ابراهيم مصطفى علي
الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 13:51
المحور:
الادب والفن
وجعٌ بقلم التاريخ
قبل أن يضيع الزمان استيقظ التاريخ من العدم
واستدان منّا قراطيس الحجر والعظائم
ناقلاً قصة شعبٍ كتب فوق جبين الكون
صاغةُ الكلام واضحى مهداً للحضارات *
واستوى على العالمين يقدح الزند
لتشرق الشمس وينشرالعجب
ينسج من سَفَرِ الصبح حُلَّةٌ للخلق تزخر *
في سحرها وتبصر الضرير
يسطع في الفضاء الرحب ولا يثني
ضياءه ُشفيف غمام عابر
هكذا شاء الدهر أن يمزق حُجُب الجهالة
كي يزيح من العقل الضلال
كاد ينتزع الفجر من الأفق وتتزيَّ
الأرض بألوان الشروق
لولا قوارع دهرٍ باح نوازلهُ على *
كعب رواسي الجبال
واشتفى الأقربون نكاية ومضى
الكلُّ يَستنبح السيوف
فالنخيل لم تنحني والورد على
شطآن الرافدين لم يذبل
والعصافير ما زالت تستطيب تموزٍ
وتمضغ البَين إن اشتد الكرب
والموت إن كان في ذاكرته
محفوظٌ وبمرأى البصر
فالتاريخ يعلم كم من الموت أماتهُ وكم من نعوشٍ
بلحدها تعبق اكفانها بعطره رغم الأنوف
حتى الشمس فوق متنه لألأ فستان عرسها
والكواكب رفرفت كالطير لزفافها
...........................................................................
*صاغة الكلام : أي ممن يزين الكلام ويحسنه
*سَفَرُ الصبح : بياضُه
*قرَعتهم قوارعُ الدَّهْر : أصابتهم نوازلُه الشَّديدة
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟