أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام عبود - عولمة الشر وتفكيك الديكتاتورية















المزيد.....



عولمة الشر وتفكيك الديكتاتورية


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


عند مقارنة مشاعر بطلي ايريك ماريا ريمارك في روايتيه "لا جديد في الجبهة الغربية" (1929)، و"وقت للحب ووقت للموت"(1954)، يستوقفنا أمر فني ضئيل في مساحته لكنه عظيم الدلالة والمغزى فكريا. فعند إنعام النظر في مواقف البطلين وردود أفعالهما نجد أن مشاعرهما اختلفت بشكل ملموس عند تعاملهما مع قضية واحدة: موقف المواطن الألماني الفرد من الروسي الفرد. والروسي عدو في الروايتين، فقد كان الروس يقابلون الألمان كأعداء في الحربين العالميتين الأولى والثانية. في الرواية الأولى كانت مشاعر البطل الألماني ايجابية ومليئة بالتعاطف، أما في الثانية فقد ظهر قدر كبير من الشك والريبة طبع نفسية البطل وهو يتعامل مع الروسي، أو السوفياتي بمعنى أدق. ولم يكن هذا الجزء من الاختلاف هو ما يستوقف المرء، فمثل هذا الاختلاف في طبائع شخصيتين تفصل بينهما ثلاثة عقود أمر طبيعي في قوانين التحولات الإنسانية. إن الزاوية التي صوّر بها ريمارك مشاعر البطلين وهما يعيشان حدثا متشابها، ولكن في زمنين مختلفين، هي ما يلفت النظر. في الرواية الأولى كان المجند الألماني ينظر الى عدوه المجند الروسي بقدر محسوس من المشاعر الإنسانية المجردة، فقد كان يرى فيه إنسانا يشبه غيره من البشر. أما في الرواية الثانية فقد امتزج التعاطف بالشك، وامتزج كلاهما بالموقف السياسي الايديولوجي. فلم يعد الروسي هنا إنسانا بحتا، وإنما تحول الى كائن سياسي. إن تسيس المشاعر هو ما استوقفني، وهو أحد عناصر مقالتي الأساسية، وخلاصته أن الموقف من الآخر يتغير بتغير الوسط التاريخي عند الانقلابات التاريخية الكبرى، حيث تحدث انعطافات عميقة وجذرية، مدركة وغير مدركة، في تصورات البشر، تتعلق بأحداث سبق لهم أن عاشوها وقوّموها بشكل مختلف.
لماذا نشأ هذا التسيّس؟ الجواب عن ذلك على غاية البساطة، لأن الدولتين المتحاربتين، السوفياتية والرايخ الثالث، خاضتا الحرب تحت شعارات ايديولوجية معروفة: الشيوعية والنازية. لذلك تحتم على الشخصية الروائية أن تصطبغ بصبغة الشعارات السياسية السائدة. بيد أن سهولة هذا الجواب قد تخفي تحتها فخاخا من الأسئلة الأخلاقية والسياسية والعقلية. فمثل هذه المشاعر والتصورات حول الإنسان الصرف، لم تكن حكرا على الألمان بل مشاعر ومعتقدات عالمية، نجد ما يماثلها لدى الكاتب الروسي تولستوي في روايته "الحرب والسلام"، حيث ينظر الجندي الروسي الى الفرنسي المحتل بعيون إنسانية خالصة، مجردة من الغطاء الايديولوجي. وحتى الأبطال المسيّسون كأبطال هنري باربوس الفرنسي في روايته "النار"(1916)، الذين كانوا ينتظرون الموت في خنادق مواجهة لخنادق أبطال ريمارك، لم يجدوا في الجندي العدو سوى ضحية ساقها تجار الحرب والسياسة "البرجوازيون" الى حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل. ومثل هذا التحول نجده أيضا عند عقد مقارنة مماثلة بين روايتي همنغواي "وداعا أيها السلاح" (1929) و"لمن تقرع الأجراس" (1940). ومن المفارقات التاريخية أن العامل الطبقي والاجتماعي يبرز بقوة في خطاب الشخصيات الروائية التي عاشت أحداث الحرب العالمية الأولى، ومثل هذا نجده في رواية باربوس "النار"، ورواية شولوخوف "الدون يجري هادئا"(1928-1940) ورواية همنغواي "وداعا للسلاح"، بينما يتوارى هذا الخطاب تحت غطاء الايديولوجيا السياسية في الفترة القريبة من الحرب العالمية الثانية، فيظهر الميل الى "أدلجة" المشاعر ساطعا في رواية همنغواي "لمن تقرع الأجراس"، ورواية مالرو "الأمل"، ورواية ريمارك "وقت للحب ووقت للموت". وحينما أراد بعض الروائيين تصعيد الإدانة ضد المحتل وضد الآخر المحارب (العدو)، في مرحلة ما قبل سيادة الخطاب الايديولوجي، يمموا شطر الاخلاق، ولم يذهبوا نحو الايديولوجيا والنعوت السياسية. وقد فعل ذلك تولستوي في "الحرب والسلام" (1865-1869) حينما تحدث عن العهر، بمعناه الحرفي، الذي رافق الاحتلال الفرنسي. وإذا كان تولستوي، من حيث الجوهر، أخلاقيا بمنحاه الروحي، فإن باربوس الفرنسي ذا النبرة السياسية الاشتراكية فعل الشيء عينه في محاولة منه لرسم صورة خادشة للمشاعر الوطنية، فصور لحظة تعاطف فريدة بين الأعداء، حينما سهّلت مجموعة من الجنود الأعداء لجندي فرنسي فرصة العودة لزيارة بيته الواقع تحت سيطرة الألمان على خط النار. وعند دخول الجندي الفرنسي بيته يجد زوجته في حضن جندي محتل، أما ابنته الطفلة فتجلس لاهية على ركبتي جندي آخر (حساسية باربوس وتولستوي الأخلاقية هذه يفتقدها الكاتب العراقي. فعلى الرغم من تبجحنا بامتلاك الفضيلة والكرامة، أكثر من غيرنا، تجاهلنا (عفة أو خجلا أو لؤما) الأسئلة الأخلاقية المرتبطة بالإحتلال. فكم من الطاقة الجنسية تحتاجها جيوش أجنبية متفوقة على المواطنين، ماليا وحقوقيا، يدمن أفرادها الجنس والمروق الأخلاقي بكل صنوفه، جيوش قوامها ربع مليون رجل تجوب الشوارع والقصبات في الأحياء السكنية ليل نهار، في بلد مغلق مثل العراق؟ كيف يلبي أولئك الرجال حاجاتهم العاطفية؟ وكيف عبّرت الثقافة الوطنية عن هذا المشهد؟ الجواب أن المحتل في المرحلة الجديدة يجرد الحرب من كل أغطيتها، حتى الأخلاقية، ويحولها الى مجرد محاججات حول جرائم مفترضة، كأسلحة الدمار الشامل - لا حظوا حجم التسمية المرعب! - متجاهلا أسبابا حقيقية، ملموسة وعيانية ومتحققة، عظيمة الخطورة، كالاستبداد والديكتاتورية وشن الحروب، التي لا يحتاج إثباتها الى افتراضات صادقة أو كاذبة. أحد أسباب ذلك المنهج الافتراضي يعود الى أن المحتل لا يريد أن يربط الحقائق بعناصر الواقع، بقدر ما يريد تمييع صور الواقع، لكي يسد على ذهن المواطن ومخيلته مجرى التداعيات التي تثيرها تناقضات الواقع وفظائعه البشعة، التي خلقها وجوده القسري. أما السياسيون العراقيون، حتى المعممون منهم المنغمسون في لعبة الاحتلال، فقد أغمضوا عيونهم عن هذا الجانب. فالمصالح السياسية، عندهم، أعلى شأنا من منظومة الأخلاق ومن تعاليم الله! إن المنطق يفرض على من استضاف هذه الجيوش أن يجيب عن هذا السؤال، الذي شغل غربيين أقل منا ميلا الى المبالغة في التحريم الجنسي.)
هنا، الى هذه النقطة الضيقة انصرف فكري: الحرب كخصم سياسي للإنسان. الحرب التي تحولت في غضون عقدين فحسب الى حرب موجهة ضد الإنسان كممثل وحامل لقيم سياسية، هي قيم النظم السياسية السائدة. هذا التبدل في المواقف انعكاس دقيق وحساس لسلسلة من عمليات التحول العالمية في المفاهيم والمشاعر وما يرافقها من طرق للتقويم، تحول فيها الإنسان من إنسان بيولوجي الى كائن ايديولوجي.
ما الذي تغير في الإنسان لكي يندفع الى تجريد أخيه الإنسان من إنسانيته الخالصة وتحويله الى كائن ايديولوجي، كما لو أنه مجرد فصل من فصول كتاب "كفاحي" لهتلر أو "ما العمل؟" لشيرنيفسكي ولينين؟
في عام 1917 قامت الثورة الروسية، وكانت الحرب واحدة من الأسباب الأساسية لاشتعالها. ومن مفارقات التاريخ أن البلاشفة عثروا في أروقة السلطة القيصرية على واحدة من أخطر الوثائق في التاريخ البشري. فقد عثروا على إقرار من قادة الدول المتحاربة، يؤكدون فيه أن أهدافهم هي تقسيم العالم وتوزيع غنائمه على المنتصرين. عملية التقاسم وإعادة التقاسم الدولي (إعادة توزيع الأسلاب) هي جوهر العمليات السياسية والعسكرية المرافقة للتحولات البشرية الكبرى في التاريخ كله. ويكاد هذا التقاسم يكون شاملا، في نظري، منذ خروج الدولة من حدودها المحلية الى صيغتها الإقليمية والقارية، والتي أضحت منذ قيام الحقبة الاستعمارية عملية تقاسم دولية، تتجاوز حدود القارات. لقد عبر الفرس الى اليونان القديمة في وقت مبكر من عمر البشرية في وثبة عسكرية قارية محدودة، وفعل مثلها هنيبعل، وقابلها الرومان بعملية معاكسة أكثر سعة، وقام الأحباش بقفزات قارية مماثلة، لكنها فاشلة، في اتجاه الجزيرة العربية. لذلك لم تكن إعادة تقاسم العالم مظهرا خاصا بالإمبريالية وحدها. إن إعادة التقاسم بالحرب، التي هي خصيصة ملازمة للتحولات التاريخية الكبري عالميا - صعود القوى وهبوطها وتغير أدوارها - لم تتغير أو تتبدل في مكوناتها وعناصرها الجوهرية: محتواها ومغزاها. إذ لم يختلف ويتبدل فيها سوى أمرين شكليين: الأول حجم عمليات التقاسم، التي اتسعت بسبب تطور فن الحرب والصناعة الحربية وتوسع حدود مصالح الدول الكبرى. أما الثاني فهو الصورة الخارجية للحرب، التي تغيرت بشكل ملموس على مر العصور، من طريق اكتسابها غطاء تبريريا مختلفا في كل مرحلة كبرى من مراحل التاريخ.
لقد سعت الماركسية الى تفسير دوافع الانقلابات البشرية الكبرى المادية وأساسها الاقتصادي، المرتبطة بتناقضات قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج وما يرافقها من تبدل في ما يعرف بـ "التشكيلات الاجتماعية" وبناها السياسية والحقوقية والايديولوجية والفنية، وفُسرت الحرب ضمن ذلك الإطار، على أنها امتداد للسياسة بوسائل عسكرية، كما يقول الجنرال البروسي كارل فون كلاوس، أما السياسة فهي تعبير عن المصالح الطبقية المتناقضة كما يؤكد منظرو الماركسية، وهم على صواب في جوانب كثيرة من تلك التفسيرات. إلا أن الحرب، على ما اعتقد، ليست امتدادا للسياسة فحسب، بل هي أيضا الصورة العنفيّة المتحققة، التي تنظم العلاقات المتناقضة في المصالح (بما في ذلك قوانين الحق والملكية ومفاهيم الحرية والاستقلال) بين الدول والكيانات الإجتماعية المختلفة، في ظروف اختلال موازين القوى عالميا. وهي بمعنى أدق شكل فظ لظاهرة تصدير الاستعباد، لكنه شكل مموه في الوقت عينه، يبرز في صورة نشاط عدواني للدولة العظمى المتحضرة، حاملة شعارات الديموقراطية والحرية اللفظية، التي هي الشقيقة الكبرى للمستبد المحلي، الديكتاتور أو الحاكم الأوحد.
كانت الحروب، التي هي استبداد الدولة متدفقا الى الخارج، تنازعا مباشرا على المصالح، وفق قانون القوة العارية، السافرة. ومثل هذه الحروب كانت طابع حروب العالم القديم جميعها، من التمدد البابلي الإقليمي الى التوسع الروماني القاري. ولم تكن حالات الاستبداد هذه تحتاج آنذاك الى غطاء ايديولوجي تزييني أو تبريري احتيالي، على الرغم من أنها انجزت تحت ستار كثيف من الحجج والذرائع أيضا. فالآلهة كانت تقاتل جنبا الى جنب مع البشر، وليس بصورة رمزية فحسب، كما حدث لاحقا. ولهذا السبب ظهر الآلهة المحاربون، ثم ظهر الأبطال أنصاف الآلهة (جلجامش). كانت القوة السافرة هي شعار تلك الحروب الأساسي، حالها كحال حروب القبائل البربرية والجماعات البشرية البدائية. وفي العصور الوسطى أخذت حروب التمدد الجغرافي غطاء ايديولوجيا دينيا، مسيحيا أو إسلاميا، فظهرت الحاجة الى بشر أرضيين خالصين، لكنهم نواب عن مملكة السماء يمتلكون تفويضات إلهيّة، ويتحملون مسؤولية تنفيذ الرسائل العلوية. وحينما انتصر منطق الثورة الصناعية تجردت الحرب من غطائها الايديولوجي الديني وعادت الى مظهرها القديم، قوة عارية مصحوبة بمصالح اقتصادية سافرة. لهذا السبب لم يجد أبطال ريمارك في "لا جديد في الجبهة الغربية"، وأبطال تولستوي في "الحرب والسلام" وأبطال "وداعا أيها السلاح" صعوبة في العثور على مشتركات إنسانية مع أعدائهم، توحدهم كبشر، على الرغم من اختلاف مصالح دولهم وتنازعها، الذي وضعهم قسرا في موضع الأعداء. ولهذا السبب أيضا توجه الى الجبهات في الحرب العالمية الأولى أدباء مرموقون، فإلى الجبهة الألمانية ذهب ريمارك وبريشت، والى الجبهة الإنكليزية ذهب ولفريد أون وسيغفريد ساسون، والى الجبهة الفرنسية توجه باربوس وغيوم ابولينير الفرنسي البولوني، وبنيران الحرب المباشرة قتل أون، وجرح أبولينير جرحا مميتا.
بقيام ثورة اكتوبر نشأ واقع جديد عالميا، تمثل في انقسام البشرية الى جبهتين ايديولوجيتين، خاضتا معا، وواحدة ضد الأخرى، حروبا باردة وساخنة، تحت شعارات نشر الحرية أو تحرير البشرية من الاستعباد التاريخي.
إن سقوط الاتحاد السوفياتي يعني، كما هو مفهوم للجميع، إعادة جديدة لتقسيم العالم، تتلاءم مع مصالح القوة المنتصرة، الولايات المتحدة، وإعادة ترتيب لمفاهيم الحق والعدالة والحكم، وتوزيع الأدوار الثانوية والأقل من الثانوية على المتحاصصين محليا ودوليا. وما الحروب المتفرقة التي تخوضها القوة المنتصرة سوى الفصل الختامي من معركة الكتلتين المتناحرتين، ومظهر من مظاهر عملية إعادة توزيع الأسلاب وإعادة بناء المفاهيم بالوسائل العسكرية، لكي تتطابق مع الواقع التاريخي الجديد. ومن ينظر الى هذه الحروب يجد من دون إبطاء أنها على درجة عالية من الإنسجام والتكامل والشمول، الى حد يجعلها تتفوق على الحروب العالمية الكبرى بسعة رقعتها الجغرافية وعمق مصالحها وقوة تأثيرها وسرعتها التدميرية الفائقة. وقد تبدو هذه الحروب شيئا غير ذي بال، لأنها غير مترابطة جغرافيا وزمانيا، تحدث هنا وهناك، في هذا الحين أو ذاك. لكنها من الناحية الموضوعية كل واحد، لا انفصال فيه. فنحن الآن أمام حرب جديدة، لها شكلها الجديد وأساليبها وطرقها الجديدة، لكنها من حيث المحتوى: الأهداف والنتائج، لا تختلف عن غيرها من الحروب. فلم يقتصر مشروع الحرب على المعارك المباشرة: أفغانستان، العراق، ليبيا، يوغوسلافيا، الصومال، بل تعدتها الى الحروب بالنيابة: الحرب العراقية الإيرانية، حرب الكويت (هي حرب لصالح أميركا في اعتقادي، كان ضحيتها المباشرة الشعب العراقي والشعوب الخليجية أجمع)، حروب اسرائيل كافة، حرب اليمنين. إضافة الى حروب أميركا الجنوبية وشرق آسيا الأهلية، وطوق الحصار الاقتصادي والعسكري المفروض على عدد كبير من المجتمعات، التي يراد إعادة هيكلة بناها السياسية والثقافية لمصلحة المنتصر الجديد. ولا يتوقف الأمر على ذلك، فحتى الدول التي تنتسب الى "معسكر الخير" تتعرض الى انتهاكات فظة جعلتها تفقد رغما عنها جزءا أساسيا من أمنها، الذي هو أثمن مكتسباتها التاريخية بعد حروب جنونية استمرت لعقود، وتفقد قدرا كبيرا من حقوق أبنائها ومن تقاليدها في مجال حماية حقوق الفرد والمجتمع، التي هي أيضا ثمرة ناضجة من ثمار نضال الإنسان الخيّر وسعيه التاريخي من أجل بناء إنسان حر، مستقل، متسامح، مكتف ماديا وروحيا. فقد ظهرت سجون في أوروبا وبقاع كثيرة من العالم تدار لصالح الدولة الاستبدادية، وأخذت إعادة إحياء عمليات تجنيد المرتزقة الدوليين طابعا شرعيا حتى في البلدان التي تتناقض هذه الممارسات مع دساتيرها، كأسوج. وكُشف حديثاً عن انتهاكات مستمرة للأجواء وللمطارات الأوروبية، ادعى قادة أوروبا أنهم ليسوا على علم بها! ولم تسلم البيئة والطبيعة وحتى الحيوان من انتهاكات القوة الاستبدادية الكبرى، حيث جرى خرق قوانين صيد الحيتان، ومعاهدات تنظيم صيد الفقمة ورعاية المحميات الطبيعية. أي أن البشرية تخسر يوميا جزءا كبيرا من تقاليدها الإنسانية، التي اكتسبتها خلال العصور الماضية، ومنها تلك التي اكتسبتها خلال مرحلة التنافس الحاد مع العدوّ السابق، الشيوعي، والتي قُبل بعضها على مضض حتى القوى الأوروبية اليمينية، كتنازلات في معركة اسقاط الخصم الايديولوجي. وهذا يعني أن القوة الاستبدادية الكبرى، بالحرب المباشرة أو الحروب المستترة، تقف بشكل سافر ضد مصالح البشرية كأفراد وجماعات، وفي موقع معاكس لطموحات الأمم في الاستقلال وفي البحث عن عالم أكثر عدلا وأمانا وكفاية.
إذاً، نحن أمام مستبد تاريخي عملاق، يريد الإفادة من منجزات الاستبداد التاريخية، التي خبرتها البشرية على مر العصور، باسم القوة التمدنية العظمى. نحن أمام معدة دولية تخلط في جوفها خصائص القوة السافرة الموروثة من العصور القديمة ومشاريع تمدين البرابرة، التي رافقت الفتوحات الاستعمارية، من دون أن تتخلى عن الإلهام الإلهي، وإن يكن في مسحة دينية عصرية. إن الحرب في هذا المعنى هي التعبير الجوهري عن فكرة المستبد الكبير، الدولي، كمقابل للديكتاتور المحلي. إنها عولمة للاستعباد!
إنها عولمة تتنفس هواء العداء والتحارب والترفع والغطرسة، وتوقظ النزعات الأصولية، والدوافع الأكثر وحشية في الإنسان، وتحيي السلوك التكفيري لدى الخصم، وتؤزم علاقات البشر عالميا، وتسمم مناخ التبادل الثقافي الحر بين الأمم المختلفة. إنها عولمة الشر!
لذلك أرى أن السعي من أجل تفكيك بنية الديكتاتور المحلي لا يمكن أن ينجز على نحو عميق وإنساني من دون توضيح الحدود الفاصلة بين سلطة الديكتاتور المحلي والديكتاتور الدولي. ما نقاط الالتقاء والتعارض؟ وأين تكمن التقاطعات ونقاط التوافق في المصالح؟
وحينما نأتي الى التفسير الحسي، العياني، لعلاقة المستبد الكبير بالمستبد المحلي، يظهر لنا نموذج القذافي، كمثال ناطق على زيف تصادم المصالح، وزيف شعارات التمدين، التي نصطلح عليها اليوم بـ "تصدير الديموقراطية" أو "صدام الحضارات"، والتي كانت تسمّى في الحقبة الاستعمارية التقليدية تصدير الحضارة.
إن أبرز ما يميز الدولة المستبدة، الكبيرة، ومن نماذجها المصغرة جنوب أفريقيا، اسرائيل، أنها توجه استبداداها نحو الخارج بدرجة أساسية، على الضد من المستبد المحلي، الذي يوجه استبداده نحو الداخل. وحتى خطواته الخارجية، لا تختلف في جوهرها عن فاعلية الاستبداد الداخلية، ونموذج ذلك صدام حسين وحربا الكويت وإيران.
إن البحث عن سبل للاجتثاث جذور الديكتاتوريات الإجتماعي والثقافي تعيدنا مرغمين الى السؤال التقليدي الذي هجرناه طوعا: من يقوم بعملية تفكيك بنية الديكتاتورية ووفق أي شروط؟ لقد تغيرت، بتغير أدوار القوى الدولية في عالمنا المعاصر، أسس جوهرية عديدة من قوانين النضال الوطني والسياسي، فأصابت كثيرين بالإرتباك وأفقدتهم بوصلتهم. وهذا الأمر يسري على الجميع، على من كان يُعرف باليسار أو اليمين، من الشيوعيين الى الإخوان المسلمين. إن يساريا عراقيا يستعير كلمات عزت الدوري في ما يتعلق بالموقف من إيران، ويستعير مفاهيم رامسفيلد في ما يتعلق بالإرهاب، ويستعير قوانين بريمر في ما يتعلق بالمحاصصات، ويستعير لغة القوى القومية في ما يتعلق بحل المشكلات العرقية المعقدة، مثل هذا السياسي الرّث لا يستطيع إلا أن يكون ذيلا أبديا لكل مشروع ديكتاتوري محلي أو دولي. ولا يكفي لمعارض سوري أن يعادي النظام السياسي القائم في بلده ليكون نبيا ديموقراطيا معصوما، أو نصف إله، جاهز الصنع، مهما امتلك من حكمة وفطنة. إضافة الى هذا فإن تكوينات اجتماعية وثقافية متخلفة مثل القبلية والمناطقية والطائفية والعرقية والميول السلفية، والتي هي الحليف الخفي والمعلن للاستبدادين الأكبر والأصغر، للديكتاتور الدولي والمحلي، لا تستطيع أن تكون شريكا حقيقيا في بناء مجتمع بديل، في عالم سريع متغيير، شديد التعقيد.
إن فوضى القيم هي السمة البارزة التي تميز المرحلة الراهنة، مرحلة عولمة الاستبداد الخارجي. وهي سمة شديدة الوضوح على ملامح القوى السياسية العربية، اليسارية منها خصوصاً. إن فوضى القيم جزء حيوي من منظومة عمل جهاز الاستعباد الدولي، ظهرت عوارضه واضحة في التطبيق لدى القوى السياسية في مجتمعاتنا في هيئة فوضى في المعايير والمبادئ ومنظومات الأخلاق والمواقف. ولم يكن مستغربا حدوث ذلك. فهشاشة الجوهر النظري والتطبيقي لهذه القوى، جعلتها مشلولة وعاجزة عن تبديل اتجاهاتها السلوكية والفكرية في عالم تبدلت فيه أوراق اللعبة السياسية تبدلا سريعا وحاسما وجذريا. إن التحجر وفقدان الأصالة النظرية والتطبيقية، الذي طبع هذه القوى في مرحلة صراع القطبين الدوليين، يظهر الآن في صورة تمزق سلوكي وفكري وأخلاقي، يتطابق تماما مع جوهر سياسة فوضى القيم، التي تنشدها القوة المستبدة عالميا. لقد أفادت الدولة الاستبدادية الكبرى من خدمات فئات كانت ولا تزال وستظل موضع عداء معها، بحكم التناقض الايديولوجي، الأصوليين الإسلاميين سابقا ولاحقا، والشيوعيين الآن، ولم تبد حرجا من امكان الاستفادة من خدمات تلك الجماعات، حينما تمارس هذه الخدمات لصالح مشروعها الاستبدادي الدولي. هذه المفارقة السياسية التاريخية المحزنة تجعلنا نعود مرغمين الى بدايات الأسئلة، الى البحث عن رؤى جديدة وعن وسائل جديدة، لا عن مثل جديدة. لقد تغيرت المعايير والأسس النضال الرامية الى فكفكة الاستبداد، ولا يستطيع أي مشروع سياسي أن يكون طليعيا ما لم يحقق التوازن الدقيق بين معادلة مواجهة المستبد المحلي بكل أشكال تجلياته الحزبية والأبوية والعسكرية، وفي الوقت نفسه مواجهة المستبد الدولي بكل تجلياته السافرة والمستترة: الحرب، الغزو، الاحتلال، الهيمنة السياسية والاقتصادية والروحية، والعقاب الجماعي.
إن مواجهة الاستبداد لا تحتاج الى ذرائع بقدر ما تحتاج الى استنباط معايير جديدة لتقويم الواقع.
مرة أخرى أقول لا بد من العودة الى الأسئلة التقليدية المتعلقة بالنضال من أجل مواجهة الاستبداد، التي ضاعت في ظل الفوضى السياسية وما رافقها من فوضى القيم، التي ولدت بسبب التخلخل التاريخي الناشئ من جراء سقوط قوة دولية عظمى وتسيّد أخرى بقيادة العالم سياسيا، وأبرز هذه الأسئلة السؤال المتعلق ببدائل الديكتاتورية السياسية والتنظيمية، وببدائل الديكتاتورية الروحية والعقلية والأخلاقية. إن فوضى القيم والمفاهيم، الفاشية الآن (من فشا) ما هي إلا عناصر مرحلية عابرة وسلبية في سلّم إعادة تجميع الفكر والمواقف تاريخيا. وهي عناصر قلق واضطراب تفيد منها القوى الاستبدادية الكبرى والمحلية أكثر مما يفيد منها المتنورون الانسانيون الساعون الى ايجاد مجتمعات عصرية حيّة ومتوازنة داخليا وفاعلة عالميا، مجتمعات قابلة لأن تقود نفسها باستقلال تام عن هيمنة المستبد الكبير، وأن تصون خصوصياتها الوطنية وتحمي سياسيا وقانونيا واقتصاديا وثقافيا حقوق المواطن الفرد، بقدر حمايتها لمصالح المجتمع بأسره.
فلم يعد هناك متسع في عالمنا المعاصر لبناء تايوان أخرى في مواجهة العدو الصيني، أو بناء يابان أو ألمانيا أو كوريا في مواجهة الخطر السوفياتي وتقسيمات الحرب العالمية الثانية. ما يحدث الآن هو العكس. ما يحدث الآن هو جر البلدان التي خرجت من محور الشر التاريخي (اليابان وألمانيا)، والتي دانها التاريخ، وإعادة تأهيلها لكي تكون أداة للحرب ضد محور شر مستحدث. إنها إعادة ترتيب لمحاور الشر التاريخية. إن أزهى ما يمكن تقديمه الآن هو النموذج العراقي والافغاني، وهما نموذجان يذكّران ببداية ولادة النماذج الاستعمارية القديمة الفوقية، المشوهة، التي خلقتها الدول الاستبدادية الكبرى في عصر الفتوحات الاستعمارية، في مرحلة ما قبل اكتشاف الصورة التلفزيونية والانترنت: جنوب اليمن والهند والسودان وغيرها.
إن تصادم الديكتاتوريات عسكريا، من دون وجود أسس منطقية تجيز أخلاقيا وسياسيا وقانونيا هذا الشكل الاستثنائي من الصدام المحفوف بالأخطار الكبيرة، يضعف الى حد كبير عوامل نهوض القوى الديموقراطية المحلية بشكل مستقل وحر وفاعل، على عكس ما يطرحه أنصار الحرب والاحتلال. إنها تكرار سمج لعمليات إعادة الإعمار التاريخية الفاشلة والدموية، التي مارستها الدول المنتصرة في حروب سابقة، ضد أعداء مستبدين، كالدولة العثمانية مثلا. فهذا التصادم، في شكله العسكري المباشر، إضافة الى أعبائه الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والأخلاقية والحقوقية الثقيلة، يعزز مشاعر الاستبداد والسلفية والتفكير العدائي والتمزق الوطني محليا، وينشر مبادئ عدم التسامح والقسوة والتفريط بالحقوق الديموقراطية المتحققة عالميا، كما أنه يقوي من تحالف الشرائح الأكثر تخلفا دوليا في البلدان الديموقراطية مع التكوينات السياسية والاجتماعية التقليدية المتحجرة، التي هي الأساس الجدي في إعاقة عملية التقدم الإجتماعي. إن مقابلة مستبد دولي بآخر محلي من طريق العنف والغزو تُسقط عن الثاني قدرا كبيرا من شروره، وتقلل بشكل صارخ من حجم بشاعته. فالجانب الأخلاقي والقانوني للصراع يختل لصالح المستبد المحلي، مما يضعف الأساس المنطقي الذي تتحرك عليه القوى الحقيقية المناهضة للديكتاتورية. فالتاريخ البشري وتاريخ الفكر لا يتحرك عن طريق تصادم الأجسام الفيزيائية في الفراغ، بل من طريق صدام عناصر إجتماعية، لها ردود أفعالها، ولردود الأفعال هذه سلسلة من عمليات التأثير في الوسط الاجتماعي المحيط. فالمجتمعات ليست كتابا نظريا تعاد صياغته على أيدي خبراء أجانب، صحبة قرّاء محليين. مثل هذه التغييرات الخيالية لا توجد إلا في دهاليز الفكر السكوني، والعقل الاستبدادي المتحجر. إن المشروع الاستبدادي العالمي يحمل في تكوينه تناقضات سياسية وحقوقية وأخلاقية عميقة، لا تمكنه من أن يكون نموذجا واقعيا، متجانسا، للتحول السياسي والاجتماعي. على العكس، فهذا النموذج لن ينجب سوى أبناء محليين مفرغين تماما من القيم الحقيقية الأصيلة، مصحوبين بموجات حادة من الفكر السلفي والظلامي.
إن تفكيك المؤسسة الديكتاتورية المحلية، كعملية داخلية، يرتبط جوهريا بعملية إعادة بناء المجتمع حقوقيا واجتماعيا وثقافيا. وهذا لا يتم إلا بانفصال صريح عن مشروع القوى العالمية اليمينية المعادية لديموقراطية المصالح الدولية، والتي تتحكم بسياسة الدولة الاستبدادية الكبرى. كما أنه لا يتم إلا باتصال عميق بقوى الخير والسلام والحرية في بلدان الديموقراطيات المتحققة، بما في ذلك الجماعات المعادية لاستبداد الدولة العظمى في الدولة العظمى نفسها. وكل ما عدا ذلك وهم من صنع قادة الجند الدوليين ومن خلفهم قادة المؤسسات المالية الكبرى وحلفائهم القادة المحليين الصغار.
إن سقوط الحقبة الايديولوجية عادت بالإنسان الى حقب القوة السافرة، وعادت بالموقف من الآخر الى صورته الاستعمارية الأولى: تهذيب البرابرة. إن صيغ تصدير الديموقراطية على يد قوى، تعدّ رجعية بمقاييس القوى الأقل ميلا الى الاستبداد في بلدها نفسه، وبمقاييس التطور البشري الذي أحرزته شعوب بنت ديموقراطيات حقيقية، إنما هي عودة علنية الى مبادئ التمدين الاستعماري، التي رافقت الفتوحات الاستعمارية قبل قرون خلت، مع إختلاف شكلي وحيد. فعلى أنقاض الصراع التاريخي الدموي بين المتحضر والبربري، الذي كان شعار الحقبة الاستعمارية القديمة، تصوغ الدولة الاستبدادية الكبرى الراهنة الشعار القديم، "نحن أو هم"، في صيغة جديدة: حراس العدالة الكونية مقابل الزمر الإرهابية!
لذلك يبدو جورج بوش كمستبد دولي - رغم اختلافه الكبير مع خصومه المحليين، ورغم انتسابه الى بلد يقف على قمة الهرم العالمي صناعيا واقتصاديا وإداريا - كما لو أنه الوجه الآخر لمستبد محلي هو صدام حسين. أما رامسفيلد فهو الصورة الدولية المكبّرة لعلي الكيماوي.
وهنا، في حلقة المستبدين الصغار والكبار، لا وجود لشعراء أو كتّاب قصص عاطفية أو بناة ممالك خيالية حالمين. لا وجود لتولستوي وريمارك وأون وباربوس وهمنغواي ومالرو. هنا لا توجد سوى المصالح الشريرة وما يرافقها من أفعال شريرة وما يكسوها من ثقافات شريرة.
إنها حقيقة مرعبة. لكننا مرغمون على تقبلها، لأنها الحقيقة الوحيدة الصادقة الماثلة أمامنا.
بدون إدراك هذه الحقيقة والقبول بنتائجها المحزنة لا يمكننا أن نؤسس مملكة عادلة على أنقاض المستبد المحلي، سواء أكان هذا المستبد ديكتاتورا أو عقيدا، أو زعيم طائفة، أو مجرد قاطع طريق أحمق.

( مساهمة الكاتب في العدد الفكري العربي الخاص, عن الاستبداد, للملحق الثقافي لجريدة النهار اللبنانية



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرائز مسلّحة - ملاحظات على مقالة: أي نزار قباني يسلسلون ورسا ...
- أول حرب جنسية في التاريخ
- ارحلوا ايها الكلاب
- من كتب روايات صدام حسين؟ صدام يلقي خطابا على نفسه والذاكرة ت ...
- قراءة في روايات صدام حسين..دكتاتور كبير وقارئ كبير
- حكومة ننسحب, ما ننسحبشي!
- الله ساخرا!
- شكر المحتل, وشكر صدام ! ؟
- مزاد علني في الهواء الطلق
- وداعا زهرون...نم شفيف الروح يا بطل هذا الزمان!
- من يذكر طه حيدر؟
- صيادو رؤوس سويديون يتوجهون الى العراق
- إنهم لا يحصون الجثث
- أما آن الأوان لكي يعود طائر الثقافة المهاجر الى عشه؟
- أبو طبر
- النهلستي الأخير! دفاع مع سبق الإصرار عن سعدي يوسف, دفاع عن ذ ...
- زهرة الرازقي: رواية عن الحرس القومي
- أطفال الحرب
- ليس مباحًا أن يكون المرء طويلا في بغداد
- رحل فدائيو صدام, جاء فدائيو بوش!


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام عبود - عولمة الشر وتفكيك الديكتاتورية