أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - كيف بوابين... نص أدبي.














المزيد.....

كيف بوابين... نص أدبي.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 5370 - 2016 / 12 / 13 - 07:18
المحور: الادب والفن
    


الليلة حين صحوت كانت حارتنا صامتة على غير عادتها،
قلت في نفسي تلك ساعة مناسبة للحوار مع الرب،
لففت تبغتي المخلوطة بحشيش مغشوش، يصفه صديق بأن ذلك "كيف البوابين"، ولما انتهينا من تبغتنا الخامسة، وانتابتني حالةٌ تشبه الحالة تلك التي يتعودها المثقفون، ويجتهدون تقمصها حين يشربون البيرة،
قلت في انفعال:
- أنت صديق عنصري للغاية، لا يناسب مثلي ممن يدعون أن الله خلصهم بالكتابة واللوحات التشكيلية...
نفث خرطومًا من الدخان المخدر لكل انتكاساتنا الأخيرة حول الوطن
والثورة
وحلم البيوت
والأرصدة البنكية، وقال:
- ألا تجدني الآن أشبه تنينًا عجوزًًا؟
- أنت عنصري ملعون.
الحارة ساكنة من جديد، وساعتي تشير إلى تمام انكسار القلب وعشر حجج إليها...
فكرت أن يكون الناس ناموا، أو رحلوا إلى دول الخليج بعد أن سمعوا تأكيدًا بأن هناك أرضًا لا يظلم النفط فيها أحدا...
قلت بصوت حاولت أن يؤنس بلكونات الجيران حولي:
- جميل جدًا أن نحكي معًا أيتها البيوت.
البيوت انكمشت، حاولت أن تخلق بعض الدفء في تلك الليلة الديسمبرية الباردة، ثم في لطف راحت تغني لي وتبتسم...
تقدم بيت الجار السابع، وقال في ثقة مدهشة:
- أيمكن أن تلف لي تبغة مخلوطة بحشيشك المغشوش؟
- كيف البوابين؟
تراجع قليلا حتى صار في مكان الجار التاسع، وقال:
- أنت عنصري وفج!!
حاولت شرح وجهة النظر، وكيف صرنا نقف على كل باب نفتش الداخلين والخارجين، باب القلب، وباب العقل، وباب الروح، وباب الجسد، وباب الحلم، وباب المحبة، وباب الثقة، وباب الذكريات، وباب الخيال...
ثم صرخت فيهم:
- ألسنا بذلك نشبه البوابين؟ ألا تضعنا تلك الحشيشة على حدود كل ذلك؟ فلماذا لا نعترف؟!
تملل أقدم بيت في الحارة، وقال حازمًا:
- اخرس.
لكني ما خرست، ورحت أصرخ بأن حياتي كلها جعلها الرب زوايا، وجعل لكل زاوية بابًا يناسبها، فلماذا لا نصارح أنفسنا بأننا بوابون في نهاية الأمر، وأنه محرمٌ علينا الولوج بأي شكل؟
- أيتها البيوت حاسبوا الرب.
- أنت من الكافرين إذن أيها الواحد الواجد الفرد في الحارة الخالية.
- أريد الدخول، تعبت من الجلوس على أبواب الزوايا.
- لأجل هذا كان لازمًا أن نحمي الناس منك، فأنت حين بدأت تكتب، اكتشفت أن السر العظيم للرب لا يكمن في الإجابات، وأن الخلاص في الأسئلة.
- أسمع يا هذا المخلوق، أنت محكوم منذ اللحظة بالوقوف، وملعون بالاستفهام وبالاندهاشة المحيّرة.




#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلب ضال
- قصة لم تنتهِ
- أنا مستقيل.. في وداع -أبو خروف-
- طبق العشاء الأخير.
- الزعيم والكينج، وفاصل من سقوط جديد
- سمّ خياط قلبي
- قلبٌ في زيت القلي
- خدش الحياء المتوهم
- في مرة خلقني الله يوم الأربعاء
- أجمل من إله.
- ورقة خفيفة.
- السابعة من مساء الميدان
- بين نصفين: أحلام شمس/ شمس أحلام
- مؤسسة يدوية بالإسكندرية لفن صناعة الكتاب
- شوق الدرويش ما لها وما عليها
- الشاعرة لبنى عبد الله المستعدة للانقضاض على وحدة تائهة
- ما بين الفوضى وسقف المؤسسة في الجوائز العربية
- كان مرة -واحد مصري-..
- النص الإبداعي بين امرأتين
- رواية إليها المسير.. لبغداد السايح


المزيد.....




- مصر.. وزير الثقافة يوضح التطورات الصحية للموسيقار عمر خيرت
- مهرجان إدفا 2025.. السينما الوثائقية وتشريح الاحتجاج زمن الح ...
- بيروت: سفارة دولة فلسطين تستضيف عرض الفيلم الوثائقي
- أنتوني هوبكنز.. السير يروى سيرته السينمائية
- خيول ومقاتلات وموسيقى.. استقبال مهيب لولي العهد السعودي في ا ...
- لا رسوم على خدمات الترجمة في الرعاية الصحية في بليكينغه
- تداول فيديو لتوم كروز وهو يرقص مع ممثلة قبل فوزهما بجوائز ال ...
- هل هززتَ النَّخلة؟
- ‎-المجادِلة- يفوز بجائزة ريبا للعمارة في الشرق الأوسط 2025
- الثقافة تكشف خططها المستقبلية وتؤكد التوجه لإنشاء متحف عراقي ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - كيف بوابين... نص أدبي.