أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الراوي وقصة العربان والديموقراطية!؟














المزيد.....

الراوي وقصة العربان والديموقراطية!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الراوي وحكاية تعريب كلمتي الديكتاتورية والديموقراطية في عالم العربان!؟
**********************
وواصل (الراوي) حكايته الغريبة العجيبة فقال : "فأما كلمة (الديكتاتورية) ، يا سادة يا كرام ، فقد قيل في كتاب (الطنان في أحوال العربان!) أن حالها حال كلمة (الديمقراطية) ، برفع الميم ، او (الديموقراطية) ، بواو المد ، حيث قام المتخصصون في اللغة العربية في زماننا بتعريبهما لا بالترجمة الحرفية بل باعادة تشكيل هيئتهما كي تناسب شكل الكلمات العربية وهو ما يسمى في علم اللغة العربية ب(النحت) اي اعادة تشيكل الكلمة الأعجمية لتصبح منحوتة بهيئة عربية كحال نحتهم كلمة (تلفجن TV) الى كلمة (التلفزيون) او (التلفاز) ، وكلمة (استراتيجي/ strategy) الى كلمة (الاستراتيجية) ، وكذلك الحال هنا ، فمن الكلمة الأعجمية (ديموكرسي/democracy) اشتقوا ونحتوا كلمة (الديمقراطية) فاصبحت كلمة عربية ، ومن كلمة (ديكتيترشب/Dictatorship) اشتقوا ونحتوا كلمة (الديكتاتورية) فاصبحت كلمة عربية ، ولله الحمد والمنة " .

وهنا توقف (الراوي) عن الكلام واخذ يلتفت في شئ من الارتباك يمينا ويسارا وهو يدقق البصر ويحقق النظر في وجوه الحاضرين المستعمين لحكايته وروايته ، ومرت لحظة صمت وانتظار قطعها بقوله : "هذا ما فعله علماء اللغة العربية والترجمة المعتمدة بهاتين الكلمتين الاعجميتين ، يا سادة يا كرام ، فماذا فعل الحكام والسلاطين واتباعهم في أقطار العربان !؟"، وأخلد الراوي للمرة الثانية الى الصمت ، فنظر اليه الحضور في خوف وترقب وارتباك ،بينما التفت بعضهم هنا وهناك وقد ظهر على وجوههم خليط من صفرة الوجل مع حمرة الخجل بشكل غير ارادي ! ، في الوقت الذي بدا بعضهم الآخر متحفزا كما لو انه يريد المغادرة بينما بدا على البعض الآخر كما لو أنهم مستعدون للهجوم على الراوي اذا ما سولت له نفسه ان ما يمس الذات المقدسة لأولياء الأمور بكلمة قدح او نقد تصريحا او تلميحا !!! ، احمر وجه الراوي ثم اصفر ثم أخذ نفسا عميقا وانطلق يقول بنبرات مرتعشة اختلط فيها انفعال الغضب المكبوت بانفعال الخوف الموروث : "هل تعرفون ماذا فعل السلاطين ومن ولاهم من رجال الصحافة والثقافة والدين !!؟" ، سأل الراوي هذا السؤال وسكن صامتا للمرة الثالثة ، ولما لم يجبه احد منهم ولا نبس احدهم ببنت شفة واصل الراوي حكايته قائلا : " إنهم اعترفوا بعروبة الكلمة الثانية (الديكتاتورية) واعتمدوها واقروها ككلمة عربية وأكرموا وفادتها بل اعتبروها من أهل الدار وليست بالغريبة عنا وعن بيئتنا العربية الأصيلة ولم يسلطوا عليها رجال الدين ورجال القومية العربية والصحافة والثقافة التابعين للدولة لمحاربتها او تشويهها واتهامها بالعمالة للاستعمار والكفار ! ، وفي الوقت ذاته كفروا كفرا مخرجا من العقل بالكلمة الاولى (الديمقراطية) ولم يعترفوا بعروبتها وظلوا يصرون على انها كلمة اعجمية دخيلة (ملحونة)(ملعونة) سربتها الى مجتمعاتنا الطيبة فلول القوى الرجعية والعميلة !! ، وهكذا مع مرور الأيام وتوالي الأعوام عاشت كلمة (الديكتاتورية) في بلداننا العربية في انسجام وسلام وهناء (معززة مكرمة) في حصن وتبجيل كأية كلمة عربية أصيلة وجميلة وجليلة اخرى بل وتزوجها (ولي امرنا) المعظم وعاش معها في ثبات ونبات وخلف منها أولادا وبنات ! ، ولكن اي أولاد وأية بنات !!!؟؟ ، بينما لاقت كلمة (الديمقراطية) كل اصناف الويل والتنكيل وصدرت ضدها ملايين القضايا والاهانات والفتاوى والبيانات وملايين اللعنات ، وعاشت في بلداننا مضطهدة مشردة مشوهة ، نراها احيانا في شوراع مدننا العربية تتوسل وتتسول المارة ليل نهار دون أن يلتفت اليها احد منهم ، فالذين شبعوا مشغولون باشباع حاجاتهم الكمالية والذين جاعوا مهمومون بلسعات سوط جوعهم ! ، وكلما مر شيخ من شيوخ الدين او عين من عيون السلاطين أو فم من أفواه السلاطين بصق على وجهها وأمطرها بوابل من الشتائم والتهم الجاهزة قائلا : (خسئت يا عاهرة يا فاجرة يا كافرة يا لقيطة يا ربيبة الشوراع وعميلة الاستعمار !!) فتظل المسكينة ، يا سادة يا كرام ، حائرة دائرة تعاني حزينة تائهة في قاع المدينة !!" .
وهكذا انهى (الراوي) حكايته العجيبة والغريبة بينما كان الحضور ينظرون اليه في صمت بهيم كأن على رؤوسهم الطير ، وبعضهم تطاير من عينيه الشرر كما لو أنه ومضات برق ينذر بهبوب العاصفة ، ولكن صاحبنا الراوي لم يبال بتلك النظرات الناقمة بل تنفس الصعداء وحاول ان يرسم على شفتيه ابتسامة تظهره امامهم كما لو انه واثق فيما يقول ثقته في شجاعته ثم باغتهم بسؤال حاسم بقوله : "والآن !!؟؟ ، يا سادة يا كرام ، بعد ما سمعتم مني ما سمعتم !!؟؟ ، تراكم ماذا فاعلون !!!؟؟".
فسادت ، ولثوان مرت كما لو انها سنين طوال ، لحظة صمت بهيم غامض ثم فجأة نهض احد الحضور بشكل سريع وعنيف وهو يمتشق حذائه وصرخ يحث الحاضرين بصوت عال جدا : "عليكم بهذا الخارجي المبتدع الأثيم ! ، هذا المارق عميل الكفار والفرنجة والاستعمار !!" ، وما أن أتم عبارته النارية هذه حتى قام بقذف حذائه على وجه الراوي قائلا بطريقة تنضح بالتحدي والحقد : ( ردها على إن استطعت !!؟) ، ولم يتم عبارته هذه حتى سرت في الحضور ثورة هوجاء اطاحت ما تبقى من عقولهم ووعيهم فهبوا جميعا هبة رجل واحد على قلب رجل واحد يمتشقون احذيتهم ثم يقذفونها بأشد ما لديهم من قوة وعزيمة باتجاه الراوي ، فانهالت عليه وعلى وجهه عشرات الاحذية المتطايرة في وسط هالة ضخمة من التكبير تارة ومن اللعنات المتلاحقة تارة اخرى ، بينما كان صاحبنا الراوي يحملق فيهم مذهولا مشلولا لا يدري ما يقول !!! ، وأما بقية القصة فلعلكم تعرفونها جميعا !! ، ومن لم يطلع عليها او يسمع عنها في ذلك الوقت ، فلعله يجدها في احد ملفات اجهزة الأمن الداخلي والمخابرات العامة في احدى الدول العربية العريقة !!!.
**********
سليم الرقعي
كاتب ليبي من اقليم (برقة) يقيم في بريطانيا




#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان والأسرة المضطربة ودور الدولة!؟
- المتورط!؟،الفصل الثالث والأخير.
- المتورط!؟.الفصل الثاني.
- المتورط !؟ ، الفصل الأول.
- علو الهمة شرط لنهوض الأمة!؟
- ليبيا دولة مركبة من بلدين عربيين!؟
- هويتي بين المنتمي واللامنتمي !؟
- هل النفط نقمة على العرب ولماذا !؟
- الدولة العلمانية والدولة الدينية والدولة المسلمة المدنية!؟
- هل القوميون العرب والإسلاميون صنيعة الغرب!؟
- ما جناه القوميون والاسلاميون على مجتمعاتنا !؟
- الدولة ! ، محاولة للفهم !؟
- داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور!؟
- الإدارة والإرادة وفن الحياة !؟
- سلطان المال ومال السلطان!؟
- اصناف الديموقراطيات والديكتاتوريات في عصرنا!؟
- أسلمة الجيش كأساس لأسلمة الدولة !؟
- ثورة فكرية تلوح في الأفق !؟
- هل أصبح الانجليز شعوبيين شعبويين !؟
- لماذا صوت الاسكوتلنديون لصالح أوروبا!؟


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الراوي وقصة العربان والديموقراطية!؟