أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام عبود - حكومة ننسحب, ما ننسحبشي!














المزيد.....

حكومة ننسحب, ما ننسحبشي!


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 10:52
المحور: كتابات ساخرة
    


لعنة الله على السياسة!
للمرة الألف أجد نفسي حائرا, ضعيف الإرادة في مواجهة لعبة الكتابة السياسية, ولسان حالي يقول: " أكتب واللا ما اكتبشي!"
لم يعد الأمر محتملا, قررت أن أكتب حينما وصل الى سمعي خبر يتحدث عن "انسحاب وعدم انسحاب" القوات البلغارية من العراق.
فقد صرح مسؤول بلغاري رفيع - هو سمين جدا في الواقع- أن قوات بلاده لن تنسحب من العراق إلا بعد مشاورة حلفائها. جاء هذا التصريح بعد يومين , لا غير, من تصريح مصدر في الحكومة البلغارية يقول عكس ذلك تماما.
بعض الطيبين سارعوا الى تفسير هذا التراجع السريع قائلين: لقد خافوا من أميركا.
وأنا أقول: لم يخافوا من أحد, لا من بوش ولا من غيره. لقد فعلوا ذلك بشجاعة عالية, وبقدر كبير من الارتياح السياسي والهدوء النفسي.
ولكن, لماذا هذا العدول المفاجئ عن قرار الانسحاب؟
من يعود قليلا الى الوراء يجد أن بلغاريا, خلال السنتين المنصرمتين, قررت مرارا أن تنسحب. لكنها قررت, مرارا, في عين الوقت, أن تتشبث بعدم الانسحاب. هذه "الحزورة" البلغارية, مارسها مع حكام العراق البولنديون والأوكرانيون والجيورجيون, وحتى أرمينيا التي لا تملك في العراق سوى تسعة وثلاثين عسكريا. لقد سمع الجميع, قبل أشهر, تصريحات وزير الدفاع البولندي مهددا بالانسحاب, أعقبه مباشرة تصريح لبرلماني كبير بعدم الانسحاب, رافقته زيارة مباغتة لمسؤولين بولنديين كبار الى العراق. ثم سمعنا بتصريح الرئاسة البولندية القاضي بالانسحاب, الذي أعقبه بعد يومين تصريح من مصدر حكومي بعدم الانسحاب. مثل هذا كررته هولندا والدانمارك وإيطاليا ودول عديدة, بما في ذلك بريطانيا العظمى, التي لا تحبذ الانسحاب من مستعمراتها, إلا بعد أن يتعفن وجودها وتمنى بهزائم عسكرية وسياسية وأخلاقية منكرة.
لعبة الانسحاب"ننسحب لو ما ننسحبش" نجد تفسيراتها في فضيحة الطائرة المحملة بالدولارات, التي سيرها الى لبنان وزير الدفاع العراقي السابق, وترتبط بصفقة الطائرات "السكراب" التي عقدتها بولندا مع حكومة العراق الجديد, وترتبط بصفقات إعمار وهمية عقدتها الحكومة العراقية مع ممثلين للدول المحتلة, عقدتها على حساب قوت الشعب وحياته ومستقبله وأمنه, تحت هاجس الهلع والخوف من انسحاب القوات الأجنبية. هذا الخوف اتخذه بعض لصوص السياسة الدولية وسيلة فعالة لابتزاز السياسيين العراقيين ولسرقة لقمة العيش من أفواه العراقيين كافة.
ولكن, من أين جاءت فكرة الابتزاز هذه؟ عن هذا يجيبنا وزير خارجية العراق قائلا: "انسحاب القوات الأميركية كارثة".
نعم, صدقت. كارثة, وأية كارثة!
كارثة لكل من يحتمي خلف الدبابات الغازية بدلا من أن يحتمي بالشعب, كارثة لمن يوزع ثروات الشعب على لصوص دوليين, في الوقت الذي يبقى فيه الشعب جائعا مهددا بالارهاب الظلامي وبقوات مكافحة الكوارث الأجنبية.
لقد تعلم سياسيو بولندا وبلغاريا وغيرهم اللعبة من قادتهم الجدد: الأميركان. فالأميركيون يعرفون جيدا مقدار الهلع الذي يعشش في قلوب صنائعهم المحليين, الذين تسابقوا , على طريقة الديكتاتور المقبور, الى تقديم ثروات العراق, رشوة دولية, في كوبانات جديدة اسمها "ننسحب, ما ننسحبش".
أقول: تعلموا اللعبة من الأميركان. فمن يراقب تصريحات الأميركان يجد أنهم بعد كل تصريح بالبقاء وعدم الانسحاب يصدرون تصريحا مضادا على لسان قائد أميركي آخر يهمس بالرحيل. لعبة التخويف الأميركية هذه, التي تهدد رزق الحكام العراقيين, طبقها بوش حتى على كتابة الدستور. فهو يريد علما يلوح به أمام شعبه في هيئة دستور. ولا تهمه درجة توافق العراقيين في صياغته وإقراره, لا يهمه مضمونه, سواء نص على وضع الأسس التشريعية لاجتثاث الديكتاتورية أم لم ينص, سواء شرع الأسس القانونية لوأد التسلط القومي والعرقي والطائفي والمناطقي البعثي أو غير البعثي, الصدامي أو غير الصدامي أم لم يشرع, وسواء نص على الاسلام كمصدر أساس أم لم ينص, وعلى كون الجيش جيش مليشيات عرقية وطائفية أم أنه جزء من جهاز الدولة المركزية! ما يهمه هو أن ينجز له أطفاله الأبرياء, سياسيو العراق, إضمامة ورق يقدمها بدوره الى شعبه, كإثبات وحيد, يؤكد فيه انتصاره الوهمي على أعداء الحادي عشر من سبتمبر.
إنها حسابات أميركية صرفة, محددة بمواعيد وغايات استعبادية دقيقة. إنه دستور الحادي عشر من سبتمبر, دستور "ننسحب لو ما ننسحبش"
إن الحكومة العراقية تدرك جيدا, أنها "مرغمة" على تقديم دستورها قبل الحادي عشر من سبتمبر, يوم الاحتفال المجيد بحصر الارهاب في شوارع العراق وبيوت العراقيين, وبخلاف ذلك ستعلن أرمينيا أنها ستنسحب فورا من العراق.



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله ساخرا!
- شكر المحتل, وشكر صدام ! ؟
- مزاد علني في الهواء الطلق
- وداعا زهرون...نم شفيف الروح يا بطل هذا الزمان!
- من يذكر طه حيدر؟
- صيادو رؤوس سويديون يتوجهون الى العراق
- إنهم لا يحصون الجثث
- أما آن الأوان لكي يعود طائر الثقافة المهاجر الى عشه؟
- أبو طبر
- النهلستي الأخير! دفاع مع سبق الإصرار عن سعدي يوسف, دفاع عن ذ ...
- زهرة الرازقي: رواية عن الحرس القومي
- أطفال الحرب
- ليس مباحًا أن يكون المرء طويلا في بغداد
- رحل فدائيو صدام, جاء فدائيو بوش!
- الاحتلال العراقي لأميركا
- ســقـط صــدام هــل يـســقـط الـحـزب؟
- مــوســيـقــيـو الـحــدائــق
- أيـفــنـد يـونـســون الـحــلـم الاوروبــي فـي الادب الاســوج ...
- القيادة الكردية العراقية الحاكمة بين خياري الفيدرالية والحرب ...
- صرخة من أجل العراق


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام عبود - حكومة ننسحب, ما ننسحبشي!