مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 22:33
المحور:
الادب والفن
ورقةٌ كانت بيضاء في مهب الريح،
خفيفةٌ، تطير...
كلما أثقلتها الكتابة، انزوت إلى ناصية السطور تجفف الحبر عنها..
كلما تمر عليها الحكاية تبعثرها، وتبدو حوافها أكثر شرشفةً..
فتبكي.
تعاود الطيران حين تمر قطارات المسافرين؛ ولا حيلة لها أن تختار ظلاً ترتاحُ إليه..
تعرف أن مخاطرة الثقب عبر مسمار مهمل في جانب الطريق، جائز جدًا..
وعبر كعب حذاء أنثى رفيع، احتمال وارد
وعبر حصاة غير مسئولة تقطع الشارع سريعًا بين الاتجاهين، ربما حدث لها مرة،
ببساطة لا تدفع احتمالات الثقب في أي لحظة منذ طارت..
الورقة خفيفة،
والمارة في الشوارع لا يختارهم الطريق،
ولا تختار الورقة لحظة السقوط..
في طيرانها الأخير تمنت أن تمحو من وجهها كل الحروف التي صارت مثل الندوب..
فالسطر الأخير في نهايتها يبدو الاضطراب سخيفًا،
الورقة خفيفة،
والشارع مزدحم،
واحتمالات الثقب في ازدياد.
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟