أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اسعد عبدالله عبدعلي - الطاغية صدام ومحاربة الشعائر الحسينية














المزيد.....

الطاغية صدام ومحاربة الشعائر الحسينية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5312 - 2016 / 10 / 12 - 23:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الطاغية صدام ومحاربة الشعائر الحسينية

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

منذ أربعة عشر قرنا وذكرى الحسين تجدد فينا روح الثورة, حيث تنطلق مواكب العشق الحسيني, لتردد شعارات الحسين, وتذكر الأجيال بأهدافه في الإصلاح, ووقفته ضد السلطان الجائر, وعلى مر الزمن حاول الطغاة القضاء على الشعائر الحسينية, وسخروا كل جهودهم, وشرعوا القوانين التي تعاقب بالسجن والإعدام كل من يشارك في الشعائر الحسينية, لكنهم في النهاية فشلوا, فلم تموت الثورة الحسينية, بل هي باقية في حياة الأمة.
كانت الفترة منذ عام 1968 والى شهر نيسان من عام 2003 الأشد قسوة على عشاق أهل بيت النبوة في العراق, حيث تسلط على البلد زمرة البعث الظالمة, بقيادة البكر أولا ثم انفرد صدام بالسلطة, وأذاق العراقيين أنواع الظلم, لأحقاد وعقد تسيطر على تركيبته الشخصية المريضة.
في زمن الطاغية صدام, كانت الأجواء مشابه لزمن الطاغية يزيد, حيث يتم إذلال الناس, مع إهمال كبير للبلد, وتعسر حال الأغلبية, من جهة أخرى تفرد صدام وزبانيته وحزبه في امتلاك الدولة, فكل إيراداتها وأملاكها تحت أيديهم, فتحول البلد الى مجرد بستان لعائلة صدام, مع سعي صدامي حثيث لنشر الجهل والمرض والخرافة, ومحاربة أي جهد لرفع وعي الأمة, واشغل الأمة المنكوبة به, بحروب طويلة أجهضت على الكثير من الأحلام.
لقد أدرك صدام خطورة الشعائر الحسينية على عرشه, ففيها شعارات تهدد كيانه, ولو سمح للمواكب الحسينية بالظهور, فان الثورة قادمة لتزيله من الوجود, فهي تنظم الجماهير لأعمال جماعية, من قبيل المسيرات والمواكب, بل حتى القصائد الحسينية مشبعة بأبيات الشعر الرافضة للظلم, والداعية للخروج على الظالمين, لذا شن حربا كبيرة ضد النخبة الشيعية, واعتبر المشاركة في الشعائر الحسينية جريمة عظمى, عقوبتها تصل الى الإعدام أو السجن المؤبد.
كنا نلوذ بالحسين, ونأخذ منه المنهج والطريقة في رد الحاكم الظالم, وكيفية السلوك اليومي, بصدق كان وقت عصيب, لكن كانت الأمة تتثقف على منهج الثورة الحسينية, كنا نقرا ونسمع ونجتمع في السر, شروحات لأهمية ثورة الحسين وأهداف النهضة, ولماذا تحرك الحسين, وما هو دورنا ألان؟ فنردد كلامات الأمام الحسين للجماهير في ذلك الزمن.
ومنها, حيث قال الأمام الحسين: أيها الناس أن رسول الله قال (من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالآثم والعدوان فلم يغًير عليه بفعل ولا قول, كان حقا على الله أن يدخله مدخله), الا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود, واستأثروا بالغي واحلوا حرام الله وحرموا حلاله.
فكانت كلامات الإمام تلهمنا بوجوب القيام ضد الحاكم الظالم, وإعلان عدم الرضا بحكمه, وعدم الانخراط بتنظيمات حزبه, ورفض مساعدته في ضرب الناس, وهو ما فعله الشرفاء من الأمة.
عند سقوط نظام صدام وجدنا الكثير من التقارير المخابراتية عن أناس بسطاء, تم تغييبهم والسبب (انه كثير الزيارة للحسين), أتذكر قريبي محمد الشاب البسيط, الذي لا يوجد له أي نشاط سياسي, لكنه كان يقرا كثيرا كتب تفسير القران, ويكثر من زيارة الإمام الحسين, وفي شتاء 1996 ومع محاولة اغتيال ابن الطاغية عدي, قام النظام بحملة اعتقالات ضد الشباب المتدين, وتم إلقاء القبض على قريبي محمد ومصادرة مكتبته الخاصة, وانقطعت أخباره حيث غيب في سجون النظام الى حدود عام 1999, حيث جاء أهله خبر إعدامه, ومنعوهم من إقامة عزاء لابنهم محمد, وطالبوهم بمبلغ رصاصات الإعدام, فقط لإذلال أهله, هكذا كانت سيرة صدام القذرة مع الأغلبية.
وتم سقوط النظام ألصدامي, وعمت الأفراح اغلب محافظات العراق, مستبشرين أن يتحقق الإصلاح والعدل, وان تجد أفكار الإمام الحسين مكانا لها على ارض الواقع, ولم تموت الشعائر الحسينية مع كل ما فعله "ابن صبيحة" على مدار عقود, حيث عادت الشعائر الحسينية بشكل أقوى واكبر وأوسع , بعد عقود من المنع, لتكون حية في ضمير الأمة, ولتكون صوتها عالمي وليس محصورا في نطاق المحلية, مما جعل محور الشر يحكيك لها الدسائس كي تنطفئ شعلة النور الحسيني.
وللكلام بقية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي
الايميل الدائم / [email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتب مفلس, ورجل مهموم, وأنف امرأة
- النقل والسياحة النهرية ضرورة مفقودة
- حديث منتصف الليل عن كربلاء
- مهنة صباغ الأحذية والتحديات الاجتماعية
- منهج صدام حسين في تدمير الجيش العراقي
- مرض السرطان, ومحنة غياب العلاج في العراق
- حوار بعثي ساخن
- البصقة البريئة
- لصوص صندوق تنمية العراق (DFI ), متى يحاكمون؟
- الباص, صراع وإزعاج وتدخين وتحرش
- المصارف الأهلية بوابة للفساد
- الدوري العراقي ومصيبة التشفير
- من علامات العشق السعودي – الإسرائيلي
- لماذا يفتتح مرتين مستشفى الأمام الصادق في الحلة؟!
- التحالف الوطني وانتظار الانطلاقة الجديدة
- مشروع مترو بغداد بين الحلم والوهم
- جمعة الصواريخ في بغداد... شكرا لكم
- أفكار امرأة أنانية
- يا وزارة التربية, نريد مدارس لصعوبات التعلم
- إياك والمرور بشارع التعذيب ( شارع نهاية الداخل)


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اسعد عبدالله عبدعلي - الطاغية صدام ومحاربة الشعائر الحسينية