أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - فضيحة أنجلينا جولي














المزيد.....

فضيحة أنجلينا جولي


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 20:19
المحور: الادب والفن
    


فضيحة أنجلينا جولي

بقلم / اسعد عبدالله عبدعلي

حميد, كان وحده في البيت فالعائلة في زيارة للأهل, جلس مضطربا في صالة البيت, كأنه سيشرع بجريمة ما, أدخل قرص السي دي الجديد للجهاز, حيث كان متشوق لمشاهدة فلم أجنبي سمع عنه الكثير, واشتراه ليلة أمس, وهو من بطولة أنجلينا جولي, الفنانة الأمريكية الجميلة, لم يهمه عنوان السي دي, ولا قصة وحبكة الفلم, بقدر اهتمامه بتلك اللقطة الساخنة, التي كلمه عنها أصدقائه فريد وخالد وأبو عباس, وحتى زميلته في الوظيفة مروة, اشارت لشيء يفوق التصور الإنساني عن الحب, كانت بين يديه رواية الأبله لدوستويفسكي حيث وصل للصفحة 67, لكنه ألان تركها لوقت أخر:
- ليذهب للجحيم دوستويفسكي وكتاباته, وما شأني وصاحبه الأبله, أن أنجلينا جولي تستحق هذا الوقت, معها يكون للزمن معنى رفيع.
كان أمامه ورقة وقلم, حيث كان يكتب مقال عن فساد وزير التجارة, وضياع أموال الحصة التموينية على مواد فاسدة, توزع الموت لاحقا على الشعب, لكنه ترك أكمال المقال, منذ حديث الأصدقاء عن لقطات الفلم العجيبة.
- تبا لك مروة أي شيء يفوق التصور, يبدو أنها رسالة مشفرة لأفهم ما تريدني أن افهمه, كما أنا أبله, هذا المقال اللعين جعلني أفقد حاسة الشم نحو النساء, لن أكمل هذا المقال وليذهب رئيس التحرير الى الجحيم, فهو إنسان تافه غير واعي, لقد أضحكني بافتضاح أمره, فهو لا يفرق بين تولستوي ودستوفسكي, جاءت الأحزاب بهذا التافه ليكون رقيب علينا.
البطلة أنجلينا جولي للتو دخلت لمكان التحول الجنوني, جلست بين يدي البطل, وفجأة انقطعت الكهرباء, وقف حميد وصرخ بتملل ووجع كبير, فهو غير مصدق هذا الحظ السيئ الذي يطارده, حتى عندما يرغب برؤية لقطة مثيرة.
- اللعنة على وزير الكهرباء ووكيل الوزير وكل الوزراء السابقين, وكل المدراء العامين, كلهم دواعر وكلاب قذرة, مليارات الدولارات سرقوها.
مزق مقاله عن وزير التجارة, ونثر بقايا الورقة على الطاولة التي إمامه, وبصق نحو صورة كبيرة لأعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم, المعلقة على الحائط, حيث كانت دوما مركزا لبصقاته كلما تعكر مزاجه.
أفاق من هوس اللعنات على صوت جرس البيت, نظر من الشباك فتبين انه ابن عمه أستاذ العقيدة في كلية الشريعة, قادما لزيارته, وهو يقدره ويحترمه, أسرع لإخفاء غلاف قرص السي دي, ففيه صورة مثيرة لأنجلينا جولي, ورتب المكان من الفوضى الذي كان عليه, وشرع يفتح الباب, ادخل ابن عمه المٌتدين, وبعد السلام والترحاب أجلسه في الصالة, سأله ابن عمه عن أحواله:
- يا حميد حدثني عن برنامجك ألعبادي الذي أخبرتني عنه سابقا, هل مازلت تعمل به؟
- الحمد لله للتو أكملت خمسون ركعة, وسبحت لله طويلا, حتى أني أفكر في الكتابة عن التاريخ الديني لمدينة بغداد.
لكن انقطع حديثه بسبب تعصب بان على وجه ابن عمه, حيث ركز نظر على غلاف رواية دوستويفسكي, لرواية الأبله , فتغيرت ملامحه وصعد الدم في رأسه, ليكون كجبل يستعد لإطلاق نيران بركانه.
- حميد, هل تقرا للكفار, دوستويفسكي كافر, لقد خيبة أملي فيك.
رمى حميد بالرواية على الأرض, وحاول أن يستجمع أفكاره, كي يقنع ابن عمه بتبرير لتواجد الرواية معه.
- كلا, كلا , أنا أطالعه كي أهاجم هذا الكافر بمقال ناري, حتى ابعد الناس عنه.
تهلل وجه ابن عمه وفرح بكلام حميد, فكلماته أثلجت صدر أستاذ العقيدة:
- ممتاز أيها الرجل الثائر للعقيدة, بارك الله بأفكارك.
عندها ارتاح حميد وقال لأبن عمه وهو يشعر بالزهو والفضيلة:
- هذا واجبنا, ودورنا في الحياة, أن نفعل الخير ونترك المعاصي, فنحن يجب أن نكون قدوة حسنة للآخرين.
وفجأة عاد التيار الكهربائي واشتغل جهاز السي دي, وكانت الفنانة أنجلينا بين يدي حبيبها, قفز حميد ليطفأ السي دي فتعثر, ووقع على الأرض, حاول القيام فتعثر برواية الأبله ووقع مرة أخرى, الى أن وصل للزر وضغط عليه, وكانت عندها أنجلينا جولي قد دخلت في صخب الفراش مع بطل الفلم.
- يا ابن العم لا تفهمني غلط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي




#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا عاد حق الشهداء, بإقرار قانون الحشد الشعبي
- أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة
- خطة عمل لصنع منتخب عالمي
- انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية
- الأمانة العامة لمجلس الوزراء, كيان يحتاج لثورة تنظيف
- في بغداد, أب يعرض ابنه للبيع
- مؤشرات العلاقة الحميمية بين أمريكا وتنظيم القاعدة
- أفكار اسكافي سايكوباتي
- فلول البعث والقواعد الأربعة للعودة
- مهنة الحمالين بين الفقر والقهر
- ليلة القبض على عباس عطية
- المهام الخمسة لنجاح عملية تحرير الموصل
- مربي الطيور -المطيرجية- والمجتمع, علاقة متأزمة
- الطاغية صدام ومحاربة الشعائر الحسينية
- كاتب مفلس, ورجل مهموم, وأنف امرأة
- النقل والسياحة النهرية ضرورة مفقودة
- حديث منتصف الليل عن كربلاء
- مهنة صباغ الأحذية والتحديات الاجتماعية
- منهج صدام حسين في تدمير الجيش العراقي
- مرض السرطان, ومحنة غياب العلاج في العراق


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - فضيحة أنجلينا جولي