تطبيق الشريعة وقميص عثمان !!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الواقع ان الشريعة الاسلامية في مجتمعنا الليبي المسلم وفي الكثير من المجتمعات المسلمة مطبقة ومحكمة ، بتشديد الكاف ، سواء في الحياة الاجتماعية او الاقتصادية الى حد كبير وفي حدود طاقات المسلمين في هذا الزمان وحدود فهمهم لشرع الله، وحتى القوانين بنسبة 90% موافقة للشريعة وغير مخالفة لها بل حتى حد السرقة والزنا موجود في قوانين دولة القذافي السابقة ولكن الأمر في تنفيذ الاحكام متروكا للمحاكم والقضاء ، فالأدعاء ان شريعة الله غائبة ومغيبة ومعطلة ليس صحيحا ومخالفا للواقع وهو في الغالب ادعاء تضليلي يراد به فقط اثارة الشباب المتدين قليل العلم والحلم من جهة ومن جهة لاستخدام هذه الأكذوبة كما لو انها قميص عثمان للوصول الى السلطة !! ، فالشريعة محكمة وهي مطبقة في الكثير من مناحي حياتنا بل حتى نحن المسلمين الذين نعيش في الغرب المسيحي الليبرالي نطبق الشريعة في اغلب احوالنا وعلاقاتنا وتصرفاتنا ، فحتى الزواج والطلاق يتم هنا وفق الشريعة وبموافقة الدول الغربية غير المسلمة ونأكل الحلال ولا نشرب الخمر ولا نتعامل بالربا ونساؤنا يرتدين الملابس وفق تعاليم الشريعة ولنا مساجدنا واعيادنا !! ، فلا أدري ماذا يقصدون بتطبيق الشريعة بالضبط !؟؟ هل يقصدون بتطبيق الشريعة تطبيق احكام العقوبات والحدود على الجناة !؟ ، أم هل تطبيق الشريعة يعني عمل دوام يومي مكتوب للذكور البالغين (سجل حضور وانصراف) للصلوات الخمس في المسجد وصلوات الجمعة ، والمتخلف يعاقب !؟ ام تطبيق الشريعة يعني فرض الحجاب بمواصفات معينة بقوة الدولة والقانون ومنع النساء من قيادة السيارات !؟ ام الغاء حصص وتخصصات الرسم والنحت والموسيقى من المدارس والجامعات وهدم التماثيل ومصادرة الآلات الموسيقية والاشرطة المسموعة والمرئية من الناس وحجب اغلب المواقع والقنوات الفضائية !؟ ، هل تطبيق الشريعة يعني ان يحمل رئيس البلد المتغلب لقب (خليفة المسلمين وأمير المؤمنين) ويجب ان يكون عامل لحية طويلة ولابس ملابس عربية وجلباب وبنطال قصير !!؟ ماذا يقصدون بتطبيق الشريعة بالضبط وبشكل عملي !؟ ، ثم هل نطبق الشريعة بطريقة الاخوان ام السلفيين أم حزب التحرير !؟ ، بطريقة السعودية ام السودان ام طالبان ام ايران أم دولة الدواعش الاسلامية !!؟؟ ، الحق الحق ، أيها الأحباب ، ليس هدف اغلب هؤلاء القوم والمطلوب الاساسي عندهم هو الشريعة بل المطلوب من حيث يشعرون أو لا يشعرون هو الحكم والسلطة !.. ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي !.
اما الطريق الصحيح الى قوة وعزة ونهوض المسلمين لا يبدأ من فوق ولا من قصة الدخول في مصادمات مع السلطات بل يبدأ من تحت ، من الأساس ، من اصلاح فكر وثقافة واخلاق الناس وتصحيح فهمهم للدين والدنيا ، وقبل ذلك نحتاج الى غربلة تراثنا الديني وتصفيته مما علق فيه من شوائب وأوهام وخرافات بدون تقديس يبلغ حد العبودية وربما العبادة للسلف الصالح ، رحمهم الله ، ولا الطعن فيهم ولا انكار فضلهم علينا وعلى الدين !! ، ومن هنا ، أي من تحت ، ومن الأساس ، ومن فكر وثقافة واخلاق الناس ، نبدأ رحلة الاصلاح ورحلة البعث الصحيح ، البعث الروحي والاخلاقي والحضاري والنهوض الاقتصادي والسياسي لهذه الامة وهذه المجتمعات وهذه الاوطان التي تؤمن بهذا الدين وتحب الحياة وترجو الازدهار والانتصار!.
♡-;-♡-;-♡-;-♡-;-♡-;-♡-;-
سليم الرقعي
6 جمادي الآخرة 1437 هجري/عربي/قمري
15 مارس 2016 ميلادي/غربي/شمسي

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل