أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر العراقي - التسوية الوطنية شعار انتخابي..!














المزيد.....

التسوية الوطنية شعار انتخابي..!


باقر العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتمد الديمقراطيات الحديثة في كل دول العالم على استمالة الجماهير لصالحها، كمبدأ أسياسي للحصول على أعلى الأصوات الانتخابية، وبالتالي الوصول للسلطة التنفيذية للبلد، وهي الغاية النهائية والهدف الأسمى لكل حزب سياسي، يقابل هذا المبدأ في الاتجاه المعاكس المبادرات الوطنية التي تفقد الأصوات، لكنها مكسب وطني كبير..
فلو أخذنا مثال على ذلك، كأن يكون حزب العدالة والتنمية التركي، فإنه حصد نصف الأصوات تقريبا في آخر انتخابات، حيث أظهر فيها "أردوغان" شخصيته العثمانية القيادية، والمعشوقة من قبل الشعب التركي، في عملية التلويح للخصوم، وأقنع الجماهير بأن العدو يحيط بهم من كل جانب، وليس لهم إلا الاستنجاد به، وطلب حمايته.
الحكومات تخضع دائما للتهديد، وهو مبدأ أساسي تعتمده قيادة العالم الجديد، وبالتالي تعلمت الجماهير هذه العادة المتوارثة، وأصبح ترياق "الفوبيا" والخوف من الوهم هو المسيطر عليها، وتلجأ إليه في كل انتخابات وكل اختيار جديد للقادة، بحيث ضاعت البرامج الانتخابية، وعلا صوت التطرف كما حصل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
العراق ليس شاذا عن هذه القاعدة، ولديه جماهير متعطشة للمنقذ، وتشعر "بالمظلومية" دائما، لمرورها بويلات ومصائب لا حصر لها ولا عد، لذلك أُستخدمت مثل هذه الأساليب في الانتخابات السابقة، ونجحت أيما نجاح، وحصدت أصوات كثيرة جدا يحلم بها كل مرشح انتخابي.
من يطرح عكس هذه الظاهرة أي "ظاهرة المنقذ"، لا ينجح كثيرا في الانتخابات, وإن كان برنامجه الانتخابي في أفضل ما يكون، فهو وإن كان يحقق أحلام وطموحات كل أبناء الشعب، ويمثل رؤية مستقبلية ناجحة وواضحة للبلد، إلا أنه لا يكسب الأصوات، فالأصوات المتطرفة هي الأعلى دائما.
التسوية الوطنية ليس ببعيد عما ذكرناها، فهي عكس ظاهرة المنقذ المحارب، ولا تلبي الحاجات العاطفية للناس، لكنها بنفس الوقت تمتلك أدوات واقعية تقنع كل مواطن محروم متعطش للسلام بعد أن جرب الحروب والمفخخات كثيرا، يعتقد بها أي "التسوية" كل موطن مهجر يحلم بالعودة الى منزله ليلم شمل عائلته، يحلم بها كل سياسي مسؤول يريد الخير لبلده ولشعبه العيش الكريم.
أذن لماذا تعالت كثير من الأصوات لرفضها؟، في وقت أن الجميع بحاجة ماسة إليها، هل أن الرافضين لها لديهم مشروع آخر غير السلام؟ هل لديهم رؤيا لما بعد داعش؟؟ هل لديهم مبادرات مطروحة بهذا الصدد؟ أم أن الرفض جاء بسبب المزاحمة بين هذا المشروع والمشاريع الأخرى التي تعتمد على الحرب والتخويف والترهيب.؟
مشروع التسوية الوطنية حديث الشارع العراقي هذه الأيام، وهو الشاغل الوحيد لكل سياسي عراقي مابين مؤيد ورافض له، ومتأرجح ومتحفظ، لكنهم جميعا مقتنعون تماما بأنه المشروع الأفضل والأنجع حاليا، " وهذا ما يجعلهم يرفضون ويتأرجحون ويتحفظون" فهو مبادرة متميزة وواقعية تصلح لأن تكون شعار انتخابي إبداعي، بدل الشعارات السابقة البالية والعتيقة.



#باقر_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعادة في التطوع/ قصة
- جوهرة من ملحمة القصب.
- الأكراد وصبر أم الولد..!
- غزة وصنعاء بين أخوة السعودية وعداوة اسرئيل...!
- كاريزما بأربعة أبعاد، ونظرة إستراتيجية ثاقبة..!
- وزارة الشباب والرياضة، للشباب أولا.
- قصة الانبار من الاستقبال الى النزوح.
- ذُبابة هَزت مبادئي.....!/ قصة فصيرة
- التحالف الوطني، وتسعيرة الكهرباء الجديدة....!
- ثنائية الرفيق والحجي...!
- بعد وعاظ السلاطين: قضاة السلاطين..


المزيد.....




- قبيل زيارته إلى المنطقة.. شركة ترامب تعلن عن مشروعين في دبي ...
- وزير الصحة الأمريكي يثير جدلًا بادّعاءات غير دقيقة حول لقاح ...
- المبادرة المصرية تشارك في مؤتمر المنتدى العربي للتنمية المست ...
- سوريا.. شركة فرنسية تستثمر في تطوير ميناء اللاذقية
- والتز يعدد فوائد اتفاقية المعادن المبرمة بين واشنطن وكييف
- إدارة ترامب تدعو لمراجعة برنامج الرعاية الصحية للمتحولين جنس ...
- مستعرضا قدراته الحديثة.. الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية ...
- فعاليات روسية في معرض تونس للكتاب
- فانس: واشنطن ستسعى إلى محادثات مباشرة بشأن أوكرانيا خلال الم ...
- البيت الأبيض: اتفاق المعادن مع أوكرانيا يعكس التزام الولايات ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر العراقي - التسوية الوطنية شعار انتخابي..!