أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - رسائل دموية














المزيد.....

رسائل دموية


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 21:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف يفكر الإرهابي؟ لماذا يخشى الحياة؟


إن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة!، هذه الجملة المغلوطة هي المبدأ الراسخ في عقول هؤلاء القتلة بإسم الدين وتتلخص جهودهم في البحث عن ما يؤسس ويؤصل ويعمق فكرهم الدموي في التراث والسنة والقرآن الكريم ليدعم أفكارهم، ففي كتاب "الصحيحين" مثلا نجد حديث عن النبي يقول: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" فالجهاد باقٍ، والنية باقية كما يتخيلوها، مادام الحديث لم تفعل معانيه ودلالاته بالشكل والمضمون الإنساني الصحيح، قرأت لأحد المجاهرين بالجهاد وقتل الكفار!، يقول "وعلينا أن ندرك أننا سوف نخوض المعارك مع أعدائنا، كما قلتُ اليومَ أو بعد سنةٍ أو بعد عشرين سنة نحن أو أولادنا، وأن هذا العدو الكافر شأنه شأن من تَحَدَّث عنه أصحاب الكهف: إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً [الكهف:20].وقد ظهروا على المسلمين بقوتهم، واقتصادهم وسلاحهم، فهم الآن يخيرون المسلمين بين أمرين:إما أن يكفروا، ويتنصروا، ويتخلوا عن دينهم، وإما القتال، ونحن نعلم أن المسلمين لن يرضوا بالدنية في دينهم، وإن ارتد منهم من ارتد فسوف يأتي الله تعالى بخير منهم كما وعد، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ [المائدة:54].فانظر كيف أشار إلى الجهاد هنا: يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [المائدة:54] وكذلك في شأن المال قال الله تعالى: هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:38].
كذلك يفكر الإرهابي، وتحت يده زخيرة من الأيات القرآنية والأحاديث النبوية يطلقها في وجه أي متلقي له متخيلا أن هناك حقائق قرآنية عظيمة ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم وفي مواضع عدة من كتابه العزيز، وأثبتتها الأحداث التاريخية، والوقائع القائمة اليوم!، ليقنع مستقبل رسائله الدموية أنها صارت في حس المسلم وسلوكه العام، وأنها الدين نفسه وعلى سبيل التأكيد ولرفع حماس المتلقي تجده يذكر قولـه تعالى: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7] موحيا بأن هذه الآيـة وعد مـن الله تعالى بالنصر لمن نصروه، وأقاموا دينه، والتزموا بأمره وابتعدوا عن نهيه. أو يذكر الأية الكريمة التي يقول الله "عز وجل" فيها: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر:52] ليرتفع سقف الحماس أكثر ويضع المتلقي أي ما كان على أرض واحدة مع الرسل والأنبياء على أساس أن الله "عز وجل "ذكر أنه ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا، فضلاً عن النصر الأكبر يوم القيامة، والزاج من حور العين!، والوعد بالنصرفي الحياة الدنيا الذي يكون بصور كثيرة منها: النصر الحقيقي المباشر وهزيمة أعدائهم!، و أن الله تعالى يمنحهم الصبر والثبات على دينهم، وعقيدتهم، وما يقولون، وما يدينون به، فيظلون صابرين كما صبر أصحاب الأخدود الذين عذبوا وأوذوا، وأحرقوا بالنار، فظلوا صامدين على مذهبهم ودينهم، وعقيدتهم، وذكرهم الله تعالى في كتابه في قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ [البروج:1].ومثله قوله تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [الحج:41]، وكأن الدنيا هم فيها فقط للجهاد!، يحدث ذلك في عقل الإرهابي الخرب نتيجة محاولة التغيير لعدة سنوات فى طريقة تفكيره، وفى إعداد عقله على التفكير غير المنطقى، وبتكرار الشىء نفسه حتى يصل فى عقله اللاواعى أن هذا الأمر هو الشىء الصحيح لا غيره، لذلك هو مقتنع أنه عندما يقتل، أنه سيدخل الجنة وأن ذلك دفاعا عن الدين!.

وبعيدا عن قرار الخطبة الموحدة ففي زيارتي الأخيرة لمحافظة الإسكندرية تأكد لي أن هذا القرار لم يتعدى حدود القاهرة أو بمعنى أدق حدود خطبة الجمعة التي تذاع عبر التلفزيون المصري ويسلط المصور فيها عدسته للصفوف الأولى على المصليين!، قال أحد الخطباء في المسجد "إنني لأعجب أشد العجب من أصحاب الكهف على رغم صغر سنهم، وحداثتهم، وقلة عددهم، وقرب عهدهم بالهداية، كما ذكر الله تعالى في كتابه، إلا أنهم كانوا بصحة يقينهم، وصدقهم، وإخلاصهم كانوا أذكى وأبرع، وأعرف من كثير من الناس الذين درسوا، ودرّسوا، وقرءوا، وكتبوا وخطبوا وتكلموا، ولكن شتان بينهما كما قال تعالى: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً [الكهف:13] وقال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [البقرة:282] وقال أيضاً: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً [محمد:17]" وكانت خطبته تتحدث عن المؤمن القوي الذي هو خير من المؤمن الضعيف!.

إن هذا الحديث هو مجرد مقدمة للحديث عن حتمية ملعونة يتم زرعها في العقول الشابة لمواجهة ما يسمونهم أعداء الدين، ويصدروها على أنها حقيقة قرآنية عظيمة، يجب أن يؤمن بها كل مسلم ليكون من وجهة نظرهم الخاصة مسلم في الأساس، ويعملوا على توصيلها لأكبر عدد ممكن من العقول بوسائلهم المختلفة، ويقيموا بنيانها الراسخ في كل القلوب، رافعين شعار "الإسلام والكفر في حرب قائمة لا تهدأ أبداً".



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-
- بنفسج
- -ميت
- أيها السلفي.. أنت كافر
- -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها
- لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟
- سلسلة مقالات منشوره (6)
- سلسلة مقالات منشورة (5)
- سلسلة مقالات منشوره (4)
- سلسلة مقالات منشوره (3)
- سلسلة مقالات منشوره (2)
- سلسلة مقالات منشوره (1)
- من سيحكم العالم؟.. ورطة يسعى إليها هؤلاء
- تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب
- الخطاب الشعري عند نجيب سرور.. الشاعرية المتوحشة
- -قلق غزالة- إنعكاسات على مرآة الشعر
- خطابات ضد الحرب يرسلها العجوز-تيتزيانوتيرتساني-
- التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية
- تحريض
- حواري مع الأديب عمار علي حسن


المزيد.....




- طالبة يهودية بجامعة كولومبيا تروي دوافع مشاركتها في الاحتجاج ...
- إيران تدعو الدول الإسلامية إلى إعلان مقاطعة تجارية لإسرائيل ...
- أهم ما جاء في اجتماع الدول الثماني الإسلامية حول غزة
- مجموعة الدول الثماني الإسلامية تدعو إلى وقف فوري وغيرمشروط ...
- ثبت تردد قناة طيور الجنة 2024 المتاح على الأقمار الصناعية “ه ...
- حركة طالبان تعرب عن استعدادها للتعاون مع ألمانيا بشأن إعادة ...
- مجموعة الدول الثماني الإسلامية تدعو إلى وقف -فوري ودائم- للن ...
- بينها مصر وتركيا.. بيان من 8 دول إسلامية عن ألاعيب نتنياهو و ...
- تحديث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات لمشاهد ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تعلن قصف هدف حيوي داخل إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - رسائل دموية