أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - رباعيات نبي مرفود














المزيد.....

رباعيات نبي مرفود


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 03:01
المحور: الادب والفن
    


فيما مضي اشتريتُ "دبلةً" من فضة...
لكن ضاقت في إصبعي، فتركتها...
وحين وقفتُ أمام الصائغ لأشتري أخرى؛
كان الذهب غاليًا، وكنتُ أفقر مما مضى..
***
المرأة تأتيك في كل الصور،
إلا صورة القصيدة،
تأتيك في خاطرة، قصة قصيرة، أو حتى رواية...
لكنها لا يناسبها بحور الشعر المالحة.
***
محاولاتي في الرسم بالألوان فاشلةٌ منذ الصغر...
لم أرسم قلوبًا ولا عصافير، ولا احتفالات النصر...
حاولت أن أرسم امرأةً تناسبني، تقاسمني، وتمسك يدي،
لكن الألوان كانت أنانية؛ أحبت صورة المرأة وحيدة بلا كفي.
***
حين تحركت سفينة نوح، وزاوج بين الكائنات
لم يبق غيري أنا والفأر، فأطعمته جبنة فرنسية
لم يستغرب الراكبون ولا الفأر طعمها،
لكنهم حين بدأ الفأر يقرض روحي عجبوا كيف لا أنزف.
***
مرّ صاروخ إلى جوار طيارتي، لم أكن سوى الملاح الأرضي لحركة الطيران،
يعطي التوجيهات، فتشعُ الشاشة أمامي بألوان الفسفور الأخضر،
لم ينفجر الصاروخ واستراح جواري، لكني انفجرت حتي لا يكتئب
فالصواريخ التي لم تنفجر تظلّ حزينة طوال الحرب.
***
دق جرس الباب، فلما فتحت وجدتني أسكن على باب هاوية
سألني الطارق في عجب، لماذا تعيش منفردًا في الجحيم؟!
وسألني دفع فاتورة السلام فيما مضي طوال إقامتي...
فدفعت نحوه بقطعة بيتزا، وعلبة كانز صفيحية، فانصرف
****
في مرة تزوجتُ روايةً، فلما أتعبتني حبكتها الفنية؛
خنتها مع قصة قصيرة جدًا، لمدة سطرين..
وحين وقعتُ في غرام القصيدة، كنتُ كهلاً
وصرتُ أزور أجزخيّ الشِعر أملاً في انتصاب بحري
***
قلت إلى الحمار الذي يحمل متاعنا في صعود الجبل
"أنت حمار"، فلا تبتئس، ولا تشغل بالك بتلك الكتب
فالله رفع عنك الوز في القرآن، وصرت مضرب مثل
نهق وقال، لا أخشى الكتابة ولا الكُتّاب، "أنا مجرد حمار".
***
ساءت علاقتي بأبطال روايتي الأخيرة، حتى أن سفيهًا منهم أوقعني أرضًا،
وأدمى رأسي؛ فملت إلى ظل شجرة، وبكيت؛ فجاءني وحي الكُتاب وقال:
لو شئت لأطبقت عليهم جميعًا في الفصل قبل الأخير...
قلت: لا، لعلهم في النهاية يقبلون أني من يكتب نهاية الحكاية
***
قالت لي مدفأتي، الليلة باردة جدًا...
وأنا أحتاج كل الدفء في هذا الشتاء
فلا ترهقني صعودًا، وجرب أن تحكّ جسدك في ذكرياتك الدافئة
- كيف وأنا رجل له ذاكرة السمك، من أن تأتي الذكرياتُ؟!
***
تقول البرقية؛، الليلة كانت الأخيرة في تكليفك بالنبوة والكتابة
وعليك أن تُسلم صندوق المعجزات في أرشيف خدمات الأنبياء ورجال الله
في الصباح يقرأ الناس الخبر في الجريدة الرسمية، أنت مرفود...
تنتهي الليلة هنا نبوتك، ونتمنى لك كثير المعجزات والتصديق في رسالة جديدة.
***
المرأة التي كانت تزوم وتروم تحت سفاد كلب الشوارع، نظرت نحوي:
- ابتعد يا هذا، الكلب زوجي، تزوجنا زواجًا شرعيًا، ولا عيب أن تروم الأنثى عند الجماع
وكل الناس ترانا في الأزقة والشوارع الجانبية نمارس حياتنا بطبيعية
وفي آخر الشارع عند "البنزينة" كلبا حراسة كانا الشاهدين على القران.
****
فجأة، وضعوا تاج الشوك فوق رأسي، ونادوا امرأة كانت تحبني،
فألقت بمنديلها إلي، وزجاجة مياه غازية من الحجم الصغير معتذرةً:
آسفة، عليك الموت سريعًا؛ لا يجب أن يرى الأطفال حين يخرجون من الطفولة...
منظر الرجال حين يُساقون إلى الصلب، وهم عطشى وينزفون المحبة.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قعر الفنجان
- جذر تكعيبي
- كيف بوابين... نص أدبي.
- كلب ضال
- قصة لم تنتهِ
- أنا مستقيل.. في وداع -أبو خروف-
- طبق العشاء الأخير.
- الزعيم والكينج، وفاصل من سقوط جديد
- سمّ خياط قلبي
- قلبٌ في زيت القلي
- خدش الحياء المتوهم
- في مرة خلقني الله يوم الأربعاء
- أجمل من إله.
- ورقة خفيفة.
- السابعة من مساء الميدان
- بين نصفين: أحلام شمس/ شمس أحلام
- مؤسسة يدوية بالإسكندرية لفن صناعة الكتاب
- شوق الدرويش ما لها وما عليها
- الشاعرة لبنى عبد الله المستعدة للانقضاض على وحدة تائهة
- ما بين الفوضى وسقف المؤسسة في الجوائز العربية


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - رباعيات نبي مرفود