أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - أسلمة الجيش كأساس لأسلمة الدولة !؟















المزيد.....

أسلمة الجيش كأساس لأسلمة الدولة !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس سرا أن الاسلاميين كتيار سياسي وايديولوجي منذ تأسيس (حسن البنا) لجماعة الاخوان المسلمين عام 1928 خاضوا عدة تجارب سياسية وشاركوا في انتخابات ديموقراطية وشبه ديموقراطية وكسبوا بعضها لكنهم في كل مرة يكسبون السباق الانتخابي كانوا يتعرضون الى الانقلاب عليهم وإزاحتهم من قبل الدولة بقوة الجيش كما حصل ايام فاروق في مصر وأيام جمال عبد الناصر ثم مؤخرا في عهد مرسي وقبلهم حدث مثل ذلك في الجزائر وموريتانيا !! ، لهذا بات الاسلاميون يعتقدون ان الجيوش لن تسمح لهم بالحكم والقيادة الا اذا تمكنوا من القضاء على هذه الجيوش وتحطيمها واجتثاثها من جذورها ولو من خلال التصفية الجسدية والقتال الجهادي والاستهداف الارهابي الممنهج وبناء جيش جديد بعقيدة اسلامية من عناصر تؤمن بالدولة الاسلامية ، وهو نهج جماعات ما يسمى بالسلفية الجهادية كالجماعة المقاتلة سابقا وانصار الشريعة والقاعدة والدواعش وكذلك جناح (الصقور في الاخوان) ، أو تغيير عقيدة ونخبة هذه الجيوش من خلال منهج (الأسلمة) تدريجيا واختراق المؤسسة العسكرية وهو نهج جماعة (حسن الترابي) في السودان وكذلك جناح الحمائم في الاخوان ! ، وقد فشلت محاولات كل من الجماعات الجهادية وجناح الصقور في جماعة الاخوان في تحطيم هذه الجيوش العربية الحالية رغم انهم استغلوا فرصة الفوضى العارمة الحالية التي ترتبت عن ثورات "الربيع العربي" لتحطيم هذه الجيوش خصوصا كما يجري في ليبيا ولكن دون جدوى ! .


في السودان !!؟؟
***********
بخلاف بقية الاحزاب والجماعات الاسلامية فقد تمكنت "جماعة حسن الترابي" منذ اكثر من ثلاثة عقود خلت من تحقيق عملية اختراق مادي وايديولوجي للجيش السوداني ثم استعماله لتنفيذ انقلاب عسكري اسلامي ابيض بقيادة (العميد عمر البشير) أطاح السلطات الشرعية الديموقراطية المنتخبة (الحزب الاتحادي الديموقراطي وحزب الامة) وبالتالي الاستفراد بالحكم تحت شعار وستار (ثورة الانقاذ الوطني)!!! ، ثم اخذ الاسلاميون هناك في السودان بعد نجاح انقلابهم العسكري ووضع يدهم على قيادة الدولة والجيش في تنفيذ مخطط مدروس بعناية في أسلمة الجيش السوداني وذلك من خلال ثلاثة محاور :
(1) الأول تطهير الجيش السوداني من العناصر المعادية للاسلاميين والمشكوك في ولائهم لقيادة الجيش الجديدة المتمثلة في (الفريق عمر البشير) من خلال احالة بعضهم الى التقاعد او انتدابهم في وظائف مدنية ومشروعات تجارية عامة او بعثات دبلوماسية في الخارج !، كما تم التخلص من بعضهم من خلال توريطهم بطرق مخابراتية خبيثة في مشروعات انقلابية مفبركة وفاشلة واتخاذها ذريعة لمحاكمتهم عسكريا وسجنهم وفصلهم من القوات المسلحة !!!.
(2) اقناع بعض الضباط المتدينين بالولاء للقيادة الجديدة والمشروع الاسلامي وكسب تأييد ضباط علمانيين آخرين من خلال منهج التقريب والتودد والترقية ، وبعض هؤلاء كانوا شيوعيين فانقلابوا الى اسلاميين!!.
(3) ضخ اعداد كبيرة وضخمة ولكن بشكل تدريجي من العناصر الاسلامية الشابة في جسم المؤسسة العسكرية وتشجيع الشباب الاسلامي في الانخراط في الثانويات والكليات العسكرية.

وهكذا تمكن الاسلاميون في السودان من بسط نفوذهم بالكامل على الجيش السوداني والمخابرات والشرطة وأسلمة هذه المؤسسات من حيث العقيدة العسكرية والولاء ومن حيث العنصر البشري ! .

في ليبيا !!؟؟
*******
وفي ليبيا بعد ثورة 17 فبراير 2011 حاول الاسلاميون الليبيون بقيادة تحالف (الاخوان/المقاتلة/انصار الشريعة) الجمع بين الطريقتين في السيطرة على الجيش الليبي الجديد ، اي (طريق التفريغ والتطهير) وذلك إما من خلال الاحالة على التقاعد او الخدمة المدنية والدبلوماسية او من خلال التصفية الجسدية لخصوم الاسلاميين داخل بقايا الجيش الليبي وكان ذلك ابتداء بتصفية واغتيال قائد جيش الثوار اللواء "عبد الفتاح يونس"واحلال محله (العقيد يوسف المنقوش) وهو ضابط موال للاسلاميين ، وكذلك استعملوا (طريق الأسلمة) من خلال تشكيل وحدات عسكرية جديدة تحت مسمى (الدروع) محورها واساسها العناصر الاسلامية الشابة الموالية لمشروع الاسلام السياسي ، وفي حين نجحوا الى حد كبير في الغرب الليبي خصوصا في مدينتي طرابلس ومصراتة فإنهم لقوا معارضة شعبية ومدنية وعسكرية وقبلية كبيرة في الشرق الليبي (برقة) خصوصا في مدينة بنغازي وصلت الى حد المقاومة المسلحة تحت مسمى (عملية الكرامة) في محاربة الدروع والكتائب العسكرية التي أسسها الاسلاميون لتكون هي اساس الجيش الليبي الجديد ! .، هذه الدروع والكتائب التي رفضت الانصياع لمطالب الشارع في بنغازي والتي تم التعبير عنها في تظاهرات شعبية حاشدة غير مسبوقة تطالب بحل هذه الكتائب والدروع وتسليم ملف الامن للمؤسسات التقليدية المتمثلة في الجيش والشرطة!.


في تركيا !!؟؟
************
في تركيا ظلت مشكلة الطابع العلماني للجيش مشكلة كبيرة تواجه الاسلاميين هناك وظل الجيش التركي يمثل العقبة الكؤود التي تحول دون سيطرتهم على الدولة بشكل كامل ونهائي ولو من خلال بوابة الانتخابات الديموقراطية !! ، وفي تقديري ان الاسلاميين الاتراك استنسخوا تجربة الاسلاميين السودانيين في اختراق المؤسسة العسكرية والأمنية بشكل تدريجي الا أن نخبة من العسكريين الاتراك خصوصا من الرتب العليا ظلت تشكل امامهم سدا منيعا امام أسلمة الجيش التركي وأمام تغلغل العناصر الاسلامية فيه ، فجاءت ، ويا للمحاسن الصدف !!!؟؟ ، محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة على حكومة "أردوغان" الاسلامية مساء امس 15 يوليو 2016 لتعطي للاسلاميين الاتراك بقيادة رئيس الدولة "رجب اوردغان" الذريعة الكافية لاطلاق يده في عملية تطهير الجيش ممن اسماهم ب"الخونة الذين خانوا الوطن " والتي في تقديري ستنتهي بشكل تدريجي وعميق الى أسلمة الجيش التركي كما جرى للجيش السوداني ولتتحول الديموقراطية في تركيا كما في السودان ديموقراطية شعبوية تمجد ثورة الانقاذ والقائد الزعيم والأوحد ! .
لكن يبقى السؤال الاخير هنا : هل فرصة الانقلاب الفاشلة الاخيرة في تركيا هي "هبة وهدية الهية" القى بها القدر في طريق (اوردغان) ليتخذها حجة في تطهير وأسلمة الجيش وتصفية خصومه في المؤسسة العسكرية والقضائية والامنية بدعوى انهم "خونة" !!؟؟ ، أم أن (أردوغان) وجهازه الامني الخاص والعام هم من اختلقوا بتدبير ماكر هذه الفرصة التاريخية والذهبية كي يمرروا من خلالها ضربتهم الانتقامية القاضية لخصومهم في مؤسسة الجيش التركي بأيديولوجيته العلمانية المتشددة والتي انهكها الفساد لتكون الطريق امام الاسلاميين في تركيا لأسلمة الدولة وأسلمة الديموقراطية معبدة لاحقا بدون مقاومة كبيرة !!!؟؟؟ .
من يدري !!!!!؟؟؟؟؟
*******************
سليم الرقعي
كاتب ليبي من "برقة" يقيم في بريطانيا
16 يوليو 2016



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة فكرية تلوح في الأفق !؟
- هل أصبح الانجليز شعوبيين شعبويين !؟
- لماذا صوت الاسكوتلنديون لصالح أوروبا!؟
- البريطانيون يهزمون عاصمتهم لندن!؟
- الاستفتاء البريطاني واسلوب التخويف!؟؟
- كولين ولسون وتحضير الأرواح !!؟
- الذكورة والأنوثة والجنس الثالث !؟
- اغتيال كوكس عمل ارهابي لصالح الاتحاد الأوروبي!؟
- الحرية بين مجتمعاتهم ومجتمعاتنا !؟
- برنامج الصدمة والشارع العربي !؟
- العرب ولغة الدراما والسينما العالمية !؟
- المخطط الغربي الحالي لمنطقتنا !؟
- العروبة والاستعراب والهوية القومية!؟
- رخصة واجازة زواج !؟؟
- الملك السنوسي والخطأ القاتل !؟
- ما الفرق بين الآداب والأخلاق!؟
- نحو دولة حرة مستقرة في ليبيا!؟
- حورية المسحور !؟
- متى سينتهي اعصار الارهاب!؟
- هل نحن عرب بريطانيا بريطانيون !؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - أسلمة الجيش كأساس لأسلمة الدولة !؟