أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية















المزيد.....

انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية

بقلم / اسعد عبدالله عبدعلي

في معركة بدر, وبعد أن انتصر المسلمون استطاعوا من اسر سبعين قرشياً, لم يكن المسلمون مثل باقي الممالك, فلم تكن فكرة السجون مطروحة, ولم تكن فكرة تعذيبهم موجودة في قاموس الدولة المحمدية, وليس هناك مساعي لقطع رؤوسهم, بل كل الأمر، كان بالطلب من كل واحد منهم تعليم القراءة والكتابة لعشر مسلمين, بالمقابل يطلق سراحه, فالإسلام دين أنساني أولا, وهو جاء ليكرم الإنسان, ويرفع عنه قيود الجهل والتعصب, الإسلام يرفض العنصرية والغطرسة والعنف, وهو يدعو للتسامح والتعامل بأخلاقيات راقية حتى مع الأعداء, فالتعالي على الآخرين مرفوض, ومن هذه النقطة نلحظ افتراق الدين الإسلامي المحمدي, عن سلوكيات التطرف الذي يمارسه الوهابية وتنظيم القاعدة والإخوان والدواعش, المبني على إلغاء الأخر واستخدام العنف للسيطرة وفرض رؤيتهم.

●تشابه مدرسة الصهاينة مع مدارس الإسلام المتطرف
عرفنا منذ الصغر أن الصهاينة عصابات متطرفة, مجموعة من البشر نزعت الرحمة من قلوبهم, استخدمت العنف ضد الفلسطينيين لفرض رؤيتهم, بعيد عن أي قيم إنسانية أو أخلاقية, وكان إعلامنا العربي ومدارسنا والنخب كلها تتحدث بهذه الحقيقة, حيث تم تعرية السلوك الشاذ للصهاينة, هذه الحقيقة كانت عامة لكل المجتمع العربي يدركها ويعلن البراءة من فاعلها.
لكن الغريب أن نجد استنساخ كامل لسلوك الصهاينة داخل الجماعات الوهابية المتطرفة, فقط تصبغ سلوكها العنيف بنصوص شاذة, الموجودة في صحاح مدرسة المذاهب الأربعة, أو فتوى من شيخ وهابي منحرف, فكل ما يجري ضد قيمنا الإنسانية, من ذبح الإنسان وتهجير وسبي للنساء فهو يعتبر في فكر الوهابية والقاعدة والإخوان والدواعش, عمل جهادي فيه طاعة لله, وإذا قام رجل وهابي بتفجير نفسه في سوق للخضار, بهدف قتل الأطفال والنساء والرجال في أحياء الشيعة, يعتبر عمل صالح بنظر مدرسة الدم والذبح.
المصيبة الأكبر هو الصمت العجيب للمنابر العربية, وعدم تجريم من يفعل هذه الجرائم, فالأزهر مثلا يرفض تكفير داعش, مع أن أفعالها خروج من الإسلام, والمصيبة أنها تدعي بان كل سلوكها الإجرامي من صميم ألإسلام, أي أنها خنجر موجه ضد الإسلام بغرض التشويه والتمزيق.
وهذا يتم عبر فتاوى تنطلق من مشايخ السعودية وقطر وفي العلن, من دون أي خجل, لكن الأغرب أن تخرس السن ففقهاء وشيوخ الدول العربية, التي يمكن تسميتها بالإسلام المعتدل, فالأزهر يصمت, ومنابر تونس والمغرب والأردن والسودان وفلسطين كلها تسكت عن تجريم وإعلان البراءة من القاعدة وداعش.

● الصحاح الأربعة وهالة التقديس
يستند الفكر المتطرف الى أحاديث موضوعة وشاذة وضعيفة, موجود في صحاح المذاهب الأربعة, حيث تعاني المذاهب السنية من غلق باب الاجتهاد منذ زمن الدولة العباسية, حيث تم فرض المذاهب الأربعة والصحاح الأربعة على المجتمع السني, مع رفض لأي مراجعة أو نقد لهذا الإرث, حيث اعتبر الإرث مقدس كالقران, كتب كاملة وتامة ولا يجوز النقاش فيها, وإلا اعتبر خروج عن الإجماع وعن فقه المذاهب الأربعة, مما جعلها ارث ثقيل لما تحتويه من تناقضات وبعض ما فرضته السياسة في ذلك العهد.
يرفض شيوخ وعلماء المذاهب الأربعة السنية, ومدارس ومعاهد وجامعات الفقه في الدول العربية إي تنقيح لصحاحها, من تلك الأحاديث الشاذة والموضوعة, التي تشرع التطرف والقتل والانحراف, وكذلك يرفضون تكفير تنظيم القاعدة وتنظيم داعش وجبهة النصرة, مع كل الجرائم التي قاموا بها, بل هنالك فئة مؤيدة لهم بالقول, والدليل أن المقاتلين الواصلين للعراق وسوريا, هم من مصر والسعودية وقطر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب والأردن وفلسطين, والسبب إن صحاحهم وكتب الفتاوى لابن تيمية وتلاميذ السوء, منتشرة بشكل كبير بين الناس, مما أسس مجتمع يقبل بالانحراف المستند للأفكار الدسيسة على الإسلام.

● إيرادات نفط الخليج قتلت مشروع الوحدة الإسلامية
في بدايات القرن الماضي كانت هنالك جهود كبيرة لعلماء الأمة, من اجل تقريب المذاهب, وتوحيد الأمة في وجه التحديات العالمية, وكان ثمرة ذلك اعتراف الأزهر بمذهب الجعفري واعتباره المذهب الخامس, وكان هناك تزاور بين علماء النجف والأزهر, الى أن اكتشف النفط في السعودية ودويلات الخليج, حيث كرست إيرادات النفط في سبيل نشر الفكر الوهابي التكفيري, وكان هنالك دعم لكل فرقة متطرفة منحرفة, بغية تمزيق المجتمعات, وتوسيع الخلافات, مما جعل مشروع الوحدة يموت.
هذه حقيقة توضح أن هنالك خط داخل الأمة, غارق في الخيانة والخضوع للشيطان, ولا يهمه حتى لو قتل كل المسلمين ودمرت كل مدن الإسلام, بل الأهم عنده بقائه وحدة, واستمرار سطوته وتحقيق أحلام التوسع, ويبقى الأكثر أهمية عندهم هو تحقيق رضا ألأسياد ( القوى العالمية والصهيونية).
مما شكل دعم كبير لاستمرار حياة الجماعات المتطرفة, والتي عاثت فسادا في بلدان العرب, خصوصا في العقدين الأخيرين, حيث برز الفعل الإجرامي لشواذ الخلق, من المنتمين لخلايا الإرهاب الوهابي.
وهكذا كرست المليارات لنشر أفكار تكفيرية, عبر قنوات تلفازية وإذاعات ومؤسسات إعلامية, تبث سمومها الى بيوت الناس, وتدعم القاعدة والداعش والجماعات التكفيرية الأخرى, وتطبع سنويا ملايين النسخ من كتب ابن تيمية وفتاوى شيوخ الوهابية, وتوزع مجانا في موسم الحج لنشر الأفكار التكفيرية, مع تنفيذ خطط فتح مدارس وجوامع ومعاهد في مختلف البلدان, لتدرس تعاليم الدين الوهابي وأفكار إلغاء الأخر.
لو توقف الدعم السعودي للجماعات التكفيرية, لماتت الفتنة, ولو انتهى الدعم السعودي, لما انتشر الفكر التكفيري, هذا الأمر يجب أن تنتبه له الأمة.

● كيف يمكن أن تموت الفتنة
الوهابية وإذنابها من القاعدة وداعش والنصرة, وإخوتها من الإخوان والسلفية, هي فتنة الألفية الثالثة, حيث كرسوا وجودهم لخدمة الصهيونية والقوى العالمية, أنهم سبب مصائب الأمة الإسلامية, ولكي تموت الفتنة نحتاج لأمرين أساسيين:
أولا: الأمة لا تملك خيارات تمكنها من أجبار السعودية على وقف شرها, فانتظار ثورة في الجزيرة العربية أمر صعب وبعيد, بسبب الحماية الصهيونية والأمريكية للحكم السعودي, لكن كي تموت الفتنة نحتاج أن يتوقف نفط الخليج عن دعم الإرهاب والتكفير, وهذا الأمر يتوقف على مقاطعة عربية للسعودية, مع رفع مطالب للأمم المتحدة للوصاية على السعودية, هذا الموقف يحتاج لضغط جماهيري على الحكومات, هو حل خيالي ألان, لكن من الممكن أن يتحول لحقيقة لو صار هنالك وعي كبير للأمة.
ثانيا: إعادة النظر في تراث المذاهب الأربعة وفتح باب النقد للفقه والأفكار الموروثة, ورفع التقديس عن الصحاح, وتنظيفها من الأحاديث الموضوعة والضعيفة والشاذة, أي تنقيح تراث الأمة مما وضع فيه من قبل السلطة الأموية والعباسية, التي هما من قولب شكل مصادر الفقه والحديث والعقيدة للمذاهب الأربعة, بما يتناسب مع نظام الحكم في ذلك الوقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي
[email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمانة العامة لمجلس الوزراء, كيان يحتاج لثورة تنظيف
- في بغداد, أب يعرض ابنه للبيع
- مؤشرات العلاقة الحميمية بين أمريكا وتنظيم القاعدة
- أفكار اسكافي سايكوباتي
- فلول البعث والقواعد الأربعة للعودة
- مهنة الحمالين بين الفقر والقهر
- ليلة القبض على عباس عطية
- المهام الخمسة لنجاح عملية تحرير الموصل
- مربي الطيور -المطيرجية- والمجتمع, علاقة متأزمة
- الطاغية صدام ومحاربة الشعائر الحسينية
- كاتب مفلس, ورجل مهموم, وأنف امرأة
- النقل والسياحة النهرية ضرورة مفقودة
- حديث منتصف الليل عن كربلاء
- مهنة صباغ الأحذية والتحديات الاجتماعية
- منهج صدام حسين في تدمير الجيش العراقي
- مرض السرطان, ومحنة غياب العلاج في العراق
- حوار بعثي ساخن
- البصقة البريئة
- لصوص صندوق تنمية العراق (DFI ), متى يحاكمون؟
- الباص, صراع وإزعاج وتدخين وتحرش


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية