أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - معوقات نجاح التسوية التاريخية















المزيد.....

معوقات نجاح التسوية التاريخية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معوقات نجاح التسوية التاريخية

بقلم اسعد عبدالله عبدعلي

في الأسابيع الاخيرة كان موضوع التسوية التاريخية, التي أطلقها زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم, هي الشغل الشاغل للمهتمين بالشأن السياسي, لما تمثله من فرصة تاريخية للخروج من دائرة الصراع, وقد تنوعت التحليلات والآراء بشأنها, حتى ضمن التحالف الوطني, بين رافض أو مؤيد لها, وتساؤلات كثيرة انطلقت حولها, فهل من الممكن أن تنجح وتصبح حقيقة وسط هذه الفوضى العجيبة, وهل الطريق مفروش بالورد للوصل لتسوية؟ وتساؤل أخر وهو هل يمكن اعتبار زمن أطلاقها مناسب, والكثيرون يتساءلون التسوية ستكون مع من؟ وهل ستصل للمطلوبين قضائيا كطارق الهاشمي ومثنى الضاري مثلا, وعندها نقرا على القانون السلام, تساؤلات تصاعدت بفعل فاعلين, الأول قصر في الإفصاح عنها, والأخر هو على الضد من أي مشروع يسهم في استقرار العراق.

هنا نحاول أن نفهم ما هي المعوقات الحقيقية أمام نجاح مشروع التسوية.

●غياب مرجعية واحدة لأهل السنة في العراق
يمكن اعتبار اكبر معوق يواجه مشروع التسوية, هو غياب جهة أو مرجعية واحدة لأهل السنة, فهم منقسمون الى جماعات عديدة, مختلفة من اليمن الى اليسار, ومتشظين فأهل الداخل بكيانات سياسية متعددة, وأهل السنة في الخارج منقسمين الى جماعات, فجماعة دبي, وجماعة الأردن, وجماعة الدوحة, ثم لا يمكن أن ننسى فلول البعث والمتشددين الإسلاميين, وكل واحد من هذه الكيانات يدعي انه هو من يمثل أهل السنة, والأكثر إشكالا أن بعض ممن يدعون تمثيل أهل السنة هم ممن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين لدعمهم للإرهاب, عندها يصبح الأمر صعبا جدا, وكل جهة من هذه التقسيمات لها توجهات معينة تختلف عن الأخرى,وبعضهم مرتبط بالخليج وآخرين مرتبطين بأمريكا أو تركيا.
نصل هنا الى نقطة مهمة, وهي أن مشروع التسوية في مواجهة هذه المعضلة يحتاج لخطة عمل والية, تمكن من الوصل لحل واحد مع الكل, والحاجة لشخوص معينة خبيرة بالعمل الحواري, مع التشديد الى أن المشروع أذا أريد له النجاح, يجب أن يكون بدعم جماهيري, كي يصبح الرافض له رافض لإرادة الجماهير, وهذا ما لا يقدر عليه أي كيان سياسي.
واجد من المهم دفع أهل السنة لتحقيق نضوج سياسي, بحيث تصبح لهم جهة توحد كلمتهم, وعندها يكون الحديث ممكن, حتى لا تهدر الجهود.

●الإرادة الرافضة للخروج من الأزمة
هنالك خط واسع داخل الطبقة السياسية السنية, يجد باستمرار الوضع القائم هو الوضع الأمثل, لأنه قد يفقد كل مكاسبه عند حصول السلم والاستقرار, فهو وجد نفسه في خضم الأزمات, هذا الخط سيعمل على إفشال المشروع, عبر وسائل كثيرة متاحة لهم, أو سيعتبره فرصة للكسب, فيساوم ويشترط في مقابل الدخول فقط في حوارات, الى أن يكسب ثم يعود للمعارضة, لذا يعتبر هذا الخط معوق كبير أمام المشروع, وللتعامل معهم يحتاج الأمر لفريق من الاستشاريين, للبحث عن وسائل تجعل الكل يدخلون ضمن المشروع, عبر ضغط عامل خارجي, أو تحقيق نضج جماهيري لأهل السنة, تجعلهم في حرج أمام رفض المشروع, فتكون أرادة الجماهير هي الكابحة لطموحاتهم الشريرة.
يجب أن يفكر قادة التحالف بالموضوع من كل الاحتمالات المعقولة, كي لا تحصل مفاجئة بحصول آمر ما, وألان المعوق قائم واثر بشدة على عجلة دوران المشروع, فهل من خطوة حقيقية سريعة لحل المعوق.

●التسوية مع من ؟
بسبب غياب الجهد الإعلامي المحترف, تسبب بضبابية المشروع عند الجماهير, وحصل نوع من الاندماج بين الضبابية والشكوك, التي يزرعها الفريق المعارض للتسوية, فسؤال مهم مثلا التسوية مع من, جعلت الجماهير تصدق ما يقال من أنها مع فلول البعث, أو أنها مع المدانين مثل طارق الهاشمي, وهذا الضعف في الإفصاح العلني, جعل الأكاذيب تصبح يقين عند العامة, بل حتى عند الطرف الأخر, مما خلق جو من الفوضى, التي ليست في مصلحة المشروع.
هذا السؤال الخطير عندما ترك من دون إجابة, تحول الى معوق شديد الخطورة, خصوصا أن الإطراف الأخرى استخدمته بشكل محترف, للتأثير سلبا على المشروع.
يجب أن يخرج للعلن فريق أعلامي أو شخصيات سياسية من التحالف الوطني, وتقوم بشرح التسوية والرد على الشبهات, لكي لا يترك الأمر لمخيلة الناس وتأثير الإشاعات.

●وجود فريق داخلي لا يريد تسوية سلمية
هنالك خط داخل التحالف الوطني يعارض مشروع التسوية لأسباب متنوعة, منها البحث عن مكاسب عبر الاعتراض, ومنها التحاسد والتباغض المزروع بين بعض مكونات التحالف الوطني ومنذ سنين, وبعضهم مختلف في الرؤية, مما يشكل عقبة كبيرة أمام مشروع التحالف الوطني.
الحل ممكن وهو وجوب الحصول على توافق داخلي حول المشروع, عبر الحوار الجدي والمكثف, والتوقيع على اتفاق عدم التصريح أو العمل ضد المشروع, ويجرى بالعلن بحضور الأعلام والشخصيات الدينية والنخب, كي يصبح من العسير على البعض التراجع, كما يحصل دائما من قبل البعض, عبر اتخاذ مواقف متذبذبة, للوصل الى مكاسب والمزايدات الإعلامية.


●خطر الإعلام
الأعلام آلة خطيرة في عصرنا الحالي, يمكن من خلالها الترويج لأي مشروع, أو دحر أي قضية, وقضية التسوية التاريخية تتعرض اليوم لهجمة إعلامية كبيرة, عبر أقلام معروفة, واغلب من كتب يدافع عن فكرة التسوية كانت كتابات ركيكة وبعضها مخجل, لا تصل لمستوى الهجوم, والقنوات الفضائية شنت هجوم معتبرة التسوية ستكون مع البعثيين, وأنها البوابة لعودة المدانين كطارق الهاشمي, لم يكن لليوم هنالك ظهور قوي, في الفضائيات لمن يروج للفكرة أو يدافع عنها, ولا يمكن أن نتجاهل مواقع التواصل الاجتماعي, وما تفعله من تأثير, وحتى على هذا المستوى كان تأثير فكرة التحالف الوطني ضعيفا, نتيجة غياب خطة العمل, مما جعلها ساحة خاسرة.
ألان هنالك خط ينمو في الشارع, معارض للتسوية بسبب التأثير الإعلامي السلبي, وضعف الجهد الإعلامي المساند للمشروع.
والسبب غياب فكرة تجهيز فريق أعلامي محترف, قبل الشروع بالإعلان عن المشروع, فمن يريد النجاح لمشروع كبير, يجب أن يحضر أدوات النجاح, والفرصة مازالت موجودة للانطلاق إعلاميا لكن بشكل مختلف.

●ثمرة السطور
اعتقد من يريد النجاح للمشروع, عليه حل هذه المعوقات, وبأسرع وقت ممكن, وألا تحول حلم التسوية الى سراب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يقرأ عدنان
- سياسي مخمور وعابر سرير
- هوليود تكشف خبث الحكومة
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان ..أين العراق منه؟
- متى تتم محاسبة المدللين في العراق -المدراء العامين- ؟
- الخطايا الخمسة لجمهورية الكرة في العراق
- حكومة الإصلاح تحارب طبقة محدودي الدخل
- أهمية التحالف العراقي – المصري بمجال السياحة
- الأفكار الغبية للنخبة الحاكمة, وأخرها علاج الازدحامات
- فضيحة أنجلينا جولي
- وأخيرا عاد حق الشهداء, بإقرار قانون الحشد الشعبي
- أوراق تاريخية: تحديات ما بعد فتح مكة
- خطة عمل لصنع منتخب عالمي
- انتشار الفكر التكفيري والمؤسسة الدينية العربية
- الأمانة العامة لمجلس الوزراء, كيان يحتاج لثورة تنظيف
- في بغداد, أب يعرض ابنه للبيع
- مؤشرات العلاقة الحميمية بين أمريكا وتنظيم القاعدة
- أفكار اسكافي سايكوباتي
- فلول البعث والقواعد الأربعة للعودة
- مهنة الحمالين بين الفقر والقهر


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - معوقات نجاح التسوية التاريخية