احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 18:13
المحور:
الادب والفن
منذ ثلاثة عقود ونيف وشبابنا يعاني من مشكلة تصادفه وهو يضع اول خطوة له على طريق القراءة ومطالعة الكتب والتزود منها فالشاب عندنا في العراق ومنذ عقود خلت ما ان يبدأ مشواره الادبي ويشق طريقه الثقافي حتى تجده قد دخل الى حقل التاريخ الاسلامي ذلك التاريخ الملغم بشتى الفتن والتضادات والمناكفات المذهبية والطائفية التي لا تسمن ولا تغني من جوع كما يقال .
الشاب عندنا في العراق ولعل هذا الامر ينطبق على القراء اليوم في بلدان عربية اخرى تقترب ظروفهاا السياسية والاجتماعية بعض الشي مما شهدنا على ذينك الصعيدين , اول ما يقرر ان يسلك طريق القراءة فانه يجد نفسه منغمسا في حقل ما يسمى بسقيفة بني ساعده وما شهدته من مناكفات وتضادات وخلافات وشد وجذب بين سائر وجوه الصحابة في صدر الدولة الاسلامية انذاك , وهكذا يجد القارى نفسه مدافعا عن وجهات نظر وقناعات تاريخية اكل الدهر عليها وشرب .والحق ان اللوم لا يقع بالمطلق على ذلك الشاب وهو يهم ان يكون له زاد علمي ومعرفي وثقافي لكن اللوم بالدرجة الاساس انما يقع على تلك الاجواء الملبدة بغيوم الطائفية والتي تدعمها الانظمة السياسية منذ تاسيس الدولة العراقية حتى كتابة تلك السطور فهكذا اجواء هي من تحدد مسبقا المسارات الاولى لكثير من القراء , لكن هذا لا يعني بحال من الاحوال ان نعفي القارى والمتتبع عن مسؤوليته وهو يهم بشروعه نحو افق المطالعة والمعرفة , فالاولي بشبابنا اليوم ان يعتمدوا الادب كخطوة اولى في مشوارهم الفكري والثقافي ,على شبابنا الواعي والمتعطش للعلم والمعرفة , ان يبدا رحلته مع الكتب بالتعرف على ما خلفته الانسانية من ادب وفنون واثار , في شتى مجالات وابواب العلوم والمعارف.ان ما نحتاجه اليوم هو العودة الى ساحة الادب وما ينطوي عليه من علوم انسانية تثري العقل وتفتح نحو المستقبل اكثر من نافذة , اما الخوض في مسائل خلافية تاريخية وفقهية , فهذا ليس شان الشاب الذي يريد ان يختط له طريق صحيح ومسار مناسب.قد يقول قائل ان التاريخ هو في ذاته انما يعد ادبا وهذا صحيح لكننا نقول ان قراءة التاريخ عبر ابواب السقيفة وما شاكلها من احداث وفتن واضطرابات , لم ولن تعود بالنفع على القارءىء وهو يهم ببداية موفقة اتجاه افق العلم والفكر والمعرفة ..
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟