أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - العراقيون يزورون تاريخهم القريب














المزيد.....

العراقيون يزورون تاريخهم القريب


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5372 - 2016 / 12 / 15 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية اود ان اشير الى انني كنت قد كتبت مقالي ما قبل الاخير والذي كان يحمل عنوان (من مقارنات العراقيين الظالمة ايهما افضل زمن صدام ام زمن ما بعد صدام ) واذا بأحد المعلقين ويبدو انه من اخوتنا في العروبة التي لم نجن منها سوى الويل والثبور وتجييش طوابير الانتحاريين الذين يفجرون انفسهم وسط جموع الاطفال والنساء من المدنيين الابرياء بعد ان تعرضوا لحملات غسل الادمغة التي خضعوا لها من قبل شيوخ السوء وارباب الكراهية .
والحقيقة انني كنت وما زلت موظفا في احدى الدوائر الخدمية العراقية وقد اضطررت ايام النظام البائد لترك وظيفتي لانخرط في اعمال شاقة كالفلاحة والعمالة ثم ما لبثت ان عدت ادراجي لوظيفتي قبيل السقوط المدوي بشهرين فقط واليوم اخذت افكر مجددا ان اترك ذات الوظيفة لأنها لا تسد رمق عائلتي الصغيرة .
للأسف الشديد انني عندما اذكر البعض بمأسي وسلبيات وكوارث النظام البائد فان البعض يتهمني باني من المستفيدين من الوضع الحالي كما حصل مع هذا الذي علق على منشوري ما قبل الاخير بقوله وبالحرف الواحد (كلام فارغ او انك تسفيد من شيء ما ) .
واليوم اريد ان اشير الى حقيقة مرة , وفي الحلق شجى ,وفي العين قذى , كما يقال ذلك ان شريحة واسعة من العراقيين اخذوا اليوم يقومون بأكبر عملية تزوير لتاريخهم القريب الذي لم يمض على مروره سوى عقد من الزمن فقد اخذ الكثير من العراقيين يروج الى فكرة مفادها ان مدة حكم (صدام حسين ) حين انما كانت تشهد نظاما سياسيا وامنيا واقتصاديا مزدهرا ومقبولا عاش في كنفه العراقيون بوئام وسلام وهذا لعمري من زور القول وبهتان الطرح والمشكلة ان من يتبنى هكذا طرح يستدل على صحة ما يذهب اليه بقوله ان من جاء بعد صدام ونظامه لم يكن بأحسن منه ولا ادري ما هو وجه المنطق بين ربط حقيقة من اتى بعد عام 2003 الى سدة الحكم وبين نظام صدام وحزبه الفاشي .
لا زلت اتذكر تلك القوة التي كانت تعود لما يسمى بفدائيي صدام وقد اخرجت الصبي (وسام ) من عقر داره لأنه قبل يوم كان قد تفوه بكلمات نابية بحق حرم القائد الضرورة (سجودة) وقد كان وسام شابا يتعاطى حبوب الهلوسة التي ادمن عليها الكثير من اقرانه بسبب سياسات نظام صدام التي تسببت في ضياع الشاب العراقي وسط متاهات الحروب والعوز المادي والنفسي والثقافي , ما زلت كيف تم استلال لسان (وسام ) وسط جموع النساء والأطفال وهم يرتجفون فرقا وخوفا من بشاعة ما يشاهدونه من فعل تقشعر له الابدان ويجعل الولدان شيبا .لا زلت اتذكر كيف انتشرت شبكات الدعارة وسط الاحياء الشعبية وكيف اصبحت المرأة العراقية مادة للعرض والطلب في بلدان الجوار بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته الامم المتحدة بسبب سطو صدام على الجارة الكويت لا زلت اتذكر كيف كان الجندي العراقي يستجدي (الكروة ) في كراج النهضة والعلاوي وهو يهم بالالتحاق بوحدته العسكرية حتى كان الكثير من هؤلاء من صغار السن يسقطون فريسة لبعض ضعفاء النفوس من الشاذين جنسيا .
لقد وصل الحال بالعراقيين وقتها انهم صاروا يخافون ان يتركوا ملابسهم على الحبال ليلا كي لا تمتد لها عصابات السطو والسرقة مما اضطر البعث آنذاك لاستحداث ما يسمى بظاهرة (نواطير الشعب ) الذين كانوا يقطعون الطرقات ذهابا وايابا خوفا من تلك العصابات الجوالة هذا وغيره كثير قد تم نسيانه وتناسيه ليصبح العراق ايام صدام بلدا امنا مستقرا يأتيه رزقه رغدا بأذن ربه .
لقد اصبح الشعب العراقي برمته في عهد (صدام حسين) مطية يمتطيها هو وحزبه الفاشي فيمضي به من حرب الى حرب ومن محرقة الى اخرى حتى اصبح الشعب العراقي آنذاك مادة للتندر والسخرية حتى ان الراحلة (مارغريت تاتشر ) رئيسة وزراء بريطانيا وقد سألها احد الصحفيين عن امكانية قيام الشعب العراقي بثورة ضد حكم البعث ردت قائلة (ان الشعب الذي يأكل البرسيم لا يمكنه القيام باي ثورة )
العراقيون اليوم يقومون بتزوير التاريخ بكامل قواهم العقلية والنفسية وحجتهم في ذلك ان من جاء بعد صدام اسوء منه .اننا بطبيعة الحال لا نريد ان ندافع عن طبقة سياسية لم تكن بالمؤهلة بالشكل المطلوب لحكم العراق والعراقيين اضافة لما يتخلل تلك القوى والاحزاب من تنافر وتضاد وتقاطع في الرؤى والبرامج والاجندات فضلا عن جملة من الاسباب والعوامل والضغوطات التي تعرضت لها تلك القوى , والتي ادت في نهاية المطاف الى سقوط تلك القوى السياسية في وحل الفساد والافساد لكننا في ذات الوقت لا نتفق مع هؤلاء الذين يزورون تاريخهم القريب فيصورون لنا طاغية الامس على انه منقذ اليوم .
يبدو ان الشخصية العراقية هي شخصية مزاجية انفعالية كما انها تتسم بالنسيان السلبي ومثل تلك الاسباب مازالت سببا في تراكم الويلات السياسية والاجتماعية التي تحل بساحتها منذ قرون خلت .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشيع والتوهب ... البقاء للاصلح
- من مقارنات العراقيين الظالمة ايهما افضل زمن صدام ام ما بعد ذ ...
- الفتنة الكبرى
- الراحل علي الوردي والنزعة الطائفية عند الفرد العراقي
- رواسب نظام البعث في شخصية الفرد العراقي
- العراقيون والشيخ زايد
- المثقف بمواجهة السلطة ام المجتمع ؟
- الزوج ام النقال
- منزلة الادب بين سائر الرتب
- سالفة ام جبار
- وماذا عن (المطيرجية)؟
- ذا فويس كيدز وذائقتنا الفنية
- هل يصلح العبادي ما افسدته المحاصصة ؟
- من سرق الديك ؟
- مقهى الناصرية
- عندما يموت المثقف مرتين
- الحكومة وعيون المدينة
- اتحاد القوى
- القطار والسينما
- قسمة ضيزى


المزيد.....




- قتلى وجرحى بينهم أطفال إثر غارة قرب نقطة توزيع مياه وسط غزة، ...
- ترامب يقول إن الولايات المتحدة سترسل صواريخ باتريوت الدفاعية ...
- ترامب يقرر إرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- مقتل العشرات في اشتباكات مسلّحة جنوب سوريا
- وفاة محمد بخاري رئيس نيجيريا السابق عن 82 عاما بعد مسيرة حكم ...
- سوريا: اشتباكات دامية بين الدروز والبدو في السويداء تسفر عن ...
- قتلى وجرحى خلال اشتباكات طائفية في السويداء، فماذا يحدث في ا ...
- ماكرون يقرر زيادة الإنفاق الدفاعي بـ4 مليارات دولار في 2026 ...
- عباس: حماس لن تحكم غزة والحل الوحيد تمكين الدولة الفلسطينية ...
- مورسيا : مدينة يقطنها مهاجرون من شمال أفريقيا تهتز على وقع ا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - العراقيون يزورون تاريخهم القريب