كولين ولسون وتحضير الأرواح !!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 5201 - 2016 / 6 / 22 - 01:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كولين ولسون صاحب كتاب (طقوس في الظلام !؟) يحرج (الأرواح) الحاضرة وسط الظلام !؟
***************************************************
في جلسات معالجة المريض النفسي المصاب بتعدد الشخصية وهو مرض نفسي معروف لا تنفصم فيه الشخصية فقط بل تتعدد وتنشطر لعدة شخصيات مختلفة بين شخصية أصيلة وشخصيات بديلة يتم اظهارها والتحدث معها من خلال تنويم المريض مغناطيسيا ، او جلسات تحضير ارواح الموتى من خلال أساليب تحضير الارواح عن طريق وسيط روحاني ! ، او جلسات معالجة الممسوس والملبوس بشياطين الجن ، سم هذه الحالات ما تشاء ! ، ولكن يظل الشئ المؤكد والجامع والمحسوس والمدروس بين هذه الحالات هو حضور (شخصيات غريبة) تدعي انها تحل في جسم الوسيط أو المريض أو الممسوس وتتحدث بلسانه وترى بعينيه وتسمع بأذنيه !! ، وبالتالي يمكن للحاضرين و الطبيب المعالج النفساني او الروحاني التحدث معها وتتحدث معهم ! ، بعض هذه الشخصبات التي تظهر على الشخص موضوع الدراسة او المعالجة يكون عدوانيا عنيفا وبعضها يكون هادئا لطيفا ولكن يغلب عليها جميعا طابع الثرثرة والادعاء ومحاولة تخويف الحاضرين ! ، ولا يهمني هنا حقيقة من الذي يحضر عبر الوسيط او المريض او الممسوس بالفعل ويتحدث على انه روح لميت او جني او شخصية بديلة للمريض ويدلي بمعلومات بعضها يكون كاذبا وبعضها يكون صحيحا يثير الدهشة والحيرة!! ، فهذا موضوع سأناقشه لاحقا في بحث مخصوص ناتج عن اطلاع وتجربة ومعاينة ، ولكن هنا أريد ان انقل تجربة طريفة حصلت مع الكاتب والفيلسوف الوجودي البريطاني (كولين ولسون) الذي ركز في آخر حياته على الاهتمام بدراسة الروحانيات والقوى الخفية لدى البشر بشكل نظري استقرائي وبشكل ميداني عملي ، وهي حادثة طريفة ذكرها ولسون في كتابه (ما بعد الحياة!؟) حيث أوقع الروح او الشخصية الحاضرة في فخ واختبار عملي بسيط محرج للتأكد من قدراتها المزعومة مما اثار غضبها ونقمتها عليه وبالتالي انهاء الجلسة ! .

عندما بدأت الجلسة اصرت الوسيطة على اطفاء الأنوار وتشغيل جهاز التسجيل على قطعة موسيقية هادئة كلاسيكية ، ثم بعد قليل تحدثت في الظلام من خلال الوسيطة روح او شخصية ادعت ان اسمها (هيلين دوكنان) وكانت تتحدث بلكنة اسكوتلندية وقالت موجهة كلامها ، عبر الوسيطة ، الى الكاتب والباحث كولين ولسون وسط الظلام : ( هالو كولين ! ، توقعت حضورك ! ، هل فاجأتك !؟؟؟ ، سمعت أنك صاحب كلام كثير ! ، وأنا أيضا صاحبة كلام كثير !!) ….. بعد ذلك تلبست الوسيطة شخصية او روح أخرى ادعت انها روح (رايموند) وهو باحث في الروحانيات وسأله كولين ولسون : هل بالفعل أن الأرواح ترى في الظلام !؟ فأجابت الروح الحاضرة او الشخصية المتلبسة بالوسيطة بالإيجاب القاطع وأكدت بشئ من الثقة والكبرياء صحة ذلك لكن كولين ولسون فجأها بطلب أن تخبره عن الانفعال الذي يرسمه في الظلام على وجهه وكان قد تظاهر من خلال اسارير وجهه بالرعب ! ، وارتبكت الروح او الشخصية الناطقة عبر الوسيطة وقالت مستفسرة : هل تعني أنك تفتح فمك مثلا !؟؟؟ ، قال ولسون : نعم اعني ذلك ! ، قالت الشخصية الحاضرة : سبق وأن أجرى لنا احد اعضاء الجمعية الروحانية اختبارا ورفع عددا من اصابعه في الظلام واخبرناه بالإجابة الصحيحة واقتنع ! ، فرفع ولسون اصبعين من اصابع يده في الظلام وقال للروح او الشخصية الحاضرة : إذن اخبرني كم اصبعا تشاهد الآن !؟ ، فقالت الروح في ضيق وغضب : نحن لم نعد نفعل ذلك ! ، قال ولسون : ولماذا !؟ ، قالت : لأن الناس لم ولن يصدقوا أننا ارواح ! ، ولو اخبرتك الآن بالإجابة الصحيحة ثم خرجت أنت واخبرت الناس أن الروح اخبرتك بالإجابة الصحيحة لن يصدقونك بل سيدعون أن الوسيطة تستخدم اشعة فوق الحمراء لترى في الظلام !؟ ، قال ولسون : (المسألة هنا ليست اقناع الناس الآخرين بل المسألة هنا هي اقناعي أنا شخصيا الآن ، فلو اخبرتني بعدد الاصابع التي ارفعها في الظلام الآن فسأصدق أنك روح والا لن أصدق !! ) ، عند هذا الحد من المناقشة يبدو قد أسقط في يد الروح أو الشخصية الحاضرة وشعرت بالغضب والضيق الشديد وأخذت تزمجر وتثرثر في الظلام بلا معنى ، وتم ايقاف المحادثة وايقاد الأضواء ثم عادت الوسيطة الى وعيها وهي تسأل في ارتباك : هل تحدثتم مع الأرواح !!؟؟.
**********
سليم الرقعي
كاتب ليبي من برقة يقيم في بريطانيا

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل