العرب وشماعة وعد بلفور !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 5337 - 2016 / 11 / 8 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا أعتقد ان الوعد البريطاني الرسمي المعروف لدينا ، نحن العرب ، بوعد بلفور كان له التأثير الحاسم في خلق دولة الصهاينة (اسرائيل) على ارض فلسطين المحتلة ، بل إن نشاط وهمة ودهاء المستوطنين الصهاينة على الارض وأخذهم بالاسباب الكونية والواقعية كانت جميعها مجتمعة هي الامر الحاسم لحسم القضية لصالح المشروع الصهيوني اما بقية العوامل فهي كانت عوامل مساعدة فقط ! ، كان اليهود الصهاينة متحدين ومنظمين ولهم مليشيات مسلحة شديدة التنظيم والتدريب وبعضها مارس الارهاب لا ضد الفلسطنيين فقط بل حتى ضد الجيش البريطاني الذي كان يحتل فلسطين في تلك الحقبة ، كان اليهود شديدي التنظيم ولهم ادارة جيدة مدنية وعسكرية للمستوطنات التي تكاثروا فيها وسيطروا عليها بشكل تدريجي ذكي حيث استعملوا سلاح المال في شراء الاراضي من الفلسطينين الذين اخذوا يبيعون أرضهم بسبب الاغراء المالي الكبير !!! ، ثم حينما شعر الصهاينة بتردد بريطانيا عن الموافقة على مطلبهم باقامة دولة يهودية في فلسطين قامت منظمات ارهابية سرية كمنظمة (آرغون) بمهاجمة المعسكرات البريطانية في فلسطين وتنفيذ عمليات ارهابية أودت بحياة ضباط وجنود بريطانيبن على أرض فلسطين واعلنت هذه المنظمات الصهيونية أنها ستخوض حرب تحرير ضد المستعمر البريطاني !! ، وبالفعل نفذت بعض العمليات التي استهدفت معسكرات الانجليز ، هذا في الوقت الذي كان فيه العرب متشرذمين تائهين وضعوا اوراقهم في سلة (هتلر) فلما انهزم هتلر اصبح موقفهم ضعيفا ، الحق الحق ان اليهود انتزعوا منا ارضنا بقوة عقولهم وتدبيرهم وقوة عضلاتهم وسلاحهم ونحن بعد ، والى يومنا هذا ، نتباكى على فلسطين محاولين تعليق عارنا وهزيمتنا وضياع فلسطين على شماعة وعد بلفور !! ، بينما وعد بلفور كان مجرد (تحصيل حاصل) بعد أن كان اليهود الصهاينة قد اثبتوا وجودهم بالقوة والتخطيط المحكم والنشاط المنظم الذكي على الارض قبل صدور وعد بلفور !! ، علينا مواجهة حقيقة الماضي كي نعرف ان نتحرك في الحاضر بشكل صحيح وفعال نحو المستقبل ، لا أن نعيد ونكرر تلك الاسطوانات البكائية المشروخة والمكرورة التي نحفظها لاولادنا منذ (النكبة) ليل نهار دون جدوى !! .

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل