أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - صعود القبلية والطائفية وجمود الدولة الوطنية المدنية!؟















المزيد.....

صعود القبلية والطائفية وجمود الدولة الوطنية المدنية!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل غياب دولة مدنية فعلية من الطبيعي جدا أن تنتعش الطائفية والقبلية في مجتمعاتنا لتمارس بعض وظائف الدولة !
(تشخيصي الشخصي لتوقف نمو مشروع الدولة الوطنية المدنية في بلداننا !)
*********************
لست ضد (القبيلة) كمؤسسة اجتماعية طبيعية ومرحلية (*) بصورتها البدوية او القروية واتفهم اسباب وجودها واستمرارها في ليبيا وعدة بلدان عربية مشابهة حتى اليوم ولكن عاجلا او آجلا علينا مساعدة المؤسسة القبلية على الرحيل بشكل تدريجي وطبيعي وهادئ شاكرين دورها في الجهاد وطالبين منها اخلاء الساحة للدولة الوطنية والمجتمعات المحلية والقيم المدنية !، اما العائلة فهي مؤسسة اجتماعية خالدة ومقدسة ودائمة ستستمر الحاجة اليها الى يوم القيامة بل وقد تستمر حتى في الجنة !! ، واليك تفصيل هذه القناعات :

إن المجتمع المديني هو مجتمع أهلي محلي (الاهالي) وليس مجتمعا قبليا ولا طائفيا ، وبصراحة ، وفي فهمي لحركة التاريخ ونمو المجتمعات والحضارات البشرية ، القبيلة كمؤسسة اجتماعية كانت قد أملتها ضرورات طبيعية مرحلية متعلقة بمراحل النمو الطبيعي للمجتمعات البشرية من الاشكال والعلاقات والمؤسسات البسيطة الى الأشكال والعلاقات والمؤسسات المركبة فالأشد تعقيدا ، فوجود القبيلة كمؤسسة اجتماعية أملته ملابسات الحياة البدوية والصحراوية والريفية والقروية وأملتها كذلك مسألة غياب مؤسسة الدولة الوطنية المدنية غيابا ماديا بنيويا هيكليا او غيابا معنويا ووظيفيا وفعليا (الدولة الحاضرة الغائبة او المغيبة!) ، فالقبيلة كمؤسسة اجتماعية جماعية وغطاء اجتماعي للأفراد والعوائل هي مرحلة تاريخية وحضارية مؤقتة من مراحل عمر الشعوب والمجتمعات والأمم مرتبطة بعدم توفر الدولة المدنية المعاصرة، ولا يكفي التجمع العمراني الحضري القروي او المدني القار وحده في انهاء وجود القبائل كمؤسسات اجتماعية فحتى (أثينا) وهي نموذج (دولة المدينة) في العصر الاغريقي بل وفي حقبة تطبيق أول نظام ديموقراطي في العالم كانت تقوم على اساس المحاصصة القبلية !! ، فديموقراطية أثينا ديموقراطية قبلية تقوم على اساس المحاصصة في توزيع السلطة على قبائل اثينا الاثنا عشر !! ، ولن تنتهي المؤسسة القبلية الا اذا وجد من يتولى أداء وظائفها ومبررات الحاجة اليها بكفاءة وفاعلية أكبر وأفضل ، وبالتالي استمرارها في اي مجتمع معاصر دليل على تخلف ثقافي وحضاري اصاب نمو هذا المجتمع الوطني/القبلي!!! ، أي عجز المجتمع الوطني عن بناء مؤسسات بديلة وفاعلة تحل محل مؤسسة القبيلة !! ، فالقبيلة كمؤسسة اجتماعية ليست كالعائلة ، فالعائلة سواء العائلة بمعنى الأسرة البسيطة (الزوجين والأولاد) او الاسرة المركبة من ذوي الرحم (الاقربين)(الأجداد والاحفاد والاخوال والأعمام المباشرين) هي مؤسسة اجتماعية انسانية دائمة لصيقة بالمجتمعات والحضارات الانسانية في البدو والحضر منذ بداية ميلاد المجتمع البشري منذ آدم وحواء عليهما السلام حتى نهايته يوم القيامة! ، ومن يدري!؟ فقد تستمر مؤسسة العائلة حتى في الحياة الآخرة في الجنة ! ، اما مؤسسة القبيلة فأملتها وبشكل طبيعي ضرورات الحياة البدوية والصحراوية والريفية والقروية في غياب مؤسسة الدولة الوطنية المدنية لأن الافراد يحتاجون الى غطاء اجتماعي قومي وسياسي وحكومي يحميهم ويرعاهم ويفصل بينهم بالعدل فيما شجر بينهم ! ، فهذا مبرر اساسي لمؤسسة القبيلة فهي في حقيقتها وطبيعتها الاولى عبارة عن دولة اجتماعية طبيعية مصغرة! ، لها سلطة وقيادة ودستور عرفي يحترمه الجميع ! وفي غياب الدولة بالمفهوم الوطني والمدني تصبح القبيلة هي دولة مصغرة داخل هذه الدولة التي لم يتجذر الحس الوطني والوعي المدني فيها حيث تمارس القبائل وظائف الدولة من خارج وداخل هذه الدولة (الوطنية) غير المكتملة النمو ! ، وهي وظائف ضرورية لحماية ورعاية الافراد والعوائل والجماعة ككل ، في ليبيا والعالم العربي كانت القبيلة كمؤسسة والقبلية كإحساس عاطفي وولاء وانتماء للعشيرة يتعرضان وبشكل طبيعي هادئ الى الانحسار والاضمحلال التدريجي لصالح نمو الدولة الوطنية والمجتمعات الاهلية والمحلية المدنية، وذلك مع بدايات فجر وضحى النهضة العربية وقيام الدول الوطنية مع نهاية حقبة الاحتلال وبداية حقبة دولة الاستقلال ، خلال تلك الحقبة كانت القبيلة كمؤسسة تتراجع للوراء بشكل هادئ وطبيعي تاركة الأمر شيئا فشيئا ويوما بيوم لهذه الدولة الوطنية الفتية الناشئة ، دولة المؤسسات والقانون ، التي كانت تتمتع بقدر جيد من الطموح و الروح المدنية و الليبرالية ، لكن عجلة هذا التطور الحضاري الطبيعي توقفت فجأة في العالم العربي بسبب اجهاض مشروع الدولة الوطنية المدنية ذات النفس الليبرالي المنفتح والمتعطش للتقدم العمراني والحضاري والطامحة الى اللحاق بدرب المجتمعات المتمدنة ، وكان سبب هذا التوقف او بمعنى أدق الايقاف المتعسف هو موجة وموضة المد القومي الوحدوي الاندماجي الثوري المرتبط بالفكر الاشتراكي من جهة وبالحكم الديكتاتوري الشمولي والعسكري من جهة اخرى ، عند هذه النقطة توقف نمونا الطبيعي!! ، وتجمد نمو مجتمعاتنا العربية ، وخصوصا في المدن والحواضر العربية الكبرى ، هذا النمو السياسي والحضاري الطبيعي الذي يفترض أنه كان سينقلنا من مرحلة المجتمعات القبلية والريفية والقروية والدولة الأبوية الى مرحلة المجتمعات الوطنية المدنية كما حصل في مجتمعات اوروبا وامريكا الشمالية ، لكن للأسف الشديد ، تم وبإرادة سياسية ثورية قاهرة وأيديولوجيات شمولية ظاهرها التقدم والمعرفة ومحتواها التخلف والجهل ، ايقاف عجلة هذا النمو الطبيعي والتطور الحضاري للمجتمعات العربية حيث استولت هذه القوى الثورية والعسكرية والشعبوية المؤمنة بالوحدة العربية الاندماجية والفورية وبالاشتراكية كنظام اقتصادي على الحكم وقيادة الدولة وادعت انها ستقفز بهذه المجتمعات المتخلفة فوق المراحل نحو التقدم الحضاري بطريقة ثورية ، تلهب المشاعر وتبهر الابصار وتذهل الرجعية والاستعمار !! ، فكانت نتيجة هذه القفزات الثورية والشطحات الطوباوية والنزعات الشعبوية هو سقوط هذه المجتمعات في هاوية الاستبداد والفساد ثم التطرف الديني كرد على التطرف القومي والفشل السياسي ، وبالتالي تعطيل حركة ذلك النمو الحضاري الطبيعي التدريجي العميق الذي كان يحدث ببطء في مجتمعاتنا العربية ودولها الوطنية القطرية الناشئة عقب حقبة التحرر من الاحتلال الاجنبي (التركي والغربي) ، وهكذا تم تعطيل نمونا الحضاري الطبيعي لصالح مشروعات ثورية وهمية ظاهرها الخير والرحمة والتقدم واستعادة حيوية وشباب الامة والصعود للقمة ، وباطنها ونتيجتها الشر والقسوة والتخلف والخراب وحلول الغمة !! ، ولم تكن تلك التيارات القومية والثورية والعسكرية نتاج مؤامرات صهيونية واستعمارية كما يدعي البعض بل هو نتاج النزق وغياب الرشد السياسي وتداعيات المراهقة السياسية ، فسن المراهقة السياسية بالنسبة للمجتمعات والشعوب حالها حال سن المراهقة البدنية والنفسية عند الأفراد مشحونة بالتوتر والقلق والتهور والنزق ومعاداة الواقع والمعتاد والتطلع الحالم الرومانسي الغرير بكل ما هو لامع وبراق وغريب وعجيب بل واحيانا بكل ما هو شاذ ومتطرف !! ، ولهذا السبب تحديدا وخصوصا مع فشل مشروعات الاتجاه القومي العربي الوحدوي الثوري الاشتراكي المصحوب بحكم العسكر او الحزب الواحد أو الطائفة او العائلة ،انحسر وضمر مفهوم الدولة الوطنية والمدنية الذي كان يومذاك في طور النشوء والتطور التدريجي ، وبالتالي ، والحال هذه ، فمن الطبيعي جدا ان تعود القبيلة كمؤسسة تحمي افرادها وتحاول اثبات ذاتها الى المشهد بقوة وحيوية من جديد لتملأ الفراغ الذي تركته على الارض وفي النفوس والعقول تلك المشروعات الايديولوجية الثوروية الحالمة والفاشلة !! ، هذا طبيعي جدا في هكذا وضع تعطل فيه النمو الحضاري الطبيعي ، كيف!!؟؟ والوضع في ليبيا مثلا مع هذا السبب العام في تعطيل عجلة النمو الحضاري الطبيعي نحو التمدن والتقدم في العالم العربي يتضمن سببين وعاملين إضافيين وهما :
(1) أولا طفرة النفط من جهة والتي اغرت اهل الريف والبوادي بالزحف نحو المدن الكبرى للاستمتاع بخيرات هذه الطفرة النفطية في شكل مرتبات ومعونات حكومية ومساكن جاهزة توزعها الدولة على النازحين من الأرياف والبدو مجانا او بأسعار رمزية وبالتقسيط المريح جدا مما اخل ،بالمحصلة ، بالوضعية الثقافية والديموغرافية في المدن كما هو الحال في طرابلس وبنغازي، بل إنني لمست في طفولتي مظاهر ذاك التغيير وذلك الخلل والتراجع المدني القهقري في مدينة (اجدابيا) ذاتها التي قضيت فيها أغلب سنوات طفولتي مع انها كانت مدينة صغيرة لكنها كانت في ذلك الوقت كما اتذكر تنمو سريعا نحو التحضر والتمدن لولا طفرة النفط التي جعلت الناس يزحفون من القرى والريف والبوادي والواحات نحو المدن بشكل كثيف وسريع اثر سلبا على ايجابيات الثقافة البدوية وايجابيات الثقافة الحضرية على السواء لصالح سلبيات كلتا من الثقافتين حيث أدى اندماجهما القصري غير المدروس الى انجاب ثقافة هجينة داخل المدن العربية تجميع بين أسوأ ما في ثقافة وسلوك البدو وأسوأ ما في ثقافة وسلوك الحضر !! .
(2) ثانيا طبيعة وطريقة حكم الرئيس الليبي الأسبق المخلوع (العقيد معمر القذافي) لليبيا فهو بعد أن خشي على نفسه من الانقلابات العسكرية والثورية المضادة لجأ الى تأسيس تحالفات قبلية وجهوية تكون بمثابة قاعدة اجتماعية لنظام حكمه بل عمل على تهييج الحالة القبلية وتنشيطها لتنتعش وتنتفش وتحول دون التطور الحضاري والمديني الذي يعلم انه سينتهي الى المطالبة بالديموقراطية والحريات السياسية العامة فظل يردد كما تابعته بنفسي مرارا : ( نحن مجتمع قبلي اجتماعي لا تصلح لنا الديموقراطية الحزبية التعددية فهي تحتاج الى مجتمع حضاري متمدن كما في الغرب !) هكذا ردد القذافي في أواخر اعوام حكمه وظل ينفخ في بوق القبلية وروابط شباب القبائل البدوية والقروية الريفية لأنه يعلم أن ذلك يخدم أمن نظامه الشمولي الأحادي الديكتاتوري المستبد الذي يرتدي جلباب الحكم الشعبي والجماهيري المباشر الفضفاض بينما يدير أمن حكمه داخل هذا الجلباب العريض بأسلوب يعتمد على التحالفات القبلية واثارة الروح القبلية والنعرات العشائرية في المدن والريف غربا وشرقا وجنوبا ويعزز وجودها في مواجهة اي تطور وطني ومدني جدي، ولا شك في هكذا وضع ثقافي مأزوم وملغوم ووضع حضاري متخلف تنمو ظواهر التطرف الديني (السلفي) المصحوب بكراهية الديموقراطية والتمدن والحضارة !.

هذه ، اذن ، في تقديري وتفسيري الخاص، اسباب وعوامل تعطيل نمونا الحضاري الطبيعي وايقاف عجلة التمدن في ليبيا ، ويفسر استمرار دور القبيلة داخل المدن ، فالحقيقة التاريخية هي انه ليس القبيلة هي التي عتت على أمر تلك الدولة الوطنية المدنية التي نشأت بعد حقبة الاستقلال الوطني وأخذت تنمو تدريجيا بل إن غياب وفشل مشروع الدولة الوطنية المدنية للأسباب والعوامل السابق ذكرها (المد القومجي الثوروي الاشتراكاوي العربي) (ثم المد الاسلامجي لاحقا !) هو ما استدعى القبيلة في لحظة قرارها الرحيل وجعلها تعود أدراجها من جديد للمدن وللدولة بعد أن همت بعد حقبة الاستقلال أن ترحل من حيث أتت وهي تدرك انها قد ادت أغراضها الاجتماعية التي نشأت بشكل طبيعي من اجل تنفيذها وحمايتها لصالح البشر والافراد ، فالقبيلة عادت لتملأ ذلك الفراغ الرهيب الذي خلفه الفشل المريع الذي منيت به مشروعات الإنقلابيين القوميين الاشتراكيين الثوريين العرب الحالمة والمؤدلجة سواء أكانوا من العسكر (حركة الضباط الوحدويين الاحرار) أو من الأحزاب القومية الاشتراكية (الحزب العربي الاشتراكي) او هجين وخليط من هذا وذاك ، فهذا الفراغ الرهيب الناتج عن انهيار تلك المشروعات الطوباوية الثوروية المستبدة و الفاسدة هو ما استدعى بالضرورة عودة القبيلة والعشائرية والجهوية والطائفية العرقية والدينية والمذهبية بقوة الى الساحة لتحمي كل منها افرادها وتعيد امجادها بل ولتحمي ذاتها ووجودها وسط هذه الفوضى الاجتماعية والسياسية العارمة التي ظهرت بشكل جلي وجنوني مع انفجار بركان ثورات الغضب العربي اواخر عام 2010 م في عدة بلدان عربية ابتداء من تونس فمصر وليبيا واليمن وسوريا ، فهذه الثورات ليست سوى القادوم الذي خلع المسامير الصدئة والتي سقط بانخلاعها عن الجدار ذلك الستار الذي كان يغطي حقيقة واقع مجتمعاتنا العربية المأزومة (!!!) فظهرت تلك الفوضى العارمة وانكشفت للعيان عواراتنا الكبيرة والمغلظة العامة على خشبة المسرح وظهرت الافاعي والعقارب من جحور جدران هذا المسرح القديم المتصدع ، بينما العالم من حولنا يتفرج علينا في استغراب واعجاب في بدء هذه الثورات والانهيارات ثم في استهجان واشمئزاز بعد تحولها الى فوضى وحروب اهلية وارهاب ! ، ومنهم من لم يكتف بدور المتفرج وحسب بل اقتحم خشبة المسرح العربي وسط هذه المسرحية المأساوية الهزلية ليكون له دور ما في كل هذه الفوضى الجنونية الدامية محاولا توجيهها في الاتجاه الذي يحقق ويحمي مصالحه الاستراتيجية!! ، وحتى هذه اللحظة التي اخط فيها هذه السطور لا يزال هذه المسرح العربي الدامي الكبير خصوصا في ناحية المناطق المشتعلة يعج بالرصاص والدماء والدموع ويضج بالنار والدمار والصراخ والعويل بطريقة جنونية رهيبة !! ، والجنون فنون ! ، ولله في خلقه شؤون ! .
سليم الرقعي
2016
(*) القبيلة كمؤسسة اجتماعية طبيعية هي مؤسسة مرحلية وليست دائمة فوجودها مرتبط بالطور الحضاري الذي تمر به الامة بعكس الاسرة التي هي مؤسسة اجتماعية طبيعية دائمة ، الحاجة اليها لم تنبع من ضرورة الطبيعة الخارجية اي طبيعة البيئة الحضارية والسياسية بل نبعت من طبيعة وفطرة الانسان ذاته ، من الداخل ، لذا ستبقى الى الأبد ! .
(*) دواعي عودة الطائفية في الدول ذات الطوائف الدينية والأثنية هي نفس دواعي عودة القبلية للمسرح السياسي والاجتماعي بقوة وفاعلية وهو فشل مشروع الدولة الوطنية المدنية ذات التوجه الديموقراطي الليبرالي ، هذا المشروع الذي اطاح به مشروعات الاشتراكيين القوميين العرب بكل اصنافهم المصحوب بالحكم العسكري والديكتاتوري ثم اجهزت عليه لاحقا مشروعات الاسلاميين المؤدلجة سواء من طائفة السنة أو طائفة الشيعة ، ولا شك ان الثورة الاسلامية ذات النفس الشيعي في ايران ساهم في انتعاش وانتفاش الاسلام السياسي في العالم العربي اولا ثم ارتفاع المد السلفي الوهابي بدعم من المملكة السعودية لاحقا في محاولة سياسية وامنية للوقوف في مشروع تصدير الثورة الايرانية وتوسيع رقعة التشيع، فلكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومخالف له في الاتجاه ، هذا في عالم الفيزياء أما في عالم الأحياء وخصوصا عند البشر فإن (رد الفعل) العكسي قد يكون اقوى كثيرا من (الفعل) نفسه!، فالسلفية الوهابية التي دعمتها السعودية للوقوف في وجه المد الشيعي الثوروي الايراني كانت من القوة ما جعلها تخرج حتى عن نطاق السيطرة السعودية ذاتها وهو ما تسعى المملكة منذ عهد الملك السابق (عبد الله) للتعامل معه من خلال فتح الباب امام (الليبراليين) المسلمين في السعودية بالنشاط الاعلامي للتعبير عن افكارهم ومواقفهم الفكرية !! .



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سأم الغربيون من الهجرة لبلدانهم!؟
- الشخص الآخر ذو الوجه المألوف !؟
- هل للسوق تأثير على الحاكم العربي!؟
- هل هي ثورة،وهل هي فاشلة!؟
- الوجودية كما فهمتها !؟
- نظرية المؤامرة ونظرية الانتقام الالهي!؟
- فلسطين للفلسطينيين،كيف ولماذا !؟
- العرب وشماعة وعد بلفور !؟
- تأثير كمية المعرفة والقدرة في كمية الحرية!؟
- بين مفهوم (النخبة) و مفهوم (الأئمة)!؟
- مشكلة نخب أولا لا مشكلة شعب !؟
- العرب وسن المراهقة والمهدي المنتظر!؟
- هل الديموقراطية أسيرة للرأسمالية!؟
- عن شميت ، لوحة سينمائية رائعة!؟
- بين عاشوراء المسلمين وعاشوراء اليهود!؟
- أمريكا والتوحش المقنع بالديموقراطية!؟
- الفرق بين مفهوم الهوية ومفهوم الشخصية!؟
- الراوي وقصة العربان والديموقراطية!؟
- الانسان والأسرة المضطربة ودور الدولة!؟
- المتورط!؟،الفصل الثالث والأخير.


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - صعود القبلية والطائفية وجمود الدولة الوطنية المدنية!؟