عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 18:40
المحور:
الادارة و الاقتصاد
نظامنا الاقتصادي بكلّ بساطة
إنّ "نظامنا" الاقتصادي(و بكلّ بساطة) ، لا يمُتُّ بأيّة صلة لأيّ تصنيف معروف لـ "النظام الاقتصادي" ، منذ ان تمّت صياغة وتحديد طبيعة هذا المفهوم واستخدامه في الكتابات الاقتصادية .
انّ عدم وجود "نظام اقتصادي" سيحوّل عملية تخصيص الموارد الاقتصادية ، واسلوب التصرّف بالمال العام(وهي بكل بساطة أهم اهداف النظام الاقتصادي) ، الى "صفقة" سياسيّة بين "المكوّنات" السياسية، بهدف تقاسم الريع النفطي. وهذه الصفقة(بكلّ بساطة) لن تُفضي الى موازنة (عامة) لـ "الدولة" ، بل الى موازنة (خاصّة) لـ " المكوّنات".
انّ الموازنة العامة قد تكون "وثيقة سياسية" ، عندما يكون لدينا "نظام سياسي" يعمل على صياغة هذه الوثيقة ، وليس عندما يكون لدينا فقط "توافق مكوّناتي" كبديل دائم للنظام السياسي .
انّ التوافق المكوّناتي (و بكلّ بساطة) لن يُفضي ابداً الى بناء نظام قادر على رسم وصياغة "وثيقة ماليّة" تستطيع ان تؤسّس لعملية تخصيص كفوء للموارد الاقتصادية ، و للتوصّل الى نمط سليم للتصرّف بالمال العام.
هذا هو الأمرُ الذي تعرضهُ علينا الفضائيات الآن ( وبكلّ بساطة) . وهو أمرٌ لا علاقة لهُ لا بالنظام الاقتصادي (الذي لا وجود له اصلاً )، ولا بالنظام السياسي (الذي لم يتمكن من تجاوز مرحلة التوافق المكوّناتي الى هذه اللحظة ، بفعل شروط تأسيسه ذاتها) .. لينتهي الأمر بنا جميعاً ، الى هذه "الفزعة" المكوّناتية ، التي نشهدها الآن في دهاليز وأقبية "البرلمان" العراقي .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟