أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي















المزيد.....

حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 19:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لهذا السبب رفض "حزب النور" قانون بناء الكنائس
بعد الإنتهاء من تشريع القانون: ياسر برهامي.. عمل المسلميين بالكنائس لا يجوز شرعا
لماذا تحرص الدولة على بقاء "حزب النور" داخل البرلمان؟
كيف تتكون الدويلات الدينية داخل مصر؟
كيف تفسد الحروب الخفية والمعلنة بين السلف والكنيسة الحياة العامة؟

تذوب المفاهيم العدائية بين ثقافات وعادات المجتمع المصري وتؤثر في وعي الفرد بشكل مباشر وفي سلوكه الاجتماعي منذ سنوات عديدة عبر خطاب سلفي أصولي تحايل على العقول بكل الطرق ووسائل استمالات العواطف وتهيئتها لاحتضان بذور لرؤى وتصورات ماضوية، بهدف أن لا تنفك من السلوك الجمعي للشارع المصري، ويصبح مستعدا لتلقي المزيد من الرجعية الدموية التي يغرق فيها خطابهم المغرض الممتد جذوره في دستورهم الدموي المقدس الذي أسسه شيخهم بن تيمية والذي يليق بعقولهم التي تخلفت من أعوام عن مفهوم الحضارة ومازالت وستستمر في حربها ضد قيام الدولة المدنية بكل أسلحتها ولن تنتهي بل تتجلى مظاهرها وتكثف حضورها من وقت إلى آخر.

ومن يظن توقف خط انتاج الفتاوى المتحجرة من المصنع السلفي الماضوي خاطئ ويفترض عليه أن ينظر لتاريخهم ليكتشف حجم المصيبة التي تنمو داخل جسد الوطن / العالم، ويتعقد الأمر أكثر في البيئة السياسية المشجعة لهؤلاء والدليل حرص الدولة المصرية على بقاء حزبهم "النور" رغم أنه حزب ديني!، والدستور يمنع تكوين الأحزاب على أساس ديني!.
لذلك تتشابك القضايا ببعضها خصوصا تلك القضايا المتعلقة بالمسحيين المصريين على أرض هذا الوطن الذي تمزقه فتاوى السلفيين التي تعوق حركة تكوين الدولة المدنية بكل الطرق والأساليب منذ زمن بعيد إلى أن وصل الحال لمجرد إطلاق فتوى في مسجد أو زاوية من أحدهم لتعكر صفو الشارع المصري وتعمل على تفكيك وحدته بل وتحرض على القتل أحيانا كثيرة.
فبعد الإنتهاء من تشريع قانون بناء الكنائس ومروره من البرلمان بالموافقة عليه "بعد طلوع الروح" والتي كانت تؤجلها الإرادة السلفية داخله خرج علينا هؤلاء الشيوخ بفتوى تحريم مشاركة المسلمين في بناء أي شيء يخص الكنائس ومن تلك الفتاوى "المؤزية" فتوى لا تتجاوز الـ 24 ثانية أطلقها ياسر برهامي من مكان ما وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأحدثت الفرقة المطلوبة حيث أنه يتحدث أمام جمهور في سياق الرد على بعض الأسئلة المكتوبة له على قطع ورق بالية، فالمقطع المشار إليه يستفسر فيه السائل إن كان تصرفه في العمل صحيح أم يخالف الإسلام شارحا أنه عامل عطل ماكينة تستخدم في بناء احدى الكنائس "لم يحدد الفيديو مكانها" لاستشعاره بحرمانية عمله "فجأة ودون سابق انذار شعر أن عمله في بناء كنيسة حرام.. وهل كان مغيب مثلا واكتشف انه يعمل في بناء كنيسة بالصدفة؟!"، المهم، كانت فتوى برهامي هي"لا يجوز عمل المسلميين في بناء الكنائس" هكذا قولا واحدا دون حتى أن يذكر سند هنا أو هناك يدعم فتوته المريضة والتي تفوح منها رائحة الكره!، ثم نصح برهامي السائل أن يترك العمل حتى يزول هذا الأمر!، وكأن هناك مصيبة كونية حلت على الإسلام، وفي اشارة واضحة أنهم "أي السلف" غير راضين بالمرة بقانون بناء الكنائس ويعملوا على زواله؟!، ولا أحد يعرف على وجه التحديد كيف يفكرون في زوال هذا الأمر؟!.
لكن حينما تتعرض لحديث شيخهم بن تيمية حين يقول في كتاب "مجموع فتاوى ابن تيمية" ص 634 "أنَّ الإمام لو هدَم كلَّ كنيسة بأرض العنوة كأرض مصر والسَّواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك مجتهدًا فى ذلك ومتبعًا فى ذلك لمَن يرى ذلك؛ لم يكن ذلك ظلمًا منه، بل تجب طاعتُه فى ذلك ومساعدته فى ذلك ممَّن يرى ذلك، وإن امتَنعوا عن حُكم المسلمين لهم كانوا ناقِضين العهدَ وحلَّت بذلك دماؤُهم وأموالُهم"، من الممكن أن تتوقع على الأقل كيف يفكر السلفي.
وحين تتعرض للصفحة رقم 635 من نفس الكتاب ستتعرف على سبب رفض التيار السلفي المتمثل في حزب النور قانون بناء الكنائس من الأساس حيث ذكر أن "اتفق المسلمون على أن ما بناه المسلمون من المدائن لم يكن لأهل الذمة أن يحدثوا فيها كنيسة مثل ما فتحه المسلمون صلحا وأبقوا لهم كنائسهم القديمة بعد أن شرط عليهم فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يحدثوا كنيسة في أرض الصلح فكيف في مدائن المسلمين بل إذا كان لهم كنيسة بأرض العنوة كالعراق ومصر ونحو ذلك فبنى المسلمون مدينة عليها فإن لهم أخذ تلك الكنيسة لئلا تترك في مدائن المسلمين كنيسة بغير عهد فإن في سنن أبي داود بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لا تصلح قبلتان بأرض ولا جزية على مسلم } . والمدينة التي يسكنها المسلمون والقرية التي يسكنها المسلمون وفيها مساجد المسلمين لا يجوز أن يظهر فيها شيء من شعائر الكفر لا كنائس ولا غيرها إلا أن يكون لهم عهد فيوفى لهم بعهدهم . فلو كان بأرضالقاهرة ونحوها كنيسة قبل بنائها لكان للمسلمين أخذها لأن الأرض عنوة فكيف وهذه الكنائس محدثة أحدثها النصارى فإن القاهرة بقي ولاة أمورها نحو مائتي سنة على غير شريعة الإسلام وكانوا يظهرون أنهم رافضة وهم في الباطن : إسماعيلية ونصيرية وقرامطة باطنية كما قال فيهم الغزالي - رحمه الله تعالى - في كتابه الذي صنفه في الرد عليهم : ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض . واتفق طوائف المسلمين : علماؤهم وملوكهم وعامتهم من [ ص: 636 ] الحنفية والمالكيةوالشافعية والحنابلة وغيرهم : على أنهم كانوا خارجين عن شريعة الإسلام وأن قتالهم كان جائزا بل نصوا على أن نسبهم كان باطلا وأن جدهم كانعبيد الله بن ميمون القداح لم يكن من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وصنف العلماء في ذلك مصنفات . وشهد بذلك مثل الشيخ أبي الحسن القدوري إمام الحنفية والشيخ أبي حامد الإسفرائيني إمام الشافعية ومثل القاضي أبي يعلى إمام الحنبلية ومثل أبي محمد بن أبي زيد إمام المالكية . وصنف القاضي أبو بكر ابن الطيب فيهم كتابا في كشف أسرارهم وسماه " كشف الأسرار وهتك الأستار " في مذهب القرامطة الباطنية .

والذين يوجدون في بلاد الإسلام من الإسماعيلية والنصيرية والدرزية وأمثالهم من أتباعهم . وهم الذين أعانوا التتار على قتال المسلمين وكان وزير " هولاكو " النصير الطوسي من أئمتهم .

وهؤلاء أعظم الناس عداوة للمسلمين وملوكهم ثم الرافضة بعدهم "



تلك الفتاوى تجبر المسحيين المصريين على اتباع سلوك واجراءات تحميهم من أي تطاول كما حدث في الأسابيع الماضية، ومن ثم اللجوء لتعميق مجتمع مسيحي ينغلق على نفسه يخدم بعضه البعض حتى لا يحتك بالمجتمع السلفي ويفسد عليه حياته، ومع مرور الوقت وصمت النظام ومؤسسات الدولة تتكون مجتمعات على هامش الدولة بل بالأحرى دويلات مصغرة تتحكم فيها النزعة الدينية ومن ثم تفسد الحروب الخفية والمعلنة بينهم الحياة العامة ويصبح كل ما هو ينتمي للوطن لا ينتمي له أحدهم بطبيعة الحال، وتصبح مواد الدستور والقوانين مجرد حبر على ورق!، ومن ثم تعطيل الحياة السياسية بمفهومها الواسع.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل دموية
- البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-
- بنفسج
- -ميت
- أيها السلفي.. أنت كافر
- -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها
- لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟
- سلسلة مقالات منشوره (6)
- سلسلة مقالات منشورة (5)
- سلسلة مقالات منشوره (4)
- سلسلة مقالات منشوره (3)
- سلسلة مقالات منشوره (2)
- سلسلة مقالات منشوره (1)
- من سيحكم العالم؟.. ورطة يسعى إليها هؤلاء
- تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب
- الخطاب الشعري عند نجيب سرور.. الشاعرية المتوحشة
- -قلق غزالة- إنعكاسات على مرآة الشعر
- خطابات ضد الحرب يرسلها العجوز-تيتزيانوتيرتساني-
- التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية
- تحريض


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي