أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحمن جاسم - عن الأصدقاء والقداسة














المزيد.....

عن الأصدقاء والقداسة


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:23
المحور: كتابات ساخرة
    


يقال أن المستحيلات ثلاث: الغول والعنقاء والخل الوفي؛ أما بالنسبة لي فقد كنت لطالما أعتبر بأن هذا الكلام غير صحيح، فالغول قد يكون جارك الذي يركن سيارته أمام سيارتك وتحتاج إلى كل أبواق الدنيا، ووحوش الفضاء لكي توقظه لكي يتكرم عليك بإبعاد سيارته كي تذهب إلى عملك، أو قد يكون مديرك في العمل الذي اكتشف فجأةً أن دوره في الحياة يتلخص بأن ينكد عليك عيشتك لسبب بسيط وضحل، تأخرت خمس دقائق، مع أنه يعرف بأنك قد تبقى في العمل ولساعةٍ اضافية لإداء أمرٍ طلبه هو. قد يكون الغول أحد أشقائك الذي يريد منك أن تحضر غرضاً من بلادٍ بعيدة-لأنك مسافرٌ هناك- مع علمه وعلمك، بأن هذا الغرض موجودٌ وبكثره هنا، ولكنه يريده من هناك، هدية!!! قد يكون الغول أي واحدٌ من هؤلاء، وقد يكون آخراً، لذلك لم أستبعد يوماً أن يكون الغول موجوداً.
العنقاء كانت أمراً آخراً، لقد كانت العنقاء، ولمن لا يعرفها طائرٌ هائل الحجم، وحينما يموت يتحول إلى رماد، ثم يعود ليولد من النار من جديد. لذلك فإن العنقاء مخلوقٌ لا يعرف التوالد والتزاوج والإنجاب وكل هذه الأمور المتعبة والمرهقة، والتي تكلف المرء كثيراً، سواء من راحته النفسية أو المعنوية. لكنني أبداً ما اقتنعت بأن العنقاء غير موجودة، ففلسطين كانت دائماً عنقاءاً بالنسبة إلي، ولست أقول الأمر من ناحية الخيال فحسب، بل من الناحية المنطقية، كلما ظننا بأن هذا الكيان الخيالي-الطيفي سيفنى، ولد من جديد، ولد من رماد أبناءه، من نيران بيوتهم المحروقة، كان يولد من جديد، أقوى وأشد نضارةً وعنفواناً. كانت أمي عنقاءاً بالنسبة إلي، كلما زادت ظروفنا قساوةً، كانت تخلق نفسها من جديد، من رماد آلامها، لتولد من جديد، وكثيرون غيرها كانوا يولدون من أقصى لحظات آلامهم وضعفهم.
بقيت النقطة الثالثة، الخل الوفي، وليس المقصود ههنا فقط الحبيب المعشوق، بل كذلك الصديق المقدَّس، القريب من الروح، الذي يبعث فيك الإطمئنان بمجرد الاقتراب إليه، وقد كنت محظوظاً ولفترةٍ طويلة بأن يكون حولي خلانٌ أوفياء، فلم أعانِ بشكلٍ أو بآخر من هذا الأمر. فالقداسة التي أضفيتها على أشخاص العاديين، أصدقائي، هي التي تجعلهم كما هم في عيوني، فيصبح التصرف العادي، تصرفاً مدهشاً إذا ما عرفنا تأثيره علي أنا. فالفارق بين الصديق العادي والصديق المقدس، واضحٌ وشاسع، ولمن لا يعرفه، احبتي، سأحاول أن أوضحه، فالصديق العادي هو من تجده بانتظارك حينما تحتاجه، أما صديقك المقدس، فهو الصديق الذي يكونك أنتِ، لذلك فليس هناك من حاجةٍ لمناداته حينما تحتاجه، لأنه أصلاً موجودٌ هناك. نقطة أخرى في الفوارق بين الصديق العادي والصديق المقدس، إن الصديق العادي يستطيع أن يعرف ماذا تريد، ولكن الصديق المقدس، لا يعرف ماذا تريد فحسب، بل هو يريد نفس الأشياء، ولكنه يفضلك على نفسه -أحياناً- كما تفضله أنتَ على نفسك، مما يجعلكم متناسبين، كأصدقاء مقدسين. تلك هي القداسة، وذلك هو الصديق المقدس، أحبتي.
ولكن لكل شيء نهاية، ولكل القصص الجميلة ألوانٌ عند ختامها، يظهر أنه آن أوان أن أنتبه أكثر سواء لأصدقائي، أو لمقدسي!! فحينما تدفعون الثمن، أحبتي، في قصةٍ كهذه، تعرفون ماذا أقصد، فالثمن دائماً باهظ.
دمتم في خير، وعسى أن يكون غداً أفضل من اليوم...



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن نزار قباني، وآسف أن أخيب أملكم
- عن السفسطائيين، عن أفلاطون وغداً
- عن محمود درويش: معرض الكتاب والكاتب النجم
- معذرة لكنني لست ديمقراطياً
- تفاءل
- ابنة لحواء
- روبن هود في معرض الكتاب
- رسالةٌ إليكِ - قد مضى وقتٌ طويل ولم ترسل بعد
- معذرة فيروز؛ لكنني فرغت منكِ...
- أغنية
- مجنون
- أخال الخطى
- مقطع مترجم من قصيدة -أوروبا الثقة- لسوزان هوي
- طائرة من ورق- قصيدة مترجمة لروبرت سوارد
- على مقعدٍ بجوار بحيرة-قصيدة مترجمة لدانيلا جوزيفي
- وحدة المرأة الحامل-قصيدة مترجمة لدانيلا جيوزفي
- شوية حب
- Over ذوق... أف
- عن مايكل مور ورجاله البيض الأغبياء...
- استقلال


المزيد.....




- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحمن جاسم - عن الأصدقاء والقداسة