عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5381 - 2016 / 12 / 24 - 12:06
المحور:
الادب والفن
مذاقُ الأشياءِ السابقة
لا الذاهبةُ ، ولا القادمة .
لَمْ تكُنْ اعوامنا هكذا .
لم تكُنْ هكذا .. أبداً .
لم يكُنْ مذاقُ الأشياءِ ، ولا شَكْلها ، باهتاً إلى هذا الحدّ .
لمْ يكُنْ كما هو الآن .. لمْ يكُنْ كذلكَ أبداً .
حتّى أنتَ .. حتّى أنتْ .. لَمْ تكُنْ كما كُنتْ .
لَمْ تَكُن هكذا أبداً .
نحنُ ذاهِبونَ إلى حيثِ لا ندري .. هل هو الليلُ الدائمُ ، أمْ هو النهارُ القادم ؟.
هل نحنُ ذاهبونَ إلى حيث راحوا .. أمْ إلى حيث يجيئون ؟.
نحنُ لا ندري، اليوم ، أينَ سيستَقِّرُ بأرواحِنا المقامُ غداً .. ولكنّنا ندري أنّ بعضَ الفروقِ مريرةٌ ، ما بينَ حالٍ ، و حال .
نحنُ لا ندري .. ولكنّنا سنُكابرُ ، ونعيشُ لحظتنا المُتاحة قليلاً ، و نحتفي بما انفسنا من نُكرانٍ جميل .
نحنُ الذين نعرفُ أشياءَ كثيرة لا معنى لها .. نعرفُ جيّداً كيفَ نُغَنّي .. وكيفَ نحتالُ على خيباتِنا بالغناء .
هكذا كُنّا ، و هكذا سنبقى .. منَ الحِداءِ ، إلى الحِداء .
إنّ بوسعكم أن تستمعوا إلى فيروز ، وهيّ تعرِضُ عليكم ، بطريقتها العَذْبة ، هذه الفروق النابتةِ في القلب .. بينَ ما كانَ ، وما صارَ ، وما سيكون ..
" كان غير شَكل الزيتون .. كان غير شكل الصابون ..
وحتّى إنتَ يا حبيبي .. مُشْ كايِنْ هَيْك تكون .
كان غير شكل الليمون .. كان غير شكل اليانسون ..
وكايِنْ إنتَ يا حبيبي .. مُشْ كايِنْ هَيْك تكون .
كان أوسَعْ هالصالون .. كان أشْرَحْ هالبلكون ..
وطبعاً إنتَ يا حبيبي .. كان حُبّكْ قَدِّ الكون " .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟