أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام عبود - إنهم لا يحصون الجثث














المزيد.....

إنهم لا يحصون الجثث


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1065 - 2005 / 1 / 1 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


إنهم لا يحصون الجثث
صباح الخير أميركا!
مساء الخير يا بغداد!

سلام عبود

صباح الخير أميركا! أوقاتك كلها فل وصباحات مضيئة, فأنت الوريث الأوحد لإمبراطوريات ما كانت تغيب عنها الشمس أبدا.
صباح الخير للاستقلال, لنصب الحرية, لحرب التوحيد الوطنية, لتوماس جفرسون, لمارتن لوثر كنغ, للحقوق المدنية والمجتمع المدني.
صباح الخير للهامفي تتمخطر في أزقة مدينة الصدر الموحلة, للأباتشي التي حلت محل الحمام في سمائنا, لأف 16 وقاذفات ب52 وقنابلها الديموقراطية ذوات الطن ونصف الطن.
صباح الخير للقنبلة الذكية والقنبلة الضاحكة.
صباح الخير لجلادي سجن" أبو غريب" وغوانتانامو.
صباح الخير لثلاثة ملايين فيتنامي صرعتهم قذائفك, لآلاف البشر في ناكازاكي وهيروشيما دشنت بهم الحرب النووية.
صباح الخير على أميركا اللاتينية وهي تصارع عواصف انقلاباتك المضادة لأماني شعوبها.
صباح الخير لحرب الكواكب.
صباح الخير للحروب عن بعد.
صباح الخير لحرب العملاء بالنيابة.
صباح الخير على مئة الف عراقي قتيل, فضحت أعدادهم مجلة لانست في 20-10-2004,
صباح الخير على جواب جنرالات البيت الأبيض عن الفضيحة قائلين:
"نحن لا نحصي الجثث!"
صباح الخيروالحرية عليك وعلى جنرالات يستنكفون إحصاء الجثث,لكنهم يدمنون التلذذ والعبث بها!
# # #
وأنت, بغداد, يا ذات الضفائر الخضر الطوال!
مساء الخير وإن كان صباحا.
مساء الجمار والجوري والفواخت الموجوعة.
مساء العتمة يا وطن الشعلة الأزلية.
مساء الخير وأنت تتسربلين بالظلمة وتتدثرين برد الشتاء.
مساء الخير حينما تشترين بالدولار, من مملكة الأردن, نفطك الجمهوري المنهوب بالمجان.
مساء الخير وأنت تعودين, بفضل القادمين على ظهور الدبابات, الى زمن الفانوس السحري.
مساء الخير علي بابا, مساء الخير أيها الألف حرامي!
مساء الخير حينما يكون رئيس وزرائك "قلقا جدا" بشأن عملية إعدام جريح عراقي في مسجد على يد جنود المارينز, ومساء الخيرلإصراره على مناقشة الامر مع قائد القوة المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال جورج كيسي.
مساء الخير حين يُودع وزير عدلك أبناءك الأسرى "عهدة" لدى جلادي سجن "أبو غريب".
مساء الخير حينما ينظر وزير دفاعك الى قبة الإمام الحسين بعين الحجاج, والى إيران بعين جنرالات الديكتاتور, والى سوريا بعيون مشعلي الحرائق.
مساء الخير حينما يقرأ وزير حقوق الإنسان في جمهوريتك المظلمة, مثل رئيس للسجانين في حصن للقراصنة, بيانا يعلن فيه وجود أكثر من سبعة ألاف معتقل من بنيك في "عهدة" الحلفاء.
مساء اللعنة حينما تسمعين أبناءك المنفيين, الذين قضى بعضهم نصف قرن من عمره في بلدان الديموقراطيات الأوروبية, ولم يتعلموا شيئا, يطالبون بقائمة انتخابية واحدة, تضم الأصفر والاخضر والأسود والأبيض, تضم اليسار واليمين والوسط. منفيوك يطالبون بدكتاتورية المحاصصة. يطالبون بتحول العملية الديموقراطية الى شوربة انتخابية.
مساء الخير حينما يعلن موقع للانترنيت عن بث شريط لحفلة قطع الرؤوس, متمنيا للمشاهدين وقتا ممتعا وسعيدا, مليئا بالدم والسواطير.
مساء الخير حينما يبتكر المفخخون- بعد السيارة المفخخة والمنزل المفخخ- وزيرا مفخخا, وربما عقالا مفخخا.
مساء الخير حينما يزورك رئيس دولة أجنبية, وُتتركين معه وحيدة, حيث لا رئيس جمهورية, ولا رئيس وزراء, ولا نوابهما, ولا حتى وزير خارجية أو داخلية يعينك على تحمل حياء اللقاء بالغرباء.
مساء الخير حينما يعلن أتحاد الأدباء الأكراد انفصاله عن اتحاد أدباء العراق, ولا نرى كلمة واحدة من مثقف عراقي واحد تعلق على الأمر, بكاءً أو ضحكا.
مساء الخير حينما تطلق قوات الاحتلال, لدواعي السفر, سراح موقع بابل الأثري, بعد اعتقال دام عشرين شهرا. ومساء الخير حينما يبث وزير ثقافتك الخبر فخورا, كجزء من حملته الانتخابية.
مساء الخير حين تكرر عصابات اللصوص, المتخصصين جدا في سرقة آثار أجدادك, أنباءً عن سرقة آلاف القطع الأثرية في جنة الأمن والأمان, حيث تحرس المليشيات الملائكية الأرض والسماء الكردستانية.
مساء الغم والعتمة حينما لا يبقى في محافظة ميسان من العوائل المسيحية سوى ثلاث وعشرين, ومن الصابئة سوى بضع مئات.
مساء الخير حينما تعلن السويد شرعية تحويل ضباطها المسرحين من الخدمة العسكرية لأسباب اقتصادية الى متعاقدين أمنيين وصيادي رؤوس, معدين للتصدير الى العراق برواتب خيالية.
مساء الخير حينما يوافق برلمان وحكومة أرمينا على رفد جيش الاحتلال المكون من ربع مليون جندي ومستخدم بتسعة وثلاثين جنديا أرمينيا إضافيا, كي يتم توزيع دماء أبنائك, بعدالة وديموقراطية, على القبائل المتحالفة, صغيرها وكبيرها, حقيرها وعظيمها.
مساء الخير حين يتحول ترابك الى أكبر حاوية نفايات كونية لمخلفات الحروب من معدات وبشر وذخائر ومشاريع نهب دموية سافرة وأفكار مبتذلة.
مساء الأحزان يا بغداد, حينما يعزي جلال الطالباني نائبَ السفير الأميركي في العراق نائحا:
وا حزناه! انفطرت قلوبنا. لا تبتئسوا,نحن نحصي جثث قتلاكم ويشرفنا أن نبكي عليها, نيابة عنكم, إن شئتم.
نعم المهنة!
هو يُحصي, يا بغداد, وهم يَقتلون.
# # # #

مساء الخير أيتها الأم والأخت والحبيبة الصابرة!
مساء الخير يا أرق المدن وأقساها.
مساء الحزن,
مساء البرد,
مساء الشمم,
مساء الإباء, يا نخلة عصية في برية العابرين.



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن الأوان لكي يعود طائر الثقافة المهاجر الى عشه؟
- أبو طبر
- النهلستي الأخير! دفاع مع سبق الإصرار عن سعدي يوسف, دفاع عن ذ ...
- زهرة الرازقي: رواية عن الحرس القومي
- أطفال الحرب
- ليس مباحًا أن يكون المرء طويلا في بغداد
- رحل فدائيو صدام, جاء فدائيو بوش!
- الاحتلال العراقي لأميركا
- ســقـط صــدام هــل يـســقـط الـحـزب؟
- مــوســيـقــيـو الـحــدائــق
- أيـفــنـد يـونـســون الـحــلـم الاوروبــي فـي الادب الاســوج ...
- القيادة الكردية العراقية الحاكمة بين خياري الفيدرالية والحرب ...
- صرخة من أجل العراق
- صـدام عـمـيــلاً تـمـحــيـص الـمــصطلـح
- منابع الديكتاتورية.. صدام نموذجاً هل صنعته الطفولة أم صنعه ح ...
- عــلّــوكــي
- ظاهرة مقتدى الصدر: الجذور, الأسباب, النتائج
- مـن الـثــــورة الـى الـدولـــة
- يـوميات عربـيـة في أسـوج مـن الثورة الـمؤدبة الى الثورة الخج ...
- الـشــاعـرة الأســـوجـيــة اديـث ســودرغــران تـكـســر جــلـ ...


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام عبود - إنهم لا يحصون الجثث