أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة














المزيد.....

أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 20 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

بعد فتح مكة وسقوط المعقل الأكبر للوثنية, توسعت حدود الدولة الإسلامية الفتية لتصل الى العراق والشام شمالا, والى اليمن جنوبا والتي التحقت بالدولة الإسلامية سريعا, ومن البحر الأحمر الى الخليج العربي, فتحولت الدولة الفتية الى قوة عسكرية واقتصادية وسياسية, تمثل تهديد حقيقي للدولتين الفارسية والرومانية, وهذه الدولتين الحرب بينهما حرب شغلتهم عن المولود الجديد, فكان فكرة قيام أحدى الدولتين بحرب ضد الدولة الإسلامية صعب تحقيقها, بالاضافة لطبيعة جغرافيا الدولة الإسلامية بصحرائها الشاسعة, مما يعني أن العامل الخارجي لم يكن يمثل تحدي كبير بعد فتح مكة.
لكن الداخل كان هو التحدي الأكبر للدولة الإسلامية, خصوصا أن فريق المنافقين في المدينة المنورة كان نشطا, منتظرا الفرصة للوثوب على الإحداث, ومن جهة أخرى, وجد هذا الفريق دعم جديد بعد فتح مكة, من منافقي قريش والإعراب, الذين دخلوا الإسلام مع الداخلين, حفاظا على مكانتهم وخوفا من فاتحي مكة, ويمثل نوع من إعادة ترتيب للأوراق, ومحاولة للخروج بأقل الخسائر.
وبعدها بدأت خطوات فريق المنافقين, لإزاحة السلطة السياسية الشرعية, ثم السيطرة على الدولة الإسلامية.

● محاولة اغتيال الرسول الخاتم (ص) في غزوة تبوك
قبل الشروع في غزوة تبوك, أدرك الرسول الأعظم (ص) خطورة المرحلة, فقرر استخلاف الأمام علي (ع) على المدينة المنورة, وخرج مع الجيش الإسلامي, حيث كان اتفاق بين منافقي المدينة ومكة والإعراب على اغتيال الرسول, وتمثلت خطة المنافقين بتنفير ناقة الرسول (ص), عند العبور في بعض الممرات الجبلية الوعرة, كي تقع الناقة بالوادي ويتم قتل الرسول الأعظم (ص), أما الكيد بالأمام علي فكان أن عمد فريق المنافقين, لحفر حفرة عميقة في طريق عودته, وتربصوا منتظرين وقوعه, كي ينهالوا عليه بالصخور, لكن الله عز وجل رد كيدهم في نحرهم, وفشلت المؤامرتين.
وكانت تلك انتكاسة كبيرة لفريق المنافقين, وخيبة غير متوقعة بعد التخطيط المحكم, لكن لم تتوقف الجهود بل كانت على وتيرة متصاعدة, قبل أن تفلت الأمور من أيدي فريق النفاق.

● اتفاقية المنافقين نحو المستقبل
بعد انتهاء غزوة تبوك والرجوع للمدينة المنورة, كانت اجتماعات المنافقين مستمرة, كي يصلوا الى قرارات لخطوات تحركهم القادم, وتمخضت الاجتماعات على مبادئ يسيرون عليها, وهي :
1- الإبقاء على الإسلام دينيا للدولة, للحفاظ على وحدة الدولة ولضمان سيادة قريش على العرب, وللسيطرة على القوة البشرية, هذا القرار تم بعد أن شاهدوا بأعينهم قوة الإسلام, أمام الدولة الرومانية والفارسية.
2- قتل النبي الخاتم (ص) بأقرب فرصة مناسبة.
3- محاصرة بني هاشم اجتماعيا وسياسيا وإعلاميا واقتصاديا.
4- محاولة أشراك بعض رجال الأوس والخزرج في المؤامرة.*
وشرع فريق النفاق بالعمل بكل جد على تنفيذ الاتفاق, حيث شرع القرشيين بتنفيذ محاصرة بني هاشم اجتماعيا واقتصاديا, ووجدوا بالبعض خير عون ممن يتوافقون مع مخططاتهم الرامية, للانقلاب والسيطرة على الحكم.

● حجة الوداع, وتأثيراتها
كان الرسول الأعظم (ص) يدرك خطر المنافقين على الرسالة المحمدية, فكان ينتظر الأمر الإلهي للقيام بخطوة رسمية لدفع الخطر, وبعد الفراغ من حجة الوداع, جاء الأمر الإلهي بتنصيب الإمام علي خليفة من بعده, وتم في غدير خم التنصيب, بحضور مائة وعشرون ألف بعد موسم الحج وقبل التفرغ, وبايع الأمام علي كل من حضر من المسلمين, عندها أصاب الهلع فريق المنافقين, فتكاد الأمور تفلت من أيديهم, بعد التنصيب الرسمي للأمام علي, باعتباره خليفة رسول الله وبحضور اكبر جمع من المسلمين.
بعد الرجوع للمدينة عاد الحديث عن قرب رحيل الرسول الخاتم (ص), وفي تلك الأيام أحس القرشيون بالخطر, وأدركوا أهمية التحرك السريع والدقيق لتحقيق غايتهم, وهذا الأمر كان يحتاج الى تعبئة الطاقات, للسيطرة على الأوضاع داخل المدينة, فكان القرشيون يصرحون وبشكل علني في مجالسهم أنهم أذا مات النبي فأنهم يعزلون الخلافة عن أهل بيته, وعمدوا لنشر الإشاعات وإثارة العداء مع بني هاشم, ومحاولة التقليل من شانهم, وتم ترتيب خطة محكمة بين منافقي المدينة, وجماعة قريش, والأعراب القريبين من المدينة خصوصا "بني اسلم", بالاضافة للحليف القوي "اليهود".

● مأساة الرحيل وما تبعها
في اللحظات الأولى لوفاة الرسول (ص) حصل التغيير, ونجح القرشيين في مخططهم بأبعاد الأمام علي (ع), وأبعاد بنو هاشم والكثير من الصحابة الأوائل, ومع اليوم الأول للانقلاب بدأت بوادر المصيبة, فالأمور تغيرت, وتنفس من جديد قادة كفر ألامس, فالسلطة تعود لهم, وفرح اليهود حيث كان حرف المسيرة المحمدية همهم الأكبر, وتحققت الأهداف المخطط لها مع رحيل الرسول الخاتم (ص).
أنه كشف لحقيقة محزنة حاول الكثير من الكتاب طمسها, وعلى مر التاريخ, لكن بقيت الحقيقة فاضحة تكشف حجم الجريمة وفاعلها, انه احد أهم أيام المسلمين, فهو اليوم الذي تفرق فيه المسلمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كتاب/ تاريخ الشيعة السياسي, غزوة الأحزاب- الدولة العلوية
المؤلف / السيد عبد الستار الجابري



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة عمل لصنع منتخب عالمي
- انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية
- الأمانة العامة لمجلس الوزراء, كيان يحتاج لثورة تنظيف
- في بغداد, أب يعرض ابنه للبيع
- مؤشرات العلاقة الحميمية بين أمريكا وتنظيم القاعدة
- أفكار اسكافي سايكوباتي
- فلول البعث والقواعد الأربعة للعودة
- مهنة الحمالين بين الفقر والقهر
- ليلة القبض على عباس عطية
- المهام الخمسة لنجاح عملية تحرير الموصل
- مربي الطيور -المطيرجية- والمجتمع, علاقة متأزمة
- الطاغية صدام ومحاربة الشعائر الحسينية
- كاتب مفلس, ورجل مهموم, وأنف امرأة
- النقل والسياحة النهرية ضرورة مفقودة
- حديث منتصف الليل عن كربلاء
- مهنة صباغ الأحذية والتحديات الاجتماعية
- منهج صدام حسين في تدمير الجيش العراقي
- مرض السرطان, ومحنة غياب العلاج في العراق
- حوار بعثي ساخن
- البصقة البريئة


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة