أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - مقهى الناصرية














المزيد.....

مقهى الناصرية


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 15:57
المحور: الادب والفن
    


من العادات التي أدمنتها مؤخرا ، اني اخذت ارتاد مقهى قريبة من محل عملي، في منطقة العلاوي ، لأسباب عدة ابرزها حجم الروتين ، وثقل ساعات الدوام الرسمي التي تضطرنا بدورها الى الخوض باحاديث السياسة التي تستدعي الهم ، وتجلب الغم ، فتشحن القلب غيظا ، وتملأ الصدر حزنا .
مقهى الناصرية ، الذي يعبق بشذى الماضي الجميل ، الذي اصبحنا نتوق اليه ، ونحنّ الى ايامه ، اصبح يمثل لي محطة استراحة لا بد منها ، حيث استرخي هناك فوق مصطبات المقهى، واتنقل بين زواياه التي يلفها دخان ( الأراكيل )، وتكنتفها قرقرت زجاجاتها الملونة .
امور كثيرة لفتت انتباهي داخل المقهى ،. فجمهوره ، لا يقتصر على شريحة دون اخرى من شرائح المجتمع ، فهناك مختلف الشرائح التي تحظى بحسن الخدمة ، وكرم الضيافة على يد الفتى (نصير) الذي يتنقل من اريكة الى اخرى .
حضور الشباب داخل مقهى الناصرية ، يثير التساؤل ، فهم يشكلون اغلب رواد المقهى ، لكنهم هنا لا يتنازعون ، ولا يتنابزون ، ولا يتقاطعون ، وهم ابعد الناس عن احاديث السياسة، كما هو حال غيرهم من شرائح المجتمع التي ادمنت حديث السياسة ، دون علم او هدى او كتاب منير . الشباب هنا ليس لديه وقت يزهد به ، فقد حدد هدفه ،ورسم مساره ، من خلال تركيزه على شاشات الموبايل بما تحويه من عوالم متنوعة وآخاه.
لا شك ان هؤلاء الشباب يمثلون طاقة كامنة، قد اهملتها الدولة ، وعطلتها الحكومة ، ولو انها احسنت استثمارها ، لما كانت المقاهي تغص بتلك الشريحة، وحضور تلك الفئة ، بل كانت تشهد حضور فئات اخرى ممن خبر الحياة ودروسها ، وجرب الدهر وتقلباته .
وجود شباب بهذا الشكل داخل المقهى ، منذ اوقات الصباح الباكر، حتى منتصف النهار ، دليل واضح على تقصير حكومتنا ، وعجز مؤسساتنا ،عن توظيف تلك الشريحة ، وتوجيهها توجيها سليما. وبالتالي استثمار ما يمتلك هؤلاء من امكانات وقابليات يمكن ان تغير الكثير في مسار العملية التنموية والاقتصادية في بلد اصبح يترنح تحت واقع اقتصادي هش وغير متوازن .
يذكرني مقهى الناصرية بعالم الاجتماع الراحل علي الوردي ، عندما كان ينصح الباحثين والاكاديميين، بارتياد المقاهي لغرض الاستفادة من تجارب الاخرين وحكمهم وحكاياتهم وامثالهم وقيمهم الاجتماعية ، الا ان الوردي لو رجع الينا هذه الايام ، لغير رأيه ، وغادر قناعاته ، فالمقاهي اليوم ليست مجالا للدرس ، ولا موطنا للرصد ، كما هو حالها ايام الوردي طيب الذكر ، بل هي مكان لمن يهرب من واقعه المؤلم ، الذي لم يوفر له فرصة للعمل ، وفسحة للرزق.



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يموت المثقف مرتين
- الحكومة وعيون المدينة
- اتحاد القوى
- القطار والسينما
- قسمة ضيزى
- احتفالات العراقيين بمناسبة العام الجديد ...دلائل ومعطيات
- أمهاتنا من زاوية آخرى
- الأدب والسياسة من يتنازل لمن ؟
- بين الشخصية المصرية والعراقية
- ناظم حسن الدليمي
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اوجه الشبه بين ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )شروط الثورة الن ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (ا ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اضواء على العمل ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاحاديث الوارد ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاثار العلمية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الحلقة الثانية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )
- الرحيل المفاجىء لعراب الاجتثاث ...النائب احمد الجلبي
- من قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ؟


المزيد.....




- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - مقهى الناصرية