعيد محفوظ في التأسيس طبقًا لما أورد كٌتيب "حكاية يدوية" الذي يحكي تاريخ المبادرة.
نجحت "يدوية" في استقطاب كثير من المتحمسين لها والمتطوعين عبر سنوات رحلتها الممتدة، وحرصت على امتداد صداقاتها الثقافية حتى خلال الأزمات التي توقفت خلالها عن الإصدارات، واستمرت في توسيع المساحة أمام الجمهور، للتغلب على ندرة الخدمة الثقافية المحترفة والموهوبة بالأساس، وجعلت في ذهنية حركتها عبر سنواتها الممتدة ما يمكن أن يمثله الإبداع والثقافة من قوى ناعمة للدول الحديثة.

سلسلة الإصدارات:
أنتجت "يدوية" مجموعة متميزة من الأعمال لمبدعين مختلفين، منهم أول الكراسات للشاعرة شهدان الغرباوي في يونيو 1996 بكراس "شعيرات اسمها الفضيلة"، وكراس "عراف الضوء" للسكندري شمس الفخاخري، وتابعت مع ماهر شريف، وأشرف فتحي، وأمينة عبدالله، وأحمد مصيلحي، وصفء عبد العال، وعبد الرحيم يوسف، وأماني سعيد محفوظ، وغيرهم.
ولا تنسى تجربتها مع كراسة "نوتا" (NOTA ) مع مجموعة من قصائد للشعراء عمر حاذق، ونيكي داتوما، وعبد الوهاب عزاوي، وتياجو باتريشيو، والصادرة في أبريل 2011، كما صدر عنها كراس الشعر "النَّص" لنورا أمين إبان يناير 2012.
وفي مطلع العام 2015 قدمت لنا تجربتها مع شاعر سوري موهوب هو "عماد الأحمد" من خلال كراستين للشعر هما "مصوري.. مصري/ سوري"، و"25كعبة"، تلا ذلك كراسة "نصوص العشق" قصص قصيرة لماهر شريف، ومازال قيد الإصدار بعض الكراسات لحسين الحاج، ومختار سعد شحاته، ونبيل نور الدين.
فعاليات وإصدارات خاصة:
ولم يتوقف الإصدار على الكراسات الأدبية، بل أنتجت الكثير من كراساتها في مناسبات خاصة تتماس مع أفكار جديدة ومغايرة في مجال النشر، كتجربة الألبوم الغنائي عن الثورة من أشعار اماني سعيد محفوظ، وتلحين وغناء الفنان محمد حسني في مايو 2011، إلى جانب غيرها من الإصدارات أو إعادة الطبع لكراسات سابقة، إلى جانب مشاركتها في الكثير من الفاعليات والورش والمعامل الأدبية كمشاركتها ضمن معرض "بحثًا عن أوربا" بالعاصمة الألمانية وبالتعاون مع معهد "سا.تي.مو" معهد دراسات الشرق ببرلين، والذي أصدرت على هامشه كراس "اسكندرية استاندر" نصوص من معمل الكتابة "معانا أجندة" المنعقد بمقر استديو المدينة والفنان أحمد صالح بالإسكندرية في نوفمبر 2012، إلى جانب غيرها من الإصدارات والفاعليات الخاصة بالنشر المغاير.
تجيء تجربة "يدوية" مع ماهر شريف، نموذجًا لإبداع سكندري معاصر، استطاع أن يعبر بحدود فنه حدوده الإقليمية نحو العالم، مقدمة لنا مثالا حيًا ودليلا على ان الموهبة والإرادة تصنعان الإبداع الحقيقي، وتدعما هكذا مبادرات خلاقة ومتميزة، وتخبر عن أن يود الإبداع السكندري مستمر باستمرار بحرها الآسر بكل سحره وكوزموبوليتانيته المتفردة في مذاقها وتراثها وحاضرها المبدع الرائق الراقي.

مختار سعد شحاته
Bo Mima
روائي وباحث أدبي
مصر/ الإسكندرية

#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل