أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - حكومة الإصلاح تحارب طبقة محدودي الدخل














المزيد.....

حكومة الإصلاح تحارب طبقة محدودي الدخل


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكومة الإصلاح تحارب طبقة محدودي الدخل

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

مع إعلان المرور بأزمة اقتصادية خانقة, نتيجة السياسات الخاطئة للنخبة الحاكمة, التي ضيع مليارات الدولارات على اللاشيء, عندها كانت الحكومة الجديدة أمام تحدي كبير, وألا يتم إنهاء دورها, فحشدت جهود خبرائها ومستشاريها لأجل وضع خطة عمل, ترفع عنهم الضغط الجماهيري, وينقل الكرة الى خارج ساحتهم, ومما جرى نستكشف انه تم الاستفادة من تجارب السابقين من حكام وطغاة ممن تعاملوا بكل قسوة مع الشعب العراقي, لان المحصلة كانت استتباب الأمر لهم عبر تلك الأساليب الخبيثة, وكان هذا الشغل الشاغل للحكام في كل عصر ومنهم ممن يحكمون الآن.
عندها كان العمل يسير بوتيرة متصاعدة وبخطوات محددة, بغية كسب الوقت والالتفاف على مطالب الجماهير العدالة, وتم تحديد فئة معينة لتكون كبش الفداء , والساحة الكبيرة لرفع الضغط عنهم, وهي طبقة الموظفين, والتي نقرا في الأرقام التي تعلن أنهم تقريبا يصلون الى خمسة مليون عراقي.

●التهديد بإلغاء بعض مخصصات الموظفين
بعد زخم التظاهرات الهدار كانت الفكرة الأهم في إسكات هذا الزخم المخيف, خصوصا أنها كسب تأييد المرجعية الصالحة, مما ضاعف من عملية الضغط على الحكومة, فكان خيار التهديد تحت شعار الإصلاح, فكان الإعلان عبر الأعلام أن الحكومة تتجه لإلغاء بعض تخصيصات الموظفين, كي تسترد بعض المبالغ للخزينة, مع أن الرواتب المحدودة بالكاد تكفي شريحة الموظفين, لكن كان الهدف خبيث, وهو إجهاض أي مسعى للضغط على الحكومة, خصوصا أن شريحة الموظفين واسعة.
الأمر الأخر أن الإصلاح ممكن يتجه نحو تخفيض نفقات الوزارات, وبعض أبواب الصرف الايفادات والضيافة, أو عملية عقلنة رواتب الرئاسات الثلاث والبرلمان والوزراء والوكلاء,والتي تثقل الخزينة أكثر من رواتب الموظفين البائسة, لكن الإصلاح المزعوم لم يكن حقيقيا, بل كان عملية ضحك على الشارع.
الحل للازمة الاقتصادية كان ممكن عبر تنويع أبواب إيرادات, لكن السلطة كان تفكيرها محدودا فجعلت من رواتب الموظفين الباب الجديد لجمع الأموال, تفكير بعيد عن الإنسانية والعدل والوطنية, بل هو إعلان حرب على الموظفين, الى أن يرضخوا ويسكتوا أو استمرار عملية السحق.
في بداية العالم الحالي وبعد ثلاث أشهر من الخوف والقلق, انخفضت وتيرة التظاهرات وأصبحت المبادرة بيد الحكومة, وشعر الساسة بالأمان على عروشهم, وتحققت الغاية الخبيثة خلف حزم الإصلاح الوهمية.

●أسلوب حرب الإشاعات
في بدايات عام 2016 وانتشار أخبار خواء الخزينة, بالتزامن مع انخفاض شديد لأسعار النفط, ومن جهة أخرى شيوع فضيحة جولة التراخيص, التي مكنت شركات النفط من اقتطاع نسبة كبيرة من إيرادات النفط اليومية, كل هذا جعل الأنظار تتجه لخطوة مخيفة, تقوم بها الحكومة للحصول على الأموال, توقع نشأ لعدم ثقة بطبقة الساسة, فارتفع معدل التصريحات عن عدم قدرة الدولة لدفع الرواتب, مما احدث خوف شديد بين طبقة الموظفين, فالرعب والقلق هو الهدف الخبيث, فهما سلاح الحرب النفسية الفتاكة.
تبعها أخبار انتشرت أن الدولة ستقوم باستقطاعات كبيرة على رواتب الموظفين, فانشغل الشارع بمصدر رزقه والمخاطر الحكومية المقبلة, وابتعد الناس عن التظاهر في مسعى لفهم ما يجري, والبحث عن تطمينات للمستقبل المبهم, خصوصا أن الإشاعات كانت بشكل مركز.
إذن فالإشاعات كانت حرب حقيقية, والتي أتقن لعبها النخبة الحاكمة, فهي منهج وسياسة اعتمدوها, في مرحلة معينة للسيطرة على الجمهور.

●تجاهل حكومي لأصل المشكلة
مشكلة العسر المادي التي تواجه البلد, والتي تسبب بها الحكام أنفسهم, نتيجة الإدارة الفاشلة للدولة, يمكن أن تحل بعيد عن الضغط على خمسة مليون مواطن, بل يمكن إرجاع مبالغ كبيرة عبر ترشيد الأنفاق على فئة قليلة, فهي ألان من تقضم أموال الخزينة من غير وجه حق, وهذه الفئة القليلة تمثل رواتب الرئاسات الثلاث والبرلمان والوزراء والوكلاء والمستشارين ومدراء الهيئات المستقلة, ومتقاعدي هذه المناصب, الذي تحصلوا على تقاعد ظالم هم شرعوه لأنفسهم, هذه الرواتب والمخصصات بمجموعها تتسبب بهدر عظيم المال العام.
الحل النبيل والعادل كان بصرف رواتب طبيعية لهذه الفئات, بدل الرواتب الظالمة والتي تفوق التصور, مع الغاء الرواتب التقاعدية الخاصة بهم, لأنها مخالفة للقانون والعدل, فمن يريد الإصلاح لا يترك أصل المشكلة, ويتجه لسحق الطبقة البسيطة, هنا تتوضح الصورة فان ما يجري ليس أصلاح بل عملية تدمير.

●موازنة 2017 تكرس الظلم
الموازنة القادمة لم تقدم حلول عادلة ومنصفة للشعب فقط حافظة على امتيازات النخبة المعلومة الحاكمة, حيث عمدت لإجراءات مالية ستكون أثارها فقط على الطبقة محدودة الدخل, بالاضافة لرفع الاستقطاع من رواتب الموظفين, مع إهمال الأصوات الأولى للاصلاح المطالبة بإلغاء الرواتب الكبيرة جدا للبرلمانيين والوزراء والرئاسات الثلاث, والتي هي من تسببت بأزمة للبلد, ولم يتم الغاء بعض أبواب الموازنة التي تسبب بهدر المال ويستفيد منها الطبقة الفاسدة فقد كالايفادات والضيافة والاتصالات, انه عام جديد لسحق المواطن بقرار حكومي ظالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية التحالف العراقي – المصري بمجال السياحة
- الأفكار الغبية للنخبة الحاكمة, وأخرها علاج الازدحامات
- فضيحة أنجلينا جولي
- وأخيرا عاد حق الشهداء, بإقرار قانون الحشد الشعبي
- أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة
- خطة عمل لصنع منتخب عالمي
- انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية
- الأمانة العامة لمجلس الوزراء, كيان يحتاج لثورة تنظيف
- في بغداد, أب يعرض ابنه للبيع
- مؤشرات العلاقة الحميمية بين أمريكا وتنظيم القاعدة
- أفكار اسكافي سايكوباتي
- فلول البعث والقواعد الأربعة للعودة
- مهنة الحمالين بين الفقر والقهر
- ليلة القبض على عباس عطية
- المهام الخمسة لنجاح عملية تحرير الموصل
- مربي الطيور -المطيرجية- والمجتمع, علاقة متأزمة
- الطاغية صدام ومحاربة الشعائر الحسينية
- كاتب مفلس, ورجل مهموم, وأنف امرأة
- النقل والسياحة النهرية ضرورة مفقودة
- حديث منتصف الليل عن كربلاء


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - حكومة الإصلاح تحارب طبقة محدودي الدخل