أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسعد عبدالله عبدعلي - في العراق فقط, المدربون لا يدربون














المزيد.....

في العراق فقط, المدربون لا يدربون


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 20:55
المحور: المجتمع المدني
    


في العراق فقط, المدربون لا يدربون



قبل أيام جاءتني رسالة محزنة من صديقي علي سهيل, المشرف العام على مدرسة ناطق هاشم للبراعم, في منطقة حي العامل, يشرح فيها ما يعانيه من الم وحسرة, نتيجة تبخر حلمه, حيث أكمل دورات عديدة, إقامتها المدارس الكروية المتخصصة بالتدريب, وبأشراف الاتحاد العراقي, ليكون مدرب معترف به للفئات العمرية, بعد الحصول على الشهادات التي تؤهله للتدريب, وكانت سعادته كبيرة حيث حقق حلمه بعد جهد وتعب كبير, والنتيجة حصل عليها تحت أشراف عمالقة التدريب في العراق, لكن يبدو أن الأندية أبوابها لا تفتح للكفاءات, بل لنوع آخر من المدربين.
وبعد مطالبة الأصدقاء والرياضيين مني بالكتابة, عن ما يعانوه, قررت أن اكتب هذه السطور.
مشاكل منظومة الكرة في العراق, هي نفس مشاكل مؤسسات الدولة, وهي الفساد, والعلاقات, والرشاوى, وتدخل الأحزاب, ويمكن تفكيك المشكلة لفهم طبيعة الأزمة, وعندما من الممكن المعالجة.

●الخلل يكمن في اتحاد الكرة
تعيش الكرة العراقية بكل مفاصلها نوع من الفوضى العجيبة, التي تجعلنا لا نستشعر أي أمل بالغد, فهناك مجموعة من الطارئين والغرباء عن الرياضة, ممن تسلقوا المناصب, وبعض اللاعبين الفاشلين ممن لم يكن لهم أي ذكر, فجاء أزاحوا النجوم, وصعدوا الى مواقع المسؤولية, وليتكون لنا كيان ضعيف يسيطر عليه الفساد والجهل, كحال اغلب مؤسسات الدولة, وهذا الاتحاد جعل الأمور كلها تجري بالمقلوب عكس ما يجب أن يحصل.
قضية مدربي الفئات العمرية هي الأساس لبناء قاعدة رصينة تعطينا الذهب في المستقبل, لكن بسبب غياب الرؤية البعيدة والجهل المطبق للاتحاد, تم تجاهل الفئات العمري لعشر سنوات تقريبا,وحصل إقصاء غريب للكفاءات المتخصصة بالعمل مع الفئات العمرية, وتجاهل للشباب الذي يملكون الشهادة والمؤهل والخبرة, والتي تسمح لهم بتدريب الفئات, وتم أبدالهم بمجموعة أسماء تفتقد لكل شيء فقد تملك العلاقات والواسطة,مما تسبب بانحدار مخيف لمنظومة الكرة العراقية.

●الأندية تدار من قبل من لا يستحقون
من اكبر المعوقات التي تواجه النهضة, التي يتمناها كل عراقي, هي إدارات الأندية العراقية, التي جاء اغلبهم عبر الواسطة والمحسوبية والمحاصصة حزبية, على حساب الكفاءات وأبناء النوادي الحقيقيين, بعضهم يعتبر النادي ملك له فلا يتنازل عن رأسته مع كم الهزائم, وقضية فرق البراعم والأشبال والناشئين منسية منذ سنوات , وان تواجدت فيتم تسمية مدربين حسب المزاج والأهواء, وليس على أساس رؤية وخطة للمستقبل, أما المدربين الذين يعملون في المدارس المتخصصة , فلا تتاح لهم الفرصة ويبقون بعيدين عن أسوار النوادي, والنتيجة هشاشة القاعدة, مما يعني مستقبل ضعيف ينتظر للكرة العراقية.
اعتقد يجب أن تقوم الجماهير الرياضية والأعلام, بالضغط على إدارات الأندية, عبر التظاهرات والفيسبوك وكتابات الإعلاميين والبرامج الرياضية, لإجبارهم على الاهتمام بالفئات العمرية, وتخصص مدربين على مستوى عالي, فالضغط وحده يجعل الأندية تفعل الصواب, أما أن ننتظر منهم فعل شيء صحيح, فلا نتوقع ذلك, بسبب فساد وجهل الأغلبية المتحكمة بالأندية.

●نظام العلاقات افسد كل شيء
نظام العلاقات والمحسوبية اللعين افسد حياتنا, وجعل كل المؤسسات والكيانات عاطلة عن أداء دورها, ومنها اتحاد كرة القدم والأندية الرياضية, وهنا أتكلم عن قضية تعيين المدربين, فلا اعلم ما جدوى أقامة الدورات التدريبية إذا كان الأمر في النهاية لا يخضع للشهادة والكفاءة بقدر خضوعه لنظام العلاقات والمحسوبية, العشرات من المدربين ممن حصلوا على الشهادات والثناء ولهم خبرة, لكن ممنوع عليهم التدريب فقط لأنهم لا يملكون الواسطة.
اعتقد يجب أن تمارس الوزارات الداعمة للأندية ضغطا مقابل المنح التي تدفعها للأندية مثل أن تشترط تأسيس النوادي لمدرسة كروية تضم مدربين من ذوي التخصص والشهادات, وعندها تنصاع الأندية مجبرة, مع أن تستمر الوزارات بالمراقبة وإلا حجبت الدعم.
هكذا فقط يمكن إن ينصلح بعض الاعوجاج, لان الاعتماد الكامل على الاتحاد الكروي أمر يعني الهزيمة, لأنهم لا يقدرون على شراء مجرد كرات للعب المباريات الدوري, فلا تتصور منهم الأمور الكبيرة.

● الثمرة
بالخطوات التالية سيتحقق الشيء الكثير للكرة العراقية, والخطوات هي:

أولا: أن تمارس الوزارات المناحة ضغط على الأندية عبر اشتراطات مقابل المنح, مثل أن يكون في النادي فرق براعم وأشبال وناشئين بكوادر تدريبية متخصصة من ذوي الشهادات, بعيد عن "نظام الواسطة اللعين", وان تمارس الوزارات نوع من التقييم وإلا حجبت منحتها السنوية عن الأندية, وهكذا يصبح للوزارات دور فعال في نهوض الأندية, وليس مجرد مصرف يمول الأندية.

ثانيا: أن يفرض الاتحاد على الأندية الاستعانة بالمدربين المتخرجين من الدوارات التي يقيمها, وان يفرض على الأندية المشاركة بدوريات الفئات, وان يقيم الاتحاد بطولات متعددة للفئات على مدار السنة, ويستعين بفريق إعلامي محترف للتسويق, عندما من الممكن حصول ثورة هائلة في الجيل القادم, ويحصل المدربين الكفاءات على فرصهم.

ثالثا: على الإعلام المطالبة الضاغطة من الأندية, كي تتيح الفرصة للمدربين الشباب, لأخذ فرصتهم في تدريب فرق الفئات العمرية, لأننا نحتاج مدربين متسلحين بعاملي الخبرة والعلم, كي نلحق بباقي دول المنطقة, بدل ما موجود من شخوص أتت بهم مزاجية رؤساء الأندية أو الواسطة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام الناس: ارتفاع أسعار الأدوية
- معوقات نجاح التسوية التاريخية
- عندما يقرأ عدنان
- سياسي مخمور وعابر سرير
- هوليود تكشف خبث الحكومة
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان ..أين العراق منه؟
- متى تتم محاسبة المدللين في العراق -المدراء العامين- ؟
- الخطايا الخمسة لجمهورية الكرة في العراق
- حكومة الإصلاح تحارب طبقة محدودي الدخل
- أهمية التحالف العراقي – المصري بمجال السياحة
- الأفكار الغبية للنخبة الحاكمة, وأخرها علاج الازدحامات
- فضيحة أنجلينا جولي
- وأخيرا عاد حق الشهداء, بإقرار قانون الحشد الشعبي
- أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة
- خطة عمل لصنع منتخب عالمي
- انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية
- الأمانة العامة لمجلس الوزراء, كيان يحتاج لثورة تنظيف
- في بغداد, أب يعرض ابنه للبيع
- مؤشرات العلاقة الحميمية بين أمريكا وتنظيم القاعدة
- أفكار اسكافي سايكوباتي


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسعد عبدالله عبدعلي - في العراق فقط, المدربون لا يدربون