احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 16:07
المحور:
الادب والفن
الى وقت قريب جدا ، كنت لا اصدق ما ينتهي الى سمعي من اخبار تتحدث عن طلاق زوجين في مقتبل حياتهما الزوجية ، ليس بسبب الظروف المادية ، او غلاء الاسعار وصعوبة الحصول على فرصة عمل ،لكن الطلاق هذه المرة جاء على خلفية اسباب لا تخطر على ذي عقل فالطلاق وقع بسبب جهاز الموبايل (النقال ) .
يؤكد لي احد الاصدقاء ، وهو استاذ جامعي يمارس مهنة المحاماة منذ عقدين من الزمن ، ان المحاكم العراقية تشهد هذه الايام الكثير من حالات الافتراق بين الازواج بسبب جهاز الموبايل ،الذي صمم لخدمة بني الانسان ، الا ان المشكلة تكمن في استخدامه ، فهو يهيء لنا خدمة الاتصال والتواصل (صوت وصورة ) فضلا عما يقدمه لنا من مواد للتسلية والترفيه .
استخدام النقال بشكل يتنافى مع الكثير من القيم الاجتماعية ، التي ترتكز عليها تنشئتنا الاسرية ، هو السبب الرئيس في خراب بعض البيوت وتهديد بعضها الاخر .
يروي لي صاحبي رجل القانون ، ان احدى المحاكم في بغداد شهدت مؤخرا طلاقا بين زوجين ، لم يمض على زواجهما عامين بسبب اصرار الزوجة على الاحتفاظ بجهازها ، الذي اشترط الزوج ان تمتنع عن استخدامه او تستبدله بأخر ، يؤمن لها الاتصال باهلها واقاربها ، الزوجة من جانبها تتحجج بانها اذا رضخت لمطالب زوجها ، فهذا يعني انه لا يثق بها ، وانها بذلك سوف تعمق المشكلة ، وبالتالي فهي غير مستعدة للتفريط بالنقال ، حتى لو كلفها الامر ان تفرط بزوجها وصغيرها معا .
لا شك ان موقف الزوج لم يأت من فراغ ، فتلك الاجهزة تمتاز بقابلية الاختراق من قبل ضعفاء النفوس ، ممن يمتهن عملية النفاذ الى محتويات تلك الاجهزة ، لغرض التهديد او التشهير او الانتقام والاساءة .
مرة اخرى العيب ليس في جهاز الموبايل ، بل هو فينا ، نحن الذين نمتلك قابلية كبرى ، لاستخدام كل ما هو جديد ومفيد استخداما معكوسا ، حتى اذا ما جاءت النتائج على غير ما نهوى اتهمنا كل ما هو جديد ونافع بالقصور والتراجع ولربما التآمر .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟